عبدالله العلمي
أخرجوا الجشعين من جزيرة العرب
من أكثر الرسائل القصيرة تداولاً ورواجاً هذه الأيام رسائل "الصفر المفقود"، ومن أكثر المواضيع التي يتحدث عنها الناس اليوم هي الغلاء الفاحش للأسعار بل جشع بعض التجار لدرجة أصابت المواطن العادي في أكله وشربه ومسكنه.
انضم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى ركب الغاضبين فحذر التجار من الجشع الزائد في بيع السلع. يقول سماحة المفتي في خطبة الجمعة بالرياض: "أحذر من التواصي على ظلم العباد فالظلم ممنوع في شريعة الإسلام". لعل هذا التوصيف يسدد لطمة قوية لبعض من يتاجرون بأرزاق الناس فيخلعون عن أنفسهم هذه الصفة المقيتة، صفة ظلم العباد، بعد أن عجزت أجهزة الرقابة النائمة عن إيقافهم عند حدهم.
سماحة المفتي وصف فعل وتصرف بعض التجار الموردين الذين تسببوا في الغلاء بأنه ناتج عن جشعهم وطمعهم. أي مصيبة تلك أكبر من نعت التاجر بالجشع والطمع بعد أن نهشت مخالبه أحشاء المواطن البسيط بكل صلافة ووحشية. يبدو أنه كلما تم تأمين التسهيلات للتجار - بقصد وبدون قصد - وكلما تحملنا بعض العبء عنهم وتم التعامل معهم كبشر، كلما ارتفعت درجة غلوهم وظلمهم وكلما ازداد جشعهم وبطشهم.
سماحة المفتي طلب من هؤلاء التجار تقوى الله في أنفسهم، ولكن مازال بعضهم لا يعرف - أو لا يريد أن يعرف - الفرق بين الربح الحلال وبين البطش العلني المنظم بمقدرات الناس المعيشية. نعم، من واجب الجهات المعنية أن تستيقظ من سباتها العميق وتوقف هؤلاء الجشعين عند حدهم وأن يتم تسعير السلع كلها تسعيراً دقيقاً مع إعطاء كل ذي حق حقه بالعدل. هذه دعوة حق وإلا استمر بعض التجار يتنافسون في رفع الأسعار وظلم الناس بدون مبالاة.
دعوة سماحة المفتي لوقف كل متجاوز عند حده وأن يكون الأمر واضحاً والربح واضحاً لن تستجاب طالما أن بعضنا للأسف متعاون ومتكافل مع هؤلاء التجار بدعاوى واهية وكاذبة. كيف؟ هناك من يطالبنا "بالتأقلم" مع الوضع الجديد، وهناك من يقترح جمعيات "لتنوير" المجتمع، وطبعاً هناك من يكتب دفاعاً عن التجار البسطاء المساكين.
كيف نكون خير أمة أخرجت للناس ومنا من يعيش ويتسبب على ظلم الناس؟
http://www.alwatan.com.sa/news/write...4229&Rname=205