عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2008, 01:06 PM   #36
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

عصابة خطفت طفلاً ‬في ‬السادسة من عمره وهربته الى السعودية ليعمل أربع سنوات في ‬رعي ‬الأغنام وفي ‬طريق عودته لليمن سلبوه 7500 ‬ريال سعودي‬

الوحدوي نت -خاص - محمود طه
بعد رحلة من الضياع والمعاناة والتشرد، ‬استمرت لأكثر من 4 ‬سنوات، ‬أحيل الطفل »‬عبدالعزيز« ‬الى محكمة صعدة لإثبات نسبه وإعادته لوالديه اللذين جاءا من محافظة صعدة للقاء طفلهما ذي ‬السنوات العشر، ‬بعد أربعة أعوام من الفراق، ‬جسدت واقع الطفولة في‬اليمن، ‬ورسمت ملامح ‬غاية في ‬البشاعة والقسوة لحياة فلذات الكباد.‬
عبدالعزيز؛ هذا الطفل البائس،‬اختطفه الفقر والفاقة وعصابات الجريمة، ‬قبل أربعة أعوام، ‬طفلاً* ‬لم ‬يكمل السادسة، ‬تحمل بعدها مشقة لاتتخيلها عقلية أبرع مؤلفي ‬القصص التراجيدية.‬
وحشية الخاطفين هربت عبدالعزيز الى الأراضي ‬السعودية، ‬وأرغمته على العمل طوال نهار جيزان الحار في ‬رعي ‬الأغنام مقابل أجر رمزي ‬كان ‬يتقاضاه من الرجل السعودي.‬
بعد أربعة أعوام كاملة من العمل المتواصل تحت أشعة الشمس الحارقة، ‬قرر آكلو لحوم البشر النزول عند رغبة عبدالعزيز، ‬وإعادته الى اليمن، ‬ليرجع لوالديه وإخوته وأطفال قريته بصعدة.‬
وكان تمكن من جمع 7500 ‬ريال سعودي، ‬ما ‬يقارب نصف مليون ريال ‬يمني، ‬هي ‬كل ما ادخره طوال أربعة سنوات من العمل الشاق.‬
عبدالعزيز لم ‬يصرف ريالاً ‬واحداً ‬خلال فترة عمله، ‬لم ‬يذق الحلوى، ‬ولم تلامس شفتاه مذاق العصير المعلب أو الفاكهة. ‬ما لاقاه من أموال أثناء تهريبه الى السعودية، ‬ومعاناة الجوع والعطش التي ‬بلغت به حد الهلاك أثناء دخوله المملكة، ‬جعلته ‬يدرك ما الذي ‬تعنيه المادة، ‬الأمر الذي ‬دفعه للاكتفاء بوجبات الطعام التي ‬يقدمها له مالك الأغنام، ‬والحفاظ على أجره الشهري ‬كما هو طوال السنوات الأربع.‬
إلا أنه لم ‬يكن ‬يعلم أن الأقدار ستخبئ له ‬غير ما رسمه في ‬مخيلته. ‬كما لم ‬يكن ‬يعلم أن كل مدخرات ‬غربة السنوات الأربع ستؤول الى جيوب خاطفيه.‬
خاطفو عبدالعزيز أخذوا منه الـ 7500‬ريال سعودي، ‬في ‬طريق العودة الى اليمن، ‬ورموه عند أول لوكندة على الحدود.. ‬ومضوا.‬
هكذا، ‬وبكل سهولة، ‬سطت العصابة على "‬تحويشة" ‬عمر عبدالعزيز طوال أربع سنوات، ‬مثلما سطت من قبل، ‬على طفولته وبراءته.‬
ما أقسى ما واجهه عبدالعزيز.. ‬وما أبشع حياة الطفولة في ‬بلد كاليمن!‬
ومن على الحدود اليمنية السعودية، ‬بدأ عبدالعزيز رحلة ضياع جديدة دامت قرابة أسبوع،‬استنزفت كل ما ‬يملكه الطفل من دموع،‬قبل أن ‬يجده أحد فاعلي ‬الخير، ‬ويسلمه الى إدارة أمن الزهرة بالحديدة. ‬ومن هناك الى إدارة البحث الجنائي ‬بعمران، ‬بعد أن قال لهم الطفل إنه من هناك*. ‬ليقرر الشيخ ‬يحيى القحوم تبني ‬ورعاية الطفل، ‬والبحث عن والديه اللذين لايعرف عبدالعزيز اسميهما.‬
الخميس الماضي، ‬تلقت إدارة أمن محافظة عمران برقية عاجلة من مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية،‬تقضي ‬بإرسال الطفل عبدالعزيز جبران علي (٠١‬سنوات) ‬الى إدارة أمن محافظة صعدة، ‬تمهيداً ‬لتسليمه الى والده الذي ‬يقطن في ‬قرية الحجرة بمديرية "‬المشنق" -‬رازح -‬محافظة صعدة.‬
وتم إرسال الطفل مع اثنين من جنود الأمن، ‬ومعهما الشيخ ‬يحيى القحوم.‬
الطفل بكى داخل المحكمة، ‬وصرخ رافضاً ‬العودة الى والده الذي ‬حضر الى المحكمة، ‬ظهر السبت الماضي، ‬فيما لم تحضر المرأة التي ‬انفصلت عنه في ‬وقت سابق، ‬وتزوجت بآخر*.‬
قال عبدالعزيز وهو ‬يبكي: "‬ما أبغى أرجع الى أبي ‬الذي ‬تركني ‬ضايع وما سألش عليّ*".‬
الطفل ترجى الجميع أن ‬يدعوه ‬يعيش لدى الشيخ ‬يحيى القحوم، ‬الذي ‬رعاه منذ أن عثر عليه. ‬لكن ذلك لن ‬يحدث.‬
هكذا انتهت فصول قصة الطفل عبدالعزيز،‬وكذلك بدأت.‬
أربع سنوات من التشرد والمعاناة انتهت به الى أسرة مفككة.. ‬ليظل عبدالعزيز نموذجاً ‬لملايين الأطفال اليمنيين، ‬في ‬بلد تنتهك فيه الطفولة، ‬وتغتصب البراءة، ‬في ‬بلد تناسى فيه رجله الأول كل شيء، ‬عدا الطاقة النووية التي ‬مني الشعب بها.‬



___________________________


التعديل الأخير تم بواسطة لاتدف ; 18-02-2008 الساعة 01:19 PM
لاتدف غير متواجد حالياً