عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2008, 11:26 PM   #63
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

«أبو عبدالله» يقودنا إلى «أوكارهم» وطفل يحذرنا من إطلاق نار محتمل
عصابات تهريب «ليلى علوي» تتمركز داخل الأراضي اليمنية



جولة وتصوير:عبدالرحمن الختارش
ينشط مهربو السيارات رغم الجهود التي يبذلها حرس الحدود ـ ما بين المملكة واليمن خاصة سيارات الدفع الرباعي او ما اصطلح على تسميته بـ«ليلى علوي» التي تتناسب وتضاريس المنطقة. وهذه الجولة محاولة للكشف عن هؤلاء المهربين واماكن تواجدهم وطرقهم التي يستخدمونها وتلك التي يسلكونها في تهريب السيارات مما قد يسهم في الحد من هذه المشكلة على الحدود. بدأت جولتي بمساعدة الزميل عبدالعزيز معافا ـ احد العارفين بخبايا المناطق الحدودية ـ من قرية «الحثيرة» الحدودية مع اليمن التابعة لمركز الطوال واول ما استرعى انتباهي للوهلة الاولى كثرة مجهولي الهوية ممن يسكنون القرية وهم يرقبوننا في حذر اما لاننا من رجال الامن او مكافحة المخدرات. خيل اليّ انني اذا ما حاولت النزول للتحدث مع احدهم سيحدث لي احد امرين اما انني سأشاهد اقداما تعدو خوفا منا او ان هناك من سيحاول التهجم علينا.. ولعل الخوف الذي يتملكهم له اسبابه ومن تلك الاسباب اقامتهم غير النظامية وممارسة بعضهم تهريب سواء السيارات او القات من اليمن الى داخل الاراضي السعودية او بيعه داخل منازلهم الخشبية البسيطة وكلها اسباب كافية لتجعلهم حذرين من كل شيء لاسيما من الغريب الذي لا يعرفونه!!
تحذير طفولي
بعد ان خرجنا الى اtطراف القرية رأيت الفاصل الحدودي واضحا امام عيني ورجال حرس الحدود يجلسون هناك لمراقبة الحدود من المتسللين الى داخل الاراضي السعودية او العائدين الى اليمن بصورة غير نظامية ايضا، حاولنا الاقتراب من مركز حرس الحدود بسيارتنا ولكن الطريق كان مسدودا فحاولنا ان نجد طريقا اخرا للوصول اليهم وكلما اتجهنا من مكان ما داخل القرية ليوصلنا الى المركز نجد الطريق مسدودا!! كانت هناك بعض المنازل الشعبية وكان في تقديرنا ان المرور من بينها سيمكننا من الوصول الى المركز وحين اقتربنا من تلك المنازل شاهدنا رجال الحرس اكثر قربا فهممنا بالسير اليهم مشيا على الاقدام ولكن ما ان بدأنا بالتقدم نحوهم حتى سمعنا صوت طفل يلهو بدراجته والخوف باد على وجهه الطفولي وقبل ان نسأله عما يريد او يسألنا اقترب منا قائلا: لا.. لا.. لا تروحوا هناك قدامكم حرس الحدود والله والله لو شافوكم بيطلقوا عليكم النار لم يكمل الطفل كلامه حتى اخذنا حديثه على محمل الجد وفكرنا بالعودة الى الوراء على ان نصل اليهم ونتحدث معهم بطريقة رسمية بدلا من مباغتتهم هكذا ووقتها سيكون لديهم الحق فيما لو تصرفوا معنا بطريقة يمليها عليهم الواجب وحماية الوطن.
التسلل عبر الحدود
ونحن نسير على أطراف المناطق الحدودية كنا نشاهد حجم المتخلفين العائدين الى ارض اليمن وهم يحملون اكياسا وصناديق على ظهورهم باتجاه الخط الحدودي الفاصل وكلهم ثقة كنا نشاهد الكثير من تلك الامتعة متكدسة
الحلقة القادمة
مهربون مدججون بالسلاح

امام مركز حرس الحدود وقد تمت مصادرتها والقبض عليهم.. كانوا تارة يسيرون بين طرق ترابية وتارة اخرى يتخفون بين الاشجار وفي نفس الوقت لم تهدأ سيارات حرس الحدود السعودي من تمشيط المنطقة فحين يجدون مجموعة فهم ينزلون اليهم ويتحدثون معهم ومن ثم نراهم يصعدون الى السيارة المخصصة لهم دون مقاومة او محاولة هرب كل هذه المشاهد اوجدت لدي فضولا لمعرفة تفاصيل ما يجري فاتجهت الى بداية الطريق الذي يسلكه المخالفون لمعرفة تفاصيل ما يجري وبالفعل وجدت بعضا منهم هناك يستعد لبداية الرحلة عائدين الى بلادهم اقتربت من احدهم وسألته الى اين يذهب فقال وبكل ثقة سأعود الى اليمن الى اولادي كان التعب يبدو على وجهه ولكنه مصر على العودة اخبرته ان رجال حرس الحدود متواجدون بكثرة في هذه المنطقة.
كنت اقول له ذلك ونحن الاثنان نرى سياراتهم تجوب هنا وهناك فاجابني: اعرف انهم هنا وبالقرب منا ولكن لماذا اخاف فأنا لم افعل شيئا كل ما اريده ان اعود الى ارضي ولم اقم بشيء يخل بالامن أو يؤذي رجال حرس الحدود وما احمله ليست مخدرات او ممنوعات كل ما احمله على ظهري بعض الملابس والاطعمة لاطفالي فاذا اخذها رجال الحرس لن اعترض واذا اوقفوني ايضا لن اعترض فانا معترف انني دخلت عبر الحدود قبل ايام بصورة غير نظامية ولكن بحثا عن رزقي ورزق ابنائي ولم افكر قط في شيء غير ذلك وان تمكنت من العودة دون ان يوقفوني فالحمد لله أنا اقف حين يأتون نحوي احتراما لهم وخوفا على نفسي اما هربي منهم فهذا يجعلهم يشكون في امري ويطاردونني حينها لن يصدقني احد وانا انتظر تعليماتهم وانفذها بكل هدوء وهذا ما يفعله اي واحد منا هنا يرغب في العودة الى اليمن.
البحث عن مهربين
بعد ان رصدنا تلك المشاهد على المنطقة الحدودية عدنا الى داخل القرية كنا مصرين على التعرف والالتقاء ببعض المهربين او ممن يبدون استعدادا لتهريب السيارات بعد الاتفاق معهم ولكن كيف نتعرف عليهم ونناقش معهم الموضوع ونعرف منهم بعض التفاصيل والخبايا!
في هذه الاثناء بحثنا عن بعض الاشخاص وساعدني في ذلك زميلي عبدالله مشهور الذي كان يرافقني وصديق آخر من ابناء المنطقة هو ماجد الشوكاني الذي بذل كل جهده لاتمام مهمتنا كان كل واحد منهم يحاول الوصول لاحد الاشخاص لنسأله عن المواقع التي يتواجد فيها الاشخاص الذين لا يمانعون من القبول بعرض يقدم اليهم لتهريب السيارات، وجدنا احد الاشخاص يعمل في محل تجاري صغير جلسنا معه قليلا وعرضنا عليه سبب تواجدنا هنا كان مترددا في البداية وبعدها نصحنا بالتوجه الى احد المقاهي القريبة من جمرك الطوال وان نسأل هناك بطريقة لا تثير الشكوك فتوجهنا على الفور الى ذلك المقهى ووجدنا المكان يغص بالمتخلفين وبعض المسافرين وغيرهم كثير من اصحاب المحلات القريبة والزبائن ولكن نسأل من من بين كل هؤلاء؟!
الوصول الى دليل
حاولنا في بداية الامر ان نجد حيلة تكشف لنا هوية احدهم ومدى استعداده للتهريب فاتفقنا على ان نطلب من احدهم ان يقوم بتهريب صديق لنا من الجنسية اليمنية جاء الى الاراضي السعودية للبحث عن فرصة عمل ويرغب الان في العودة مقابل مبلغ مادي مغر ونحن نقلب في الوجوه التي امامنا تقدم نحونا ثلاثة اشخاص كانوا على ما يبدو من مجهولي الهوية عرضنا عليهم طلبنا فلم يوافق اي واحد منهم بل قالوا: «يذهب الى الحدود ويسلم نفسه»!
قلنا لهم «مازال صغيرا ويخاف الطريق» فعرض علينا احدهم شخصا يعرفه يمكنه القيام بذلك وبالفعل ذهب ليبلغه بطلبنا ولم تمض سوى دقائق حتى أتى ومعه ذلك الرجل كان في العشرينات من عمره عرضنا عليه الامر فوافق دون تردد حينها ادركنا انه الشخص الذي نبحث عنه جلسنا معه واتفقنا على مبلغ خمسمائة ريال فوافق كنا نتحدث معه بطريقة تجعله يشعر معنا بالاطمئنان فاصبح اكثر اريحية معنا ولكنه لم يخبرنا باسمه الحقيقي مكتفيا بكنيته: ابو عبدالله وبعد وقت ليس بالقصير امضيناه مع «ابو عبدالله» بدأت اعرض عليه ما جئنا من اجله ولكن بصورة لا تخيفه فطرحت عليه سؤالا ان كان يعرف شخصا ما باستطاعته ان يساعدنا في تهريب سيارة خارج الحدود فأجاب بأنه يستطيع «قالها وهو يضحك» ثم اضاف: واستطيع ان اجد اشخاصا آخرين اكثر مني خبرة حتى لا اقع في حرج مع ابو عبدالله قمت بعرض الموضوع الذي انا اعمل عليه وانه مجرد وسيط او دليل سيعرفنا فقط على طرق تهريب السيارات واين يتواجد المهربون وقد قطعت له عهدا بأنني لا انوي اذيته او الايقاع به وبعد ان انتهيت من حديثي معه لم يجبني ابو عبدالله كان شارد الذهن وما هي الا دقائق حتى طلب مني ان اعطيه وعدا قاطعا بذلك فأعطيته ما أراد فلم يطمئن الينا فحسب بل ذهب الى ابعد من ذلك عندما عرض علينا فكرة اخرى تجعلنا نتعرف على عالم التهريب من قرب ومع اشخاص لديهم القدرة على اعطائنا كامل التفاصيل كانت فكرته مثيرة نوعا ما ومخيفة فقد اقترح ان يعطينا بعض المعلومات التي يعرفها والخطوة الثانية ان نلتقي به في اليمن بعد ان يعود خلال يوم او يومين ليرتب لنا مقابلة مع بعض الاشخاص الذين يعملون في مجال التهريب.
ولكن السؤال حين نصل الى هناك هل سنجد «ابو عبدالله» في انتظارنا وهل سيفي بوعده لنا ام لا.. هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.

___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً