عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2008, 11:54 PM   #64
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

كوكب الوادعي
أطفال على الحدود!!!! أحمد طفل يمني لايتجاوز الثانية عشرة من العمر ترك المدرسة بعد وفاة والده عامل (البسطة ) واضطر أن يخرج للشارع ليبيع المناديل ويمسح زجاج السيارات ليعود بما كسبه لوالدته وأشقائه الصغار,في أحد الأيام توقفت أمامه سيارة أغدق عليه صاحبها بالمال , وأخبر أصدقاءه أن صديقه الجديد سيجد له عملاً يدر عليه الكثير من المال ,بعد ذلك اختفى أحمد!.
ربما ستجدون أحمد في شوارع المملكة يتسول أو يغسل السيارات كما كان يعمل في بلده وربما دفع حياته ثمناً لحياة وردية استغلها سماسرة البشر الجدد ليزيدوا أرباحهم.
أطفال في عمر الزهور وقعوا فريسة لعصابات منظمة امتهنت الاتجار بطفولتهم وبراءتهم وأحلامهم , وحولوهم إلى عبيد يوزعونهم على شوارع المملكة للتسول أو باعة متجولين وآخرين يرسلونهم للمزارع للعمل أو رعي الماشية.
يقاسون مرارة العيش ويعانون من غلاظة ووحشية من انتزعت من قلوبهم الرحمة، فتحولوا إلى وحوش في هيئة بشر, يتعرضون خلال رحلتهم الطويلة من قراهم ومدنهم التي يعيشون فيها لانتهاكات كثيرة كالضرب والاعتداء البدني والجوع , وعدد منهم توفي خلال هذه الرحلة الوعرة عبر الحدود اليمنية السعودية.
تقطعت بهم السبل والتقطهم من لا يعرف سوى لغة المال عصابات أتقنت فن التهريب وحفظت المداخل والمخارج عبر الحدود , يستولون على ما يكسبه الطفل تاركين له الفتات.
أفراد العصابات يتنقلون بين قرى المحافظات اليمنية المتاخمة لحدود المملكة يعرضون على الأسر الفقيرة إرسال أبنائهم للعمل ليساعدوا أهلهم على شظف العيش, ومنهم من يستهدفون الأسر التي بها طفل معاق فيقدمون المساعدة بعلاجه على نفقة أهل الخير, فيكون مصير الطفل أن يجد نفسه مجبراً على التسول، فالمعاق يدر عليهم دخلاً أكثر لأنه يستدر عطف الآخرين.
وقد أشارت منظمة اليونيسيف أن الأطفال الذين يتم تهريبهم تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 16 عاماً 62% انحدروا من عائلات تضم من ثمانية إلى عشرة أفراد و60%من حالات تهريب الأطفال تتم ضد رغبة الطفل. كما أظهرت أحد الإحصاءات الدولية التي صدرت عن اليونسكو أنه خلال عامي (2003-2004) بلغ عدد الأطفال الذين هربوا 50 ألف طفل تراوحت أعمارهم بين 7-18 سنة. وأرجعت الأسباب إلى" الفقر والبطالة وانعدام الرعاية الصحية والخدمية والأمية والعنف داخل العائلة".
وحاولت السلطات اليمنية تعقب هؤلاء (السماسرة) وقبضت على عدد منهم يحملون الجنسية اليمنية وآخرين من جنسيات أخرى. ومن خلال مجلس التنسيق اليمني السعودي شكلت لجنة لمكافحة تهريب الأطفال وأعيد عدد كبير من الأطفال إلى أسرهم , وهناك انخفاض لا بأس به في أعداد الأطفال المهربين ولكن مازالت المأساة مستمرة وفصولها لم يسدل عليها الستار بعد.
أصبحت هذه مشكلة إنسانية يعاني منها اليمن والسعودية على حد سواء وتحتاج إلى توافر الجهود وضبط الحدود الطويلة بين البلدين والتنسيق الأمني وتشديد العقوبة في قوانين البلدين على من يتخذ من البشر تجارةً ومكسبا.

___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً