منتدى مقاطعة - عرض مشاركة واحدة

**لاتدف** · 26-02-2008, 10:38 AM

وصف معاملة العمال باللاإنسانية واللاإسلامية القصيبي: مواد نظام العمل ميتة ولم يطبق منها حتى 20%

أحد مفتشي العمل يؤدي القسم أمام الوزير القصيبي في الرياض أمس

الرياض: طارق النوفل

قال وزير العمل الدكتور غازي القصيبي إن وزارته لم تتمكن من تطبيق ولو 20% من نصوص نظام العمل ميدانياً. وخاطب الوزير 49 مفتش عمل أقسموا أمامه على الأمانة والإخلاص قائلاً: أنتم الوحيدون من كل موظفي الدولة الذين يطلب منكم أن تقسموا اليمين قبل أن تؤدوا أعمالكم، وهذا الاشتراط - كما يقول الوزير - لم يأت عبثاً، بل جاء لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقكم.
وربط الوزير فعالية الوزارة بفاعلية مفتشيها، مصارحاً الحضور بحقيقة أن "العمل" لم تطبق ولو 20% مما جاء في النظام، والسبب في ذلك كما يوضح القصيبي أن هناك مواد ونصوصاً ميتة في كتاب، وإذا لم يتم تفعيلها فسوف تبقى ميتة.
وزاد وزير العمل في مصارحته لمفتشيه قائلاً إن المعاملة التي يلقاها كثير من العمال ليست معاملة إنسانية ولا إسلامية وأنتم المسؤولون عن ذلك، كما أن الطريقة التي يُعامل بها السعوديون من التطفيش ومحاولة التخلص منهم والسعودة والوهمية أنتم المسؤولون عنها وهي مسؤولية جسيمة.

شبه وزير العمل الدكتور غازي القصيبي أداء مفتشي العمل بالجهاد الأكبر, واصفا إياهم بصفوة المجتمع أسوة بأعضاء مجلس الشورى والوزراء وذلك لدى أداء المفتشين القسم أمام الوزير قبل تسلمهم مهام أعمالهم.
واعترف الوزير بعدم قدرة الوزارة على تطبيق ولو 20% من نصوص نظام العمل ميدانيا.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها القصيبي بعد أن أدى نحو 49 مفتش عمل القسم أمامه صباح أمس بمقر الوزارة بالرياض.
وقال الوزير في كلمته: أنتم الوحيدون من كل موظفي الدولة الذين يتطلب منكم أن تقسموا قبل أداء أعمالكم, ولا شك أن هذا الاشتراط لم يأت عبثا بل جاء لعظم المسؤولية التي تقع على عاتقكم.
وفاجأ الوزير القصيبي الحضور بأمنيته في أن يكون مفتشاً للعمل أكثر من كونه وزيرا للقطاع قائلا: سألت ذات يوم الإدارة القانونية هل أستطيع أن أكون مفتشا فقالوا لي يتعذر ذلك ـ لأن المفتش المحلف يقسم أمام الوزير ـ الوزير يقسم أمام من؟
وربط الوزير القصيبي هيبة وفعالية الوزارة بفعالية أداء مفتشي العمل, مطالبا باقي موظفي الوزارة بترك المفتشين يعملون بهدوء دون تدخل في شؤونهم و تكليفهم أعمالاً إدارية تعيق أعمالهم التفتيشية.
وصارح وزير العمل الحضور بقوله: هناك اتفاق بالوزارة على أننا لم نطبق ولو 20% مما جاء في نظام العمل والسبب في هذا أن هذه مواد ونصوص ميتة في كتاب إذا لم تفعل وإذا لم يأت مواطن صالح ويفعلها فسوف تبقى ميتة.
واعترف القصيبي أن أوضاع العمالة في المملكة على وجه الخصوص ليست بالإنسانية والإسلامية, رابطا مقدرة الوزارة على وضع الأمور في نصابها الإنساني بمدى قدرة مفتشي العمل على تصحيح الأوضاع وقال: المعاملة التي يلقاها كثير من العمال ليست معاملة إنسانية وليست معاملة إسلامية قبل ذلك وأنتم المسؤولون عن ذلك, والطريقة التي يعامل بها السعوديون من التطفيش ومن محاولة التخلص منهم والالتفاف على التشريعات والسعودة الوهمية أنتم المسؤولون عنها وفي أعناقكم هذه المسؤولية كما هي في عنقي وهي مسؤولية جسيمة.
وأبدى القصيبي تفاؤله من أداء الوزارة على الرغم من هجوم أصحاب المصالح للتشكيك في ذلك وبث الشائعات المغرضة والكاذبة عنها.
وعاد الوزير القصيبي ليؤكد الانتصار "الجزئي" لملحمة الوزارة في حربها ضد البطالة والتي وصفها بالنجاح البسيط, راجيا الاستمرار في معدلاتها المنخفضة.
وعرج القصيبي إلى شحذ همم الشباب السعودي قائلا: إن الشباب السعودي اليوم ليس الشباب السعودي أمس حيث رجع يتذكر ما كان عليه آباؤه وأجداده وأصبح لا يأنف من أي وظيفة شريفة، مناشدا المجتمع بالوقوف معهم ومناصرة الجيل الحالي من الشباب.
وأشار وزير العمل إلى أن الوزارة لا تهدف إلى عمل الشباب في الوظائف الدنيا, وإنما يهمها أن يتجه الشباب إلى العمل في المراتب العليا.
ووجه الوزير رسالة إلى المجتمع السعودي قائلا: نريد أن نرسل رسالة للجميع بأن وزارة العمل جادة في أداء كامل مسؤولياتها, جادة في تطبيق السعودة وجادة في حماية العمال وفي حماية أصحاب العمل أحيانا, نحن نأخذ جانب العامل لأنه الطرف الأضعف في علاقة تعاقدية, في كل مكان في العالم.
وناشد القصيبي مفتشي العمل التحلي بالتعامل الحضاري وعدم إيجاد أي مبرر لاستغلال الضعف أو الغلظة أو الشدة لتحقيق النظام، مستشهدا بأخلاقيات الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائلا" كان أحسن الناس خلقا و سيرته العطرة لم تذكر أنه كان يغضب ولم يشتم ولم يضرب أحدا بيده رغم الاستفزازات الشديدة التي قوبل بها".
وطالب القصيبي بعدم سماع أي شكوى فيما يتعلق بأسلوب التعامل, مبينا أن جميع أجهزة الدولة عندما توقع الغرامة تنفذ وعلى المتظلم أن يذهب إلى ديوان المظالم للنظر فيها, إلا في وزارة العمل فإن الغرامة لا تنفذ إلا بموافقة الشخص الذي ضده أو عن طريق اللجنة العمالية وهذا شيء يبطئ من الإجراءات.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2706&id=43655