عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2008, 05:37 PM   #42
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

وهذا الكاتب عبدالعزيز السويد يتكلم عن المقاطعة في مقال نشر على جزئين في جريدة الحياة.



«أومليت» (1 من 2)

قارئ كريم يطالب بمقاطعة البيض، الأخير ارتفع سعره أكثر من النصف في السعودية، صورة من صور التضخم الذي يغمض بعض المعنيين عينيه عنه.
إلا أنني غير متفق معه، ليس حباً في البيض بل استيعاباً لمجريات الأمور. البيض والدجاج لا ذنب لهما في كل ما حصل، فلا ينسى المستهلك في السعودية «جائحة» أنفلونزا الطيور، والحقيقة ان «جائحة» أعجبتني، وهي الآفة الطبيعية مثل الجراد، من جاح فهو جائح، ولا أريد الخوض في هل كانت «مقتلة» الدجاج طبيعية أم إدارية رقابية، رغبة في التركيز على البيض!
الدجاج، أيها السادة، منتج بيض المائدة الوحيد، فلم يُخترع بيض اصطناعي حتى الآن، بحسب علمي، هذا الطير الضعيف يكفيه من حظه العاثر، ان يصنف من الطيور وهو لا يطير.
الدجاج الذي أصابته مقتلة لم يعد يستطيع الإنتاج كما كان، ربما بدأ يقنن البيض، أسأل نفسك لماذا يبيض الدجاج؟ تخطئ لو فكرت في أن السبب حصولك على إفطار؟ وعيالك على سندويتشات، أصل إنتاج الدجاج للبيض هو المحافظة على نسله، انه يرغب في كوكبة من الكتاكيت الظريفة تحيط بالدجاجة الأم وهي تقوقئ بحثاً عن حبة نمل لا رز، الدجاجة لن توافق ان يصبح نسلها ميداناً لفتك الجائحات، سواء قدمت من الطيور المهاجرة التي تطالب الآن بحق اتهامات ألصقت بها، أو من
محاجر البياطرة طيبة الرائحة. أنها تتذكر برعب وفزع «حسن» أداء الإدارات في الوزارات، أيضاً هي لا تنسى ان كثيراً من أخواتها البياضات، طمرت تحت الأرض بعد حرقها، فلماذا تبيض؟
لهذا تقنن البيض، هي أيضاً لا تستطيع ألا تبيض! وفي الكواليس من يستفيد من قلة العرض، الجائحة لآخرين في الجانب الآخر فرصة عظيمة، ثم ان الذي لا يرفع سعره لن يرتفع… مستواه!
لست مع أو ضد المقاطعة، أعتقد بأنها حرية شخصية، غالباً ما يطالب الناس الآخرون بالمقاطعة. الأولى أن تبدأ بنفسك، الموقع أدناه مع الترشيد، إذا كنت تستهلك خمس بيضات في الأسبوع «مهوب في اليوم»! اكتف بواحدة، إذا كنت من المستهلكين يومياً تذكر الكوليسترول، مع نصيحة بألا تفكر في المربى، ربما يكون غير مربى، أو تجتاحنا جائحة أنفلونزا مربى البطيخ.
http://www.asuwayed.com/archives/1643

«أومليت» (2من 2)

كل ما أزعجنا شأن او قضية فكرنا في حملة للمقاطعة، لتنصب الجهود لاحقاً على مطالبة الآخرين بها، وهي حق وإن لم يُنصُّ عليه في حقوق المواطن. انما لا بد من نظرة إلى الجدوى عند الحديث عن مقاطعة جماعية. من المهم طرح أسئلة مثل: ما هو الهدف النهائي؟ وكم مدة المقاطعة؟ وما هي الخطط البديلة؟
مثلاً، ماذا نفعل في حالة البيض إذا وضع صاحب البيض بيضة في كل أذن؟ حسناً، لنترك هذا جانباً فهو حرية شخصية نحترمها، ولنفكر في الترشيد ونحن نتحدث عن البيض.
ميزة البيض سهولة طبخه. أيضاً إسهامه في الكثير الكثير من الأطباق، كأنه البصل، حتى أن هناك علاقة قرابة من جهة الرائحة. والقارئ الذي طالب بحملة لمقاطعة البيض استدعى من الذاكرة صورة صديق يعشق «الأومليت»، تذكرت أنه توتّر وتذمر من تأخر وصول الطبق، ولكل الحق في أكل ما يريد. المسألة في التوتر. «الأومليت» في النهاية بيض بوجه آخر مع إضافات، والبيض كثيراً ما «يُخفق». بعض الإخوة العرب يقولون «يُضْرَب» كأنه تلميذ! لو سمع صاحبي ذاك بحملة لمقاطعة البيض لربما طار فرحاً، ولتوقع زيادة المعروض وانخفاض السعر.. في الأسواق الحرة طبعاً، لا المكبلة باحتكار القلة. وإذا كان القهوجي او عمال القهوة في المكاتب يسمون الموظفين بحسب تكرار طلباتهم، مثل مستر «تركيشكفي»، والسيد شاي بالحليب، وهذا سر ربما لا يعرفه الموظفون، ولكثرة حرص صديقي كل صباح على «الأومليت» خُيِّل إليّ ان عامل المطعم، بحسب جنسيته، إذا كان أجنبياً سيطلق عليه «مستر أومليت»، وإذا كان في القاهرة سيقول «أهلاً أومليت باشا»، في بيروت ربما يهمس العامل لزميله في المطعم قائلاً: «وصل الرئيس أومليت»! أما في السعودية والخليج فلو وجد عامل من «الربع»، ربما سيردد كأنه يصوّت فضائياً لمندوب القبيلة قائلاً: «فالك الأومليت».
ولأن صديقي من «جماعة الربع» فكرت في سبب لتوتره مع «الاومليت»، خصوصاً ان الاسم يوحي بالملل، فهو «أو.. مليت»! فهل السبب ان «أوم» وحدها عند الشوام أمر بمعنى «قُم» يأتي بعدها «ولاك» في قاموس أبو عنتر. لم يرق لي هذا الاستنتاج، وبعد الاستعانة بصديق اهتديت إلى تفسير. «الليت» عند بعض أهل الخليج هو «اللمبة» أي الإضاءة، مأخوذة من أصلها الانكليزي، و «الاوم» هو وحدة قياس المقاومة الكهربائية، إذاً من الطبيعي أن يصاب صاحبنا بالتوتر.
http://www.asuwayed.com/archives/1644
abuhisham غير متواجد حالياً