الله كريم، يسد باب حتى نلتفت للابواب الأخرى،
مبروك أخي الدوسري الوظيفة،أنت الآن سفير لنا هناك نفخر بك ، ونفخر بالبلد التي أخرجت منك إنسان مفيد للمجتمع العربي المسلم، أتمنى لك التوفيق في عملك و لما يحبه الله ويرضاه
أتفهم شعورك بالمرارة، وأجد لك العذر في بعض ما قلته .
وأيضاً أتمنى لو نذكر الطيب بهالبلد ونكون أوفياء لنعم الله علينا التي منحت لنا في هذه البلد،
أخي الكريم بلدنا فيها ميزات وفيها عيوب مثل أي مجتمع إنساني ،
وتقصير موظفين أو نظام ما لا تتحمله البلد التي تظل ثابت ويظل احترامها والولاء لها ثابت ، تستحق منا كل الوفاء والتقدير والانتماء الصادق في كل الأحوال، ولكن النظام والموظفين متغيرات ممكن تتحول في يوم ما بالعمل الصادق على نقدها والسعي لتحسينها .
وحتى تعرف النعمة التي أنت فيها قارن نفسك بمن هم أقل منك في الرزق، كما أوصانا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم .
يعني مثلاً فيه سيدات فاضلات وعبقريات متميزات يتعرضن فيما يشبه الوأد الجاهلي لدفن كفاءاتهن لمجرد احتقار شأنهن والتهوين منهن و التعسف ولأسباب غير عادلة ، فكثيرات لا يملكن الحق الشرعي في تقرييير المصير في شؤونهن الخاصة ، فمنهن من تحرم من إكمال تعليمها، ومنهن من تحرم من الابتعاث لعدم وجود محرم متيسر أو بدعوى الخشية عليها أو لمجرد إراحة الراس من همها، ومنهن من تحرم من العمل ، ومنهن من تحرم من العمل في دولة مثل التي ذهبت أنت أخي إليها، هذا رغم كفاءتها الخلقية والعلمية والعملية فترضى بالوظيفة المحلية الأدنى لأن البدائل محدوووودة .

والصراحة إن وضع الضعفاء و المرأة لدينا ترمومتر تقدر تتنبأ به عما يمكن أن يحدث حالاً في المجتمع ككل ، فإذا تعرضت للتعسف والظلم اعلم أن الله يسلط على المجتمع الذي يجيز هذا الظلم من يظلمه بنفس الطريقة .

ويمكن هذا من الأسباب التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على التأكيد على الوصية بهما في أكثر من موقف عظيم قبل وفاته

آسفة إذا كنت دخلتك أخي الدوسري في متاهة أخرى ، لكن من شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته
وأوصيك وأبناء وطني ونفسي بالوفاء ، حتى لو كان صعب بفعل تجارب سلبية ، لا نخلط بين مشاعر الإحباط من الأنظمة والقائمين عليها وبين ولائنا للمجتمع الذي نشأنا وتعلمنا فيه ولابد يوم أو أيام شفنا منه خير . ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
قد تكون ظلمت أخي الكريم، والبعد عن العائلة ليس بالأمر الهين، إنما ما حصل معك يثبت أن في كل محنة ثمة هناك منحة تحتاج منا حكمة إدراكها، و شكر الله عليها والصبر الجمييييل ،
والله المستعان
كان الله في عون كل مظلوم ، وأصلح الله ظلمة مجتمعنا ، لنتفرغ للبناء والتنمية عوضاً عن الصراع والأحقاد .