27-07-2008, 01:22 PM
|
#6
|
|
كاتب مميز
رقـم العضويــة: 1099
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: السعودية / الرياض
المشـــاركـات: 603
|
ــ كتب أحد المغتربين مشاركة ثمينة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
إلى أين تسافر؟
كل دول العالم مِلك للسائح لو بحث فيها عن الثقافة والترفيه البريء والجمال والبحر والخضرة والمتاحف والمكتبات والناس والشوارع والمدن القديمة والتطور والخبرة والمقارنة مع بلده الأصلي ... وآلاف أخرى من الأشياء التي تثري العقل والنفس والروح.
إنه واقع، أن تجد في دول أوروبية وآسيوية بعض المناظر التي تخل بالحياء، ولكن الحياة مجموعة من التجارب، والانسان القادر على كبح جماح نفسه هو الذي تمكن من أن يقول لا في أصعب المواقف.
المرة الأولى التي سافرت فيها إلى أوروبا كانت في عام 1972، والآن وأنا قد قضيت ما بين بريطانيا وسويسرا والنرويج حوالي ستة وثلاثين عاما أرى أن متعة السفر فيها من الفوائد ما لايحصى حتى لو كانت هناك أضرار.
أذكر المرة الأولى التي قلت (لا) للخمر، ولعله كان في الأسبوع الأولى لسفري، وصدقني، أخي الحبيب، فلم أرتشف رشفة خمر واحدة طوال عمري.
كل دولة في العالم لها نكهتها وطابعها وثراؤها التراثي والفكري والحضاري، وهذا يتوقف على عيون المشاهد.
هناك نظرية فرنسية تقول: عندما تغادر بلدك لبعض الوقت، ثم تعود، فأنت لست نفس الشخص الذي غادر.
إنها سنة الله في خلقه، وأرض الله واسعة، والخبرة هي التي تجعل النفس قوية، وقد تخطيء مرة أو عشر مرات أو سبعين مرة طوال سفرياتك وغربتك، ولكنك تقوم ببناء الانسان القوي.
أما الذي يخشى المواجهة لئلا تقع عيناه على صورة أو منظر أو يذهب أولاده إلى السينما في لندن، أو إلى التعرف بأصدقاء سوء في باريس أو بانكوك أو لوكسمبورج، فعندما يأتي الوقت الذي يقف فيه أمام اغراءات، فلن يصمد ولو كان بجوار الحرم الشريف.
توكل على الله، أخي العزيز، وستجد في الدنيا أماكن ليست مِلكا لأصحابها فقط، لكنها ملك لك ولأسرتك، وتبقى الكلمة الفصل التي تحدث عنها عبقري عصر النهضة قاسم أمين وهي أن التربية هي التي تحميك وتحمي أولادك في المستقبل.
أوروبا ليست غولا يخيف، بل إنك قد تخشى على أولادك أحيانا في بلد اسلامي( للأسف الشديد) من أن يتجولوا بمفردهم في شارع صغير بعاصمة أوروبية في وقت متأخر من الليل.
التربية ... التربية .. التربية
ماعدا ذلك فالشيطان يوسوس لك ولو كنت بين يدي الله، وأنت لا تستطيع أن تصنع أولادا أقوياء بمنعهم، ولكنك تحميهم عندما تعلمهم.
في عام 1994 كان ابني في العاشرة من عمره، وكان في زيارة والدته ( النرويجية )، ووضعت أمامه فواكه ومنها برتقال يافا الاسرائيلي الذي لم يدخل بيتنا طوال سنوات الزواج حتى انفصلنا.
قال لها، وهو في العاشرة من عمره: لقد علمنا والدي أن نقاطع اسرائيل ما دمنا أحياء، وخجلت والدته من رده البليغ.
سافر، أخي العزيز إلى أي مكان ( أنا استثني دائما اسرائيل )، وكل مكان في الأرض هو لك ولأولادك، ولا تخش الشيطان، فهو معنا كالظل، بل قد يجيد الوسوسة في بلادنا أكثر من اجادته لها وأنت في الغربة.
تلك هي رؤيتي من واقع خبراتي لستة وثلاثين عاما في أوروبا، والله يوفقك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
|
|
|
|
|
|
|
|