هل نحن في حالة حرب ..!
كل صباح جديد تحمل لنا الصحف أخباراً تشيب لهولها الولدان عن أساليب الغش والنصب والاحتيال التي يقوم بها بعض الوافدين وكان آخرها الخبر الذي أوردته " سبق " عن قيام مجموعة من العمالة ( البنقالية ) بإنشـاء " حوش " بمثابة مصنع لتذويب الشحوم الحيوانية في محافظة الحائر ، يحتوي على 1000 برميل جاهزة للتعبئة منها 50 برميل جاهزة للتوزيع على مطابخ المندي ومطاعم البروستد بالرياض .
هكذا وبكل بشاعة وتمادي يقومون بتذويب شحوم الحيوانات بطريقة بدائية لبيعها كزيوت تستخدمها المطابخ والمطاعم ونأكلها نحن !! " حوش " وقد يكون زريبة غنم يتم فيه إنتاج ما نأكله .
إن الجرائم البشعة التي تقوم بها العمالة الوافدة - وخصوصاً من هذه الفئة - لم تقف عند الخطف والاغتصاب والابتزاز وترويج المخدرات وصناعة الخمور والغش التجاري في المستحضرات الطبية ومستحضرات التجميل ؛ بل تعدى ذلك إلى الغش في المواد الغذائية والمأكولات والتي قد يذهب ضحيتها آلاف الأبرياء جراء التسمم ، وهي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوه ترى كم " حوش " آخر لازال يمارس إنتاجيته على قدم وساق بعيداً عن عين الرقيب ، وكم منزل يتم فيه صنع السلطات والمايونيز والشاورما والمعجنات لترويجها خلال شهر رمضان المبارك ؟
إن الآلية المتبعة للرقابة على المطاعم لا تزال عاجزة عن القيام بدورها كما يجب وأقسام الصحة البيئية في الأمانات لا يمكن أن تسيطر على العدد المهول من المطاعم ، كما عن العقوبات التي تقرها على المخالفين لازالت ضعيفة ولا تتعدى دفع غرامات مالية بسيطة أو إقفال ليوم أو يومين أو حتى أسبوع ، بل إن المحبط في الأمر أكثر أن العامل نفسه الذي قد يتسبب في حالات التسمم لا تتم معاقبته أبداً ، وبالتالي يجب على وزارة الشؤون البلدية والقروية اتخاذ تدابير جديدة تتضمن التشهير بالمخالفين و شطب السجلات التجارية ومعاقبة العامل الذي تثبت إدانته في مثل هذه الجرائم قبل ترحيله ومنعه من دخول البلد ، وكذلك إشراك المواطن في عملية الرقابة من خلال وضع أرقام واضحة ومجانية وعلى مدى 24 ساعة لاستقبال البلاغات عن المخالفين المجرمين الذين يشنون حرباً ضدنا في سعيهم للحصول على المال .
بقلم عبدالقادر العياد
بناء