عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2015, 08:40 AM   #5
داهية نجد
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 3480
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 6

افتراضي

ميدل إيست مونيتور: حرية التعبير هي خرافة فرنسية

نشر في : الثلاثاء 13 يناير 2015 -

ميدل إيست مونيتور – التقرير

لقد أدت سنوات من التهكم والشتائم والرسوم المهينة التي وجهتها صحيفة شارلي إيبدو الساخرة للنبي محمد (صلي الله عليه وسلم) والمهاجرين، إلى انفجار العنف الذي حذرت منه السلطات الفرنسية منذ فترة طويلة، في الحادثة المأساوية التي أدت إلى وفاة و إصابة أكثر من 20 شخصًا.

ووصف الرئيس فرانسوا هولاند المذبحة بأنها اعتداء على القيم الفرنسية العلمانية والقيم الديمقراطية، وحرية التعبير، كما أدان ارتكاب “الإرهابيين الإسلاميين” لمثل هذه الجرائم البشعة.

إلا أن الواقع هو أن حمام الدم في باريس، ليس له علاقة بحرية التعبير، ولا بالإسلام في شيء.

فالاستفزاز المتعمد لـ 6000000 مسلم في فرنسا ولـ 1.8 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم من خلال الابتذال العنصري المستمر، والإهانة الموجهة إلى الرسول والإسلام تحت ستار حرية التعبير هو سلوك متهور ومستهجن. وهل “القيم” الفرنسية والديمقراطية تمنح حقًا الحرية لتشويه سمعة شخص يحترمه أتباعه كثيرًا؟

ويجري الآن الترويج لفكرة أن وسائل الإعلام الفرنسية حرة في نشر أي شيء كحق أساس من دون أي نوع من القيود؛ لكن هذه الفكرة مجرد خرافة. فعلى سبيل المثال، يمنع القانون الفرنسي نشر المواد التي تروج لاستخدام المخدرات، أو للكراهية على أساس العرق أو الجنس؛ أو نشر الشتائم حول العلم والنشيد الوطني، أو الأسئلة حول المحرقة النازية. فقد تمت إدانة الممثل الكوميدي الفرنسي الساخر، ديودوني مابالا، وتغريمه من قبل محكمة فرنسية لوصفه ذكرى المحرقة بأنها “ذكرى إباحية”.

بل إنه في عام 2008، أقيل واحد من مشاهير رسامي الكاريكاتير في صحيفة تشارلي إيبدو، وهو الرسام سيني، بسبب تعليقه على خبر بأن نجل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، جان، كان على وشك اعتناق الديانة اليهودية من أجل الزواج بإحدى الفتيات، الذي اعتبر بأنه “معاد للسامية”.

وعندما كان ساركوزي يشغل منصب وزير الداخلية، أمر بإقالة مدير “باري ماتش” لنشره صورًا لزوجته سيسيليا ساركوزي مع رجل آخر في نيويورك. كما أنه قام بفرض الرقابة على أغنية الراب “جوسترز” لانتقادها السياسيين.

كما منعت محكمة فرنسية إحدى المجلات الفرنسية من إعادة نشر أو توزيع صور دوقة كامبريدج وهي عارية الصدر. وعلى الرغم من هذا، فقد تم منع النساء المسلمات من ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية والسخرية منهن، واعتقالهن وتغريمهن بسبب ارتداء النقاب في الأماكن العامة.

كما تم اعتبار علامة “كونيل” بأنها علامة معادية للصهيونية من قبل الشباب الفرنسي ولاعب كرة القدم الشهير نيكولا أنيلكا. وقد أثار ذلك جدلًا خطيرًا في فرنسا منذ استخدام الممثل الساخر “مابالا” تلك العلامة في عام 2005، حيث منع من الظهور على العديد من المسارح وأدين عدة مرات بسبب ممارسته “حرية التعبير” واستخدامه علامة “كونيل”.

ويذكر أن السلطات الفرنسية قد حظرت الاحتجاجات من قبل المسلمين حول الأفلام والرسوم المسيئة. كما كانت فرنسا أول دولة في العالم تقوم بحظر تظاهرات دعم الفلسطينيين الذين يذبحون في غزة. وقد أدى هذا إلى زيادة تهميش الأقليات المسلمة والإفريقية في فرنسا وعزلهم من الحياة السياسية والاجتماعية للدولة، وزيادة التعصب وجرائم الكراهية ضد المسلمين.

فنحن نشهد نفاقًا واضحًا من الدولة التي غضبت لمقتل 12 شخصًا في مكتب مجلة شارلي إيبدو، بينما هي متواطئة مع إسرائيل في قتل 17 صحفيًا و2300 من الرجال والنساء والأطفال في غزة العام الماضي.

كما يضيف دعم فرنسا لما يسمى “الحرب على الإرهاب”، ولغزو واحتلال أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، ودورها المحوري في ليبيا ومالي، والذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء، إلى حالة الشعور بالظلم والسخط بين المسلمين الفرنسيين. فالإذلال والمعاناة والظلم الذي يواجهه إخوانهم في العقيدة يجعل قضيتهم مشتركة.

هناك دوافع سياسية بلا شك وراء تلك الرسوم العنصرية البذيئة الحقيرة المسيئة للنبي محمد (صلي الله عليه وسلم)، والتي تأجج مناخ الخوف من الإسلام. فادعاءات المدافعين عن تشارلي إيبدو بأن السخرية قد طالت أيضًا الرموز الدينية الأخرى، تتجاهل حقيقة أن استهداف المسلمين يتم بشكل أكثر انتظامًا واتساقًا. فبدلًا من الاستقواء على الأغنياء والأقوياء في المجتمع، يسخر رسامو الكاريكاتير في تلك المجلة من الضعفاء والمهمشين، ويصبون الوقود على النار المشتعلة بالفعل.

إن السخرية من المسلمين وشتم نبيهم، الذي يحبونه أكثر من أنفسهم، وإهانته بطريقة مروعة تحت غطاء “حرية التعبير”، لابد أن يكون عاملًا في انفجار الغضب العنيف في باريس. فحرية التعبير لا تعني حرية التشهير والقدح في النبي إلا في أوروبا.

كانت هناك إدانة شبه عالمية من قبل الزعماء المسلمين للهجوم على تشارلي إيبدو. كما طولب المسلمون بالاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الذي لم ينتقم أبدًا من أولئك الذين أهانوه شخصيًا. فالإسلام يؤكد على أن حقوق كل فرد محدودة بحقوق الآخرين والمجتمع ككل. لكن هذه الحقوق لا تشمل فقط حرية التعبير، ولكن تشمل بنفس القدر حقهم الأساس في الكرامة، والخصوصية والاحترام، والحق في عدم التعرض للإهانة أو المعاملة اللا إنسانية. ولعل فرنسا ونظراءها الأوروبيين والغربيين (بما في ذلك القادة الذين يفترض أنهم مسلمون) بحاجة إلى الاقتداء بالقيم الإسلامية من التسامح والاحترام والشرف إذا ما أرادوا تجنب المعايير المزدوجة في المستقبل.
داهية نجد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس