عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 10:07 AM   #6
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

لا وألف لا!

عبده خال

في أحيان ترغب في الصراخ قبل أن ينتهي المسؤول من تصريحه، ترغب في إحداث صراخ اعتراضي كالجملة الاعتراضية النافية للجنس والنوع. ودفاع الهيئة العامة للطيران المدني عن قرار فرض أجرة عالية على مواقف السيارات في مطار الملك عبد العزيز في جدة، واعتباره من القرارات التي أثبتت جدواها هو دفاع متعجرف خاصة بعد أن وضعت مقارنة تلك الرسوم بمطارات هيثرو في بريطانيا، لاجوارديا في الولايات المتحدة، دبي، لبنان، قطر، وماليزيا لذلك يصبح الصراخ الاعتراضي جائزا كي يروا لوز الاعتراض المنتفخة. فهل تعقل هذه المقارنة، أم هي مقارنة شبيهة بلعبة قفز الحبل، ولماذا قارنت الهيئة رسوم المواقف بهذه المطارات ولم تقارن خدمات مطار الملك عبدالعزيز في جدة ببقية الخدمات المقدمة في المطارات التي ذكرتها. وهل عمدت الهيئة لهذا الدفاع لأن به (سبوبة) تدخل إلى الخزينة بينما نسيت تردي الخدمات الأساسية في المطار والتي لا يمكن مقارنتها بمطارات مقديشو أو جزر القمر أو ساحل العاج فهي تقدم خدمات انقرضت في أي مطار حديث بينما بقيت علامة شاهدة على سوء الإدارة في مطار من أهم المطارات العالمية كون مطار الملك عبدالعزيز في جدة يستقبل يوميا عشرات الآلاف من مختلف الأعراق ومن شتى بقاع العالم ليشهدوا أننا لازلنا نتعلق في الباصات في سفر آخر لنصل من أو إلى الطائرة، أو ننتظر حقائبنا من غير تعطل سير عجلات نقل العفش أو أن لا تقف على (كونترات) ذائبة أو (تمهط) المطار من أوله لآخره من غير أن تجد سير مشاة أو عربة تقل العاجزين وذوي الاحتياجات الخاصة أو ..أو..أو .. أي مقارنة تلك التي قامت بها الهيئة؟ مقارنة فقط في رسوم الدخول والخروج من وإلى المطار؟. على المستوى النظري يحق لمسؤولي الهيئة هذه المقارنة لأنها حدثت على الورق ومشاهدة الأرقام لإحداث تلك المقارنة الفجة، أقول تجوز تلك المقارنة نظريا لأن مسؤولي الهيئة يسافرون عبر صالة كبار الشخصيات ويتوفر لهم الوصول إلى الطائرة عبر سيارات تقلهم لبوابة الطائرة مباشرة (هذا إذا لم يتواجد أشخاص يتمنون حملهم على عواتقهم لإجلاسهم على مقاعدهم) مسؤولو الهيئة يصلون إلى مقاعدهم من غير أن يمروا بأي إجراء يمر به أي مسافر ولا يشاهدوا تواضع إمكانيات مطاراتنا أبدا لذلك فهم لايرون شيئا مما يحدث للمسافرين ولو أن أحدا منهم سافر أو قدم إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة كمسافر قليل الدسم فإنه سيخجل من الخدمات المتواضعة جدا والمقدمة عبر المطار ولو مر أي مسؤول منهم بهذه التجربة ساعتها لن تسعفه ذاكرته في استحضار أي مطار في الدنيا يوازي أو يقارب الخدمات الميتة المقدمة عبر مطار الملك عبد العزيز. أما إذا أرادت الهيئة إسكاتنا بقولها إنها تستفيد من العوائد الاستثمارية التي يدرها مشروع رسوم مواقف السيارات كجهة ممثلة للدولة فهذا الذي تقف عنده حكايات شهرزاد ليس لانتصاف الليل ولكن لانتصاف الحقيقة المعلنة في ظل خدمات متواضعة للغاية لاتوجد في أي مطار لأي دولة فقيرة بينما المعلن أن مصروفات الدولة على قطاع المطارات هي مصروفات يمكن لها (لو أنفقت وفق المخطط لها) أن توصل الراكب محمولا على الأعناق مثله مثل أي مسؤول يصل إلى مقعده من غير أن يرى كل المضايقات البدائية الحادثة في مطار الملك عبد العزيز، ساعتها لو قورنت رسوم مواقف السيارات برسوم مطارات هيثرو أو لاجوارديا أو دبي، لبنان، قطر، وماليزيا ربما ترتفع نسبة النفاق لدينا ونخاطب المسؤولين في الهيئة أو نعقب على قولهم برجاء حار بقولنا (لا تكفون، قليلة زودوها شوية) أما والوضع كما هو عليه فلا وألف لا.
Abdokhal2@yahoo.com
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0808366092.htm
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس