الموضوع: الملف الاسود
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2008, 03:29 PM   #17
لاتدف
مشرف

 
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668

افتراضي

الطائف: طارق الثقفي

كشفت جولة "الوطن" داخل مستشفى الصحة النفسية بالطائف المعروف باسم "شهار" عن انتهاك خصوصية المرضى،

وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الغسل بشكل انفرادي حيث يزج بهم جماعات إلى داخل حمامات المستشفى ليغتسلوا

بصورة جماعية. وتكشف خلال الجولة تجاهل خصوصية المريض في الطهارة رغم وجود تعليمات حكومية وإدارية بشأن

التعامل مع أصحاب هذه الحالات، والتي تنص على عدم تعريض المريض لأي إهانة نفسية أو جسدية أو التقليل من شأنه

أو معاملته بطريقة غير لائقة لأي سبب من الأسباب ومحاسبة أي متسبب في ذلك. جاءت الجولة بعد ورود عدد من

الشكاوى إلى "الوطن".

ولم يخل المشهد داخل المستشفى من مآس أخرى حيث تظهر عورات المرضى أمام بعضهم البعض.

وأظهرت الجولة كذلك حجم معاناة هؤلاء المرضى، الذين يبلغ عددهم حوالي 600 مريض. وعلمت "الوطن" من مصدر

مسؤول أن هذه المواقف تحدث يوميا وفي وضح النهار حيث يسحب مرضى الصحة النفسية مجموعات نحو حمامات

المستشفى، وتمد لهم خراطيش الماء من وايتات الأشياب ذات الضغط العالي، ليقوم عمال النظافة في المستشفى

بغسلهم مثلما يتولون تنظيف صالات المستشفى وفنائه. ويتعرض المرضى أحياناً لرش أجسادهم بالماء الملوث.

كما أضحى المرضى المغلوبون على أمرهم فريسة سهلة لانتقال العدوى والأمراض مثل الزهري نظرا لتلاصق

أجسادهم خلال عملية الغسيل.

وبدا واضحا وجليا أن هذه الممارسات والضغوط لم تكن وليدة اللحظة بل كانت منذ فترة بعيدة فبدلا من تنظيف كل واحد

منهم على حده، يختصر عمال التنظيف الوقت في غسلهم. وقد وفر عليهم خرطوش الأشياب الكثير حيث يمسك عمال

النظافة هذه الخراطيش ويوجهونها نحو أجسادهم واحدا تلو الآخر وجماعة تلو الأخرى، ولا يملك هؤلاء المرضى

النفسيون غير تغطية عيونهم أو إغلاقها عند الغسل، لأن ذلك هو السبيل الأوحد لهم لتخفيف المعاناة والصبر على

المعاملة البائسة التي يواجهونها.

وقد اعتاد أهالي المرضى النفسيين وضع ذويهم في المستشفى لاعتقادهم أنه الملاذ الآمن والطريقة المثلى لعلاجهم

وأن الرعاية المقدمة لهم في أفضل حالاتها، لكن صورة الواقع المؤلمة تطيح بهذه الثقة وهذه الأماني التي ينتظرها

ذوو هؤلاء المرضى.

___________________________

لاتدف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس