عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2007, 11:31 AM   #26
لا للجشع
مقاطع

 
رقـم العضويــة: 29
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 89

افتراضي

سعوديون للتجار والموردين: «عضّ قلبي .. ولا تعضّ كبستي»
إثر رفع العديد من المطاعم لأسعارها متأثرة بموجة «الأرز الهندي»




جدة: علي مطير
كان شعورا محبطا ذلك الذي واجه أحد الطلاب وهو يشتري الوجبة التي اعتادها يوميا (نص دجاجة مع الأرز)، حينما فاجأه العامل الأفغاني أن سعرها زاد (ريالا واحدا) وهو الذي يشتريها في طريق عودته اليومي بـ (8 ريالات)، منذ جاء لمدينة جدة طالبا، وبدأت علاقته مع شتى أنواع المطاعم.
يقول سفر الحازمي، الطالب في أكاديمية صحية، ويتخصص في التمريض، بينما يتحسس مرارة في حلقه: «يومها لم يكن في جيبي سوى ثمن وجبة الغداء. كان أغلى ريال عجزت عن توفيره لحظتها»، مضيفا «لم أقبل مساعدة أحد وفضلت الانسحاب من أمام الكاشير بما تبقى لي من كرامة».
الشاب الحازمي، ليس مهتما كما يقول بما يصرح به وكلاء الأرز، من زيادة الأسعار في الهند وارتفاع قيمة الشحن إلى 900 دولار للطن، ولا يعتقد أن الالتفات لنصيحة وزير التجارة الدكتور هاشم يماني، الاسبوع الماضي، بأن السوق يحكمه العرض والطلب وبإمكان الناس أن يتجهوا لأنواع أخرى. هو فقط يقول: «ليس أمامي سوى البحث عن المعلبات، ولا بأس بالصوم حتى يخرج أحد المسؤولين ويعتذر».
المطاعم الشعبية التي دخلت بورصة الارتفاعات، لا يجد العاملون فيها، أي ذريعة سوى الحديث عن غلاء أسعار الأرز والدجاج من الموردين، فيما يتهم عامل في أحد المطاعم المعروفة في جدة، ملاك المطاعم بالجشع وتحويل الارتفاع في أسعار الأرز تحديدا إلى حكاية يومية مع الزبائن «تخيل أن ارتفاع سعر الكيس من الأرز نحو 20 ريالا، وفر للمطاعم زيادة ربحية بأكثر من مبلغ الزيادة وبنسبة تصل لأكثر من 50 في المائة» مضيفا «حسابات المشتريات والمبيعات تقول أكثر من ذلك. نحن الرابح الأكبر».
وفي درجة حرارة عالية تصل لأكثر من 45 درجة مئوية، امتد طابور طويل من الأشخاص ومن جنسيات مختلفة، أمام أحد المطاعم المشهورة في حي الجامعة (وسط جدة)، في وقت تدور فيه أحاديثهم حتى الوصول لدورهم في الحصول على الوجبة الشعبية الأولى في السعودية (الكبسة)، حول أسعار ارتفاع المنتجات والسلع الغذائية. غير أن الحديث عندما يصل للأرز يأخذ منحى عاطفيا تماما كتلك المنحيات المترهلة في أجساد غالبية الواقفين، من مداومتهم اليومية على الأكلات المشبعة بالدهون وعلى رأسها «الكبسة».
وإن أرخيت سمعك قليلا، ستفاجئك عشرات التعليقات الساخرة لأناس بسطاء، إذ يتحدث أحدهم مع آخر جمعه وإياه عشق «الكبسة» حول أسباب الارتفاعات بانعكاسات التضخم، وسعر «الروبية الهندية» أمام الدولار الذي انحدر من 44 الى 33 روبية، وزيادة الطلب الإيراني على الأرز الهندي بسبب مخاوف من حدوث حرب عليها، ليرد آخر بلهجة شعبية «يبغالنا من اليوم نتابع أسعار الروبية!».
واللافت في النظر أن الزيادة السعرية، لا تزال هي الاخرى حكاية «أمزجة شخصية» حيث يرى اسلام شوكت، وهو صاحب محل للرز البخاري، يعمل في ما يبدو من هيئته تحت غطاء كفيل سعودي «ورقي»، أن باستطاعته تخفيض سعر الوجبة التقليدية (الأرز والدجاج) إلى أقل من سعرها الحالي القديم الذي يراوح بين 18 الى 20 ريالا حسب طريقة طهي الدجاج. مؤكدا أن لهم طرقهم في تعويض أي زيادات والمحافظة على هامش أرباحهم.
وتنشط في عطلات الاسبوع، في أسواق شعبية في جدة، مزادات صباحية لا تستغرق أكثر من ساعة بعد صلاة الفجر، ويقول متعاملون انه يتم تصريف تلك المنتجات الغذائية المختلفة وبأسعار زهيدة، التي هي على مشارف انتهاء صلاحيتها، وتجد رواجا من كثير من العاملين في المطاعم، غير أن حملات مكثفة تواجه تلك المزادات من أمانة المدينة، وهو ما جعلهم يغيرون من طرق تعاملهم بعقد اتفاقيات دائمة مع المطاعم وباسعار ثابتة لا علاقة لها بالروبية الهندية ولا بالدولار الاميركي ولا بتصريحات مسؤولي التجارة.




لا للجشع غير متواجد حالياً