عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2010, 08:51 PM   #5
مواطنه عايشه
مقاطع متميز

 
رقـم العضويــة: 14123
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشـــاركـات: 2,199

افتراضي

1 - التهدئة الإنشاقية:
تجرى التهدئة الإنشاقية بإعطاء مزيج غازي من الأوكسجين وأوكسيد النتروز N2O-O2 أو ما يعرف بالغاز الضاحك، وهي التقنية المفضلة في أي إجراء سني يتطلب التهدئة مع الحفاظ على الوعي بغض النظر عن مدته، ويفيد التسكين الناتج عن هذا الغاز في تخفيف الإزعاجات العرضية المرافقة للمعالجة السنية، مع ذلك فإن التهدئة بالغاز الضاحك لا تغني عن إجراء التخدير الموضعي.
مزايا التهدئة الإنشاقية:
يتمتع الغاز الضاحك بفضل عدم انحلاله النسبي في الدم ببداية سريعة جداً لتأثيره المهدئ، حيث تظهر التأثيرات السريرية وتصبح واضحة خلال دقائق معدودة، وتسمح هذه الخاصية بتعيير الجرعة تبعاً للتأثيرات.
في هذا السياق يعرف تعيير الجرعة بأنه إعطاء كميات صغيرة من الدواء بصورة متزايدة إلى أن تتم ملاحظة التأثير السريري المرغوب، وتمكِّن القدرة على تعيير جرعة الدواء طبيب الأسنان من السيطرة على تأثير الدواء مع إلغاء الحاجة إلى تخمين الجرعة الصحيحة بالنسبة للمريض، وتعد هذه الخاصية سبباً رئيسياً لاعتبار التهدئة الإنشاقية بالغاز الضاحك التقنية الأمثل تقريباً للتهدئة مع الحفاظ على الوعي في الإجراءات السنية، وعلاوةً على ذلك تمكِّن هذه التقنية من إنقاص التأثير غير المرغوب في حال تلقى المريض جرعات زائدة من الدواء عن طريق الخطأ بشكل سريع عبر خفض التركيز المعطى، ومن الجدير بالذكر أن الطريق الإنشاقي هو الطريق الوحيد الذي يسمح بتعديل فعل الدواء بسرعة وفي أي اتجاه.
من المزايا الأخرى الأساسية للنهدئة الإنشاقية هي الحصول على التأثير السريري المرغوب لدى معظم المرضى بإعطاء تراكيز معتدلة من أوكسيد النتروز تتراوح بين 20ـ50، وعودة المريض إلى حالته الطبيعية بشكل سريع جداً، ولا يكون هناك عادةً أية تأثيرات على القدرات النفسية الحركية والأفعال المهارية (تشغيل الآليات أو قيادة السيارة) بعد إنهاء إعطاء المزيج الإنشاقي وذلك مشروط طبعاً بألا تشارك هذه التقنية مع إعطاء عامل مهدئ آخر، أما تقنيات التهدئة الأخرى فنجد أنها تتطلب مرافقة المريض إلى منزله من قبل شخص مسؤول بعد إنهاء الإجراء.
مساوئ التهدئة الإنشاقية:
إن مساوئ التهدئة بمزيج الأوكسجين وأوكسيد النتروز قليلة نسبياً، وتتمثل أولى هذه المساوئ في أن الفعالية القصوى لهذه التقنية هي فعالية معتدلة، وقد تكون غير فعالة لدى نسبة قليلة من الأشخاص.
من جهة أخرى فإن تطبيق تقنية التهدئة الإنشاقية يحتاج إلى تعاون المريض، إذ تتطلب هذه التقنية أن يتنفس المريض عبر الأنف مع بقاء القناع الأنفي في مكانه خلال الإجراء، وقد يجد مرضى رهاب الاحتجاز وبعض الأطفال صعوبةً في ذلك.
كما يحول الانسداد الأنفي سواءً كان حاداً أو مزمناً دون استعمال مزيج الأوكسجين وأوكسيد النتروز، حيث يكون المريض عاجزاً عن استنشاق الغازات المقدمة، كما لا تعد هذه التقنية مرشحة للتطبيق لدى المرضى الذين يتنفسون عن طريق الفم لأسباب مرضية أخرى.
وبالنظر إلى خطر تمدد وتمزق الفسحات الغازية المغلقة الذي تحدثه الغازات المستنشقة نجد أن مضادات الاستطباب بهذه التقنية تشمل مرضى: استرواح الصدر، والانسداد المعوي، وانسداد الأذن الوسطى.
ويعد الحمل مضاد استطباب نسبي لهذه التقنية إذ يفضل عادةً تجنب إعطاء أي دواء خلال الحمل، مع ذلك إذا كان لا بد من إحداث التهدئة الدوائية لدى المريضة الحامل يفضل مزيج N2O-O2 على البنزوديازيبينات، وقد تكون التهدئة الإنشاقية باستخدام هذا المزيج الغازي التقنية المفضلة في الإجراءات قصيرة الأمد.
قد تسبب التراكيز العالية من الأوكسجين المستنشق بعض المساوئ الصحية الوظيفية بالنسبة للمرضى المصابين بالأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة الشديدة، حيث يعتمد هؤلاء المرضى على نقص الأكسجة وارتفاع تراكيز ثاني أوكسيد الكربون لتحريض التنفس، وعندما ترتفع تراكيز الأوكسجين كما هو الحال خلال إعطاء مزيج N2O-O2 قد يختفي تنبيه التنفس اللاإرادي مما يؤدي إلى التثبيط التنفسي وإلى ترقي حالة الحماض التنفسي.
أخيراً فإن الكلفة العالية والحاجة لمساحات واسعة للاحتفاظ بأسطوانات الغازات المخدرة تشكل أيضاً سيئة تشوب استخدام هذه التقنية.
مواطنه عايشه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس