«الحليب المسموم» بات صالحا للاستخدام بأمر «الغذاء والدواء»
جدة. ذيب الروقي
أعلنت هيئة الغذاء والدواء صلاحية حليب «ماييل مام ما» للاستخدام بعد 15 يوما من تبليغها أمانة محافظة جدة بخطورة المنتج على صحة الأطفال لشكوك تحوم حول تضمنه مواد مضرة بصحة الأطفال، وأعلنت أمس في بيان رسمي خلو هذا المنتج من أي مواد ضارة بعد إخضاعه للتحليل.
ويأتي ذلك بعد تفاعل بلديات المناطق مع التحذيرات التي وصلتها وسحب كميات كبيرة تقدر بالآلاف من الأسواق في معظم المناطق، وهو ما كبد الموردين للمنتج خسائر كبيرة، وأدى إلى عزوف المواطنين والمقيمين عن الشراء. وأكدت الهيئة أمس على لسان نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الغذاء بالهيئة الدكتور إبراهيم المهيزع إخضاع كميات من المنتجات المسحوبة من الأسواق للتحاليل المخبرية، حيث تم تحليل عبوات عشوائية في مختبرات الرقابة الغذائية التابعة للهيئة للكشف عن مادة الميلامين في عدة أرقام تشغيلية مختلفة من المنتج، واتضح أن جميعها مطابقة للمواصفات القياسية رقم 3043/ 2010 الخاصة بالحدود القصوى للميلامين في الأغذية والأعلاف.
وكشفت الهيئة في بيانها «إن مديرية الشؤون الصحية بمكة المكرمة تلقت توجيها من إمارة المنطقة بخصوص شكوى أحد المواطنين على الحليب المنتج، وحولتها إلى مركز السموم والكيمياء الطبية الشرعية بالمنطقة وإجراء الفحوص المخبرية على نفس الحليب المدعى عليه وتبين خلوه من أي مواد سامة ومطابقته للمواصفات القياسية الخاصة بالحدود القصوى للميلامين في الأغذية والأعلاف».
وأجرت «شمس» اتصالات مع رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل الذي أكد أنه موجود في اجتماع، لذلك لن يتمكن من التصريح، فيما أكد المسؤول عن العلاقات العامة والإعلام في الهيئة إدريس الدريس أن من يعلق حول هذا الموضوع يجب أن يكون مختصا.
من جهة أخرى، تحفظ عدد من الصيادلة العاملين في صيدليات بجدة على التبليغ الأولي الذي صودرت بموجبه كميات كبيرة وتم التحفظ على أخرى، ويقول الصيدلي حسن المصري إنهم تلقوا بلاغا بعد أن سحب عينات من الحليب، وطلب منهم التحفظ على الكميات الموجود لديهم لحين التأكد من سلامتها.
وعلى الرغم من كون ذلك أمر إيجابا إلا أن المصري يرى أنه كان يفترض أن تتمهل الهيئة ولا تعلن عن احتوائه على مواد ضارة من عدمه إلا بعد التأكد من صحة المعلومة، لأنها بذلك أشاعت حالة من التوتر، ويضيف «الأمر انعكس على أغلبية عملائنا، ومعظمهم كانوا يتحدثون عن هذا الحليب وخطورته وما دارت حوله من أخبار».
وفيما يتعلق بالخسائر المادية «نحن في الصيدليات لم نتضرر كثيرا، لكن المصنعين والموردين لهذا المنتج هم من تضرروا، كثير من أولياء الأمور أبدوا تخوفا وأبدلوا العبوات الخاصة بهذا المنتج بأخرى خوفا على صحة أطفالهم، ولا نلومهم في ذلك، حتى إن معظم الأطباء الذين كانوا يقدمون وصفات لاستخدام الحليب توقفوا عن ذلك نزولا عند رغبة الأمهات». ويرى الدكتور عبدالسعيد عبدالباقي مسؤول إحدى الصيدليات في جدة أن ما قامت به هيئة الغذاء هو عين الصواب «هذا من صميم عملهم، يجب أن يحذروا من المنتجات الضارة، حتى لا تؤثر على صحة مستخدميها»، واستبعد أن يكون غرض الهيئة هو إثارة البلبلة، وقال «هم يعملون وفق المعلومات التي تتوفر لهم، ثم إن بيانهم الجديد يفند السابق ويبرئ ساحة هذا المنتج من الضرر الذي كان يتوقع أنه موجود فيه».
وأشار الدكتور وليد عكاشة المسؤول عن إحدى الصيدليات إلى أن المنتج لم يسحب من الأسواق، إنما تلقوا تعميما يفيد بعدم بيع المنتج والتحفظ عليه وهو ما تم، ويضيف «ما حصل أمر عادي وسبق عمله مع أكثر من منتج ولم تتضرر» .
http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=134134