عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2014, 08:23 AM   #3
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

متلازمة الاحتكار والأراضي البيضاء

حمود أبو طالب


الطبقة المسماة تلطيفا ذوي الدخل المحدود تترقب باهتمام ما سيصدر عن هيئة كبار العلماء بشأن فرض رسوم على الأراضي البيضاء مع أنها تعرف أن هذه الرسوم في حال إقرارها لن تذهب إلى حساباتهم البنكية.

يبدو الأمر نوعا من الشعور بالتعويض النفسي مقابل الآلام التي حاقت بهذه الطبقة وهي تشاهد تلك المساحات الشاسعة التي تنتشر داخل المدن وعلى أطرافها منذ زمن طويل دون أن يعلو عليها بنيان، بينما الفرد من هؤلاء البسطاء ينتظر أمتارا قليلة تهطل عليه في زمن ما لأنه أصبح مستحيلا عليه شراؤها.

المواطنون من هذه الشريحة مصابون بمتلازمة الاحتكار والأراضي البيضاء، أعراضها حساسية شديدة وتوتر نفسي يقترب أحيانا من الانهيار العصبي كلما شاهد الشخص أرضا بيضاء واسعة تمتد على مد البصر.

المواطن المصاب بهذه المتلازمة قيل له أن فرض الرسوم قد يخفض أسعار الأراضي وبالتالي قد تصبح الفرصة أفضل لامتلاكه قطعة أرض، ووزارة الإسكان توحي في تصريحاتها أن إقرار الرسوم سيساعدها على تجاوز تخبطها في مشاريعها منذ نشأتها، والحقيقة أن لا هذا ولا ذاك سيحدث بشكل مؤكد، فالمساحات الواسعة التي امتلكوها لم يكن يتحقق لهم ذلك إلا لأنهم أصحاب مال وفير، وصاحب المال الوفير لا يهمه دفع مبلغ بسيط من أجل بقاء أرضه كما هي، وربما سيكون المتضرر الوحيد هو الشخص البسيط الذي اشترى قطعة أرض بعد معاناة شديدة ثم عجز عن بنائها لتصبح في تصنيف الأراضي البيضاء وعليه دفع رسومها.

أما إذا أردتم أيها السادة حلا عمليا فإنه يجب فرز الأراضي البيضاء من السوداء، البيضاء هي تلك التي اشتراها الناس بأموالهم في وضح النهار وبطريقة صحيحة لا لبس فيها، هذه الأراضي لا بأس من فرض رسوم عليها وتحفيز ملاكها على استثمارها عاجلا أو فرض إجراءات أخرى عليهم. أما الأراضي السوداء فهي التي تم الاستحواذ عليها، هذه يجب أن تعاد إلى أملاك الدولة، وما عدا ذلك فإنها مجرد محاولات لا تكفي علاجا لمتلازمة الاحتكار والأراضي البيضاء.

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0914722995.htm
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس