"البدار البدار" يا كبار التجار!!

فهد الفهيد


قمة الإحباط أن تشعر بالإهانة في عقر دارك، وعقليات ابتُلينا بها في المجال الخدمي في المملكة؛ فتستغرب أن مقعداً فارغاً يطير بلا راكب، من جدة إلى الرياض؛ لأن النظام لا يسمح!

والمعاملة لا يمكن أن تتم؛ لأن المدير "رايح يجيب عياله"، وأوراقك ناقصة راجعنا بكرة..!

مقدمو الخدمات في المملكة لا يفقهون أهمية "رضا العميل"، بل أصبح العميل مجبوراً على التعامل معهم؛ فلا بدائل تتنافس، ولا منتجات تختار فيما بينها، بل نحن مغصوبون على أغلب تعاملاتنا، وخصوصاً الخدمية منها؛ فلا نعرف حقوقنا، ولا نضمن استردادها، بل نردد "احمد ربك مشت أمورك"!

وزارة التجارة في جهود تُشكر عليها بدأت بتوعية المستهلك، بل أصبح المستهلك قادراً على قيادة دفة الاحترام له بالمبادرات التي أصبحت ترعب الكثير من التجار، وما زلنا نحتاج إلى الكثير..

رجال أعمالنا شبعوا، وتمكنوا، ثم سيطروا! ولأنهم ربحوا بلا حساب لا يتألمون من خسائر حملات المقاطعة والاستغناء.

أزمة الدجاج وبعض شركات الألبان جعلت الشركات تركع أمام الجو العام، فيحسبون لحركاتهم وسكناتهم ألف حساب؛ لأن خساراتهم المتتالية نثرت أوراقهم في مهب الريح، فما كان يدغدغهم في قديم الزمان أصبح يؤلم ويجرح حتى وصل حد البتر.

كل ما يتم احتكاره مصيره للكسر، حتى الإعلام بأنواعه، تمكن الكل من نشر ما يشاؤون مع ثورة التقنية الحديثة؛ فأصبح كل شيء يُنشر، وودع التقليديون سيطرتهم على الخبر والمقال، ولم يبق لنا إلا القليل عدداً العظيم وزناً كاحتكار الأجواء، والاتصالات، والعقار، والمواصلات، وبعض القطاعات الاستثمارية.. فالبدار البدار؛ فالكثرة تغلب الشجاعة يا كبار.

همسة واقع..
"ما يصح إلا الصحيح" أهم معالم الحياة، وتكون القضية سهلة عند تحديد معايير الصحيح من الخطأ، فقط هي لحظة تأمل، واستعراض لتجارب الناجحين فيها؛ لتعرف أي الطرق أسهل وأيسر وأجمل لتسير نحو الاتجاه الصحيح..


http://sabq.org/zV0aCd