هذا مايجب أن يفعله أي كريم يريد العيش بحياة كريمة مرفوع الرأس ( ولا ينحني ) لأنه لا يصح إلا الصحيح
فإذا أراد المرء أن يُحسب له حسابه ويعطى حجمه - بدون تكبر على الناس طبعاً- ويعامل باحترام فيجب عليه أن يستميت حتى آخر نفس وريق وقطرة دم مدافعاً عن حقه دون أن يضر الآخرين وفق المبدأ والقيم السامية ، وهذا ليس كلامي بل هو كلام سيد الخلق أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه فقد قال (من مات دون ماله فهو شهيد ) وذكر في الحديث أيضا العرض والنفس .

فإذا عملنا بقول حبيبنا المصطفى فانه حتما ستردع كل نفس غاوية تريد التسلط على غيرها وستحفظ الحقوق والدماء.

إن ما أراه من سلوك الناس في يومياتي لهو شيء محزن فقد طغى عليهم الرهاب الاجتماعي في ظل ضعف القانون وغلبة القوي فلا تكاد تجد امرئً يطالب أو يدافع عن حقه وفق المبدأ السليم وهو أن يكون محقاً محايداً ومحاجاً بالبراهين ، فتجد رجلا يستغفله آخر وينصب عليه ولا يستطيع أن يتكلم متحرجاً ، وتجد آخر قد ملئ الغبن جوفه من سلب حق من حقوقه ويخاف أن يتكلم أو يعبر.... أخي تكلم .. عّبر.. فلابد لك من سامع .. لابد من أن يكون لما قلت أو كتبت صدى .. لاتضع قهرك في غيرك ضعه فيمن أوجده .. إن هذا الأمر وهو السكوت قد تفشى بيننا ولذا ستجد أمم من المعارضين لسياستك ولكن إن كنت تعلم انك على حق فستمضي قدما ... وأقل ذلك أن تحفز نفسك وتخبرها بأنك لست ذلك الشخص الذي ممكن أن يوطأ له على طرف .
إن عوائد ما قلت ستجدها عظيمةً في نفسيتك فلن يجد الغبن والذل طريقا إلى قلبك ، وستعلم إنك عزيز وستحب وطنك ولن تشعر بما تشعر به الآن بأنك مغلوب على أمرِك ...... لأنك قد أديت ماعليك من الأسباب التي أمرك الله بفعلها عندما قال لك المصطفى صلى الله عليه وسلم إعقلها وتوكل.