عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2008, 10:35 AM   #1
جمرة غضا
التميمية
المراقب العام
 
الصورة الرمزية جمرة غضا
 
رقـم العضويــة: 715
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: محفر تمر سكري
المشـــاركـات: 40,561
Twitter

افتراضي (والدتي) وسعر الريال

خالد عبدالله المشوح
(والدتي) وسعر الريال


والدتي (لولوة السالم) في منتصف عقدها السادس، أُمية لا تقرأ ولا تكتب لكن لديها من الإحساس والمسؤولية ما يغطي على الكثير من المتعلمين!.
قالت لي قبل أيام وهي تضع يديها على نار المدفأة في ليلة شاتية (ليش ما تكتبون وتحكون عن الريال اللي ما صار يجيب شي اليوم والناس اللي ما عندهم بطانيات ولا مقاطع صوف -ثياب صوف-)! قالتها بلغة لم أعتدها منها لكنني عرفت السبب بعد ذلك، وهو تعرفها على عائلة فقيرة لا تملك من مقومات الحياة المعقولة شيئاً!. وتواصل (حنا بخير وعافية والدولة عندها زود بس يبون من يعلمهم، اكتبوا علشان يدرون).
وجدتني أخجل من هذا السؤال الصعب: ماذا يساوي الريال؟. تقول والدتي إنه في السابق كان من الممكن أن تشتري بالريال تمراً أو لبناً أو حتى لباساً أو فراشاً، اليوم ومع ازدياد أعداد الفقراء ارتفعت الأسعار وازداد الجشع وغاب الرقيب وراح التاجر يمارس فنون الكسب على ظهر الفقير المسكين، وقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: يا معشر التجار. فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه. فقال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلاّ من اتقى الله وبر وصدق". رواة الترمذي.
الغلاء بلغ ذروته اليوم، والرواتب بدأت بالتناقص بدل الزيادة، والدعم الحكومي للأرز والحليب لم يحفظ أسعاره!.
لذا أعتقد أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الرقابة والمسؤولية لدى الجهات المسؤولة، كوزارة التجارة -على سبيل المثال- وحماية المستهلك التي لا نعرف عنهما سوى الاسم، ولا أدل على ذلك من أن إمارات المناطق بدأت تمارس نوعاً من صلاحيات هذه المؤسسات الميتة التي لا تحس ولا تشعر بالمواطن المسكين الذي بات يفكر عند استلام راتبه كم من الممكن أن يصمد هذا الراتب الضئيل من الزمن. ترى هل هذه ضريبة ارتفاع أسعار البترول التي من المفترض أن تكون إيجابية على بلدٍ يُعد الأكبر في العالم من حيث عائداته النفطية؟.
ميزانية العام الماضي رصدت المليارات للخدمات والصحة والتعليم وهذا العام أيضاً، لكن السؤال الكبير: أين هذه المليارات على أرض الواقع البسيطة، ويوميات المواطن المحتاج لأبسط ألوان الرعاية؟.
المشاريع العملاقة يجب ألاّ تحجب المشاريع اليومية التي يستفيد منها آحاد الناس في أي لحظة وأي وقت ودون الانتظار لأعوام عديدة وأزمنة مديدة!.
أرجوا أن أكون لبيت نداء والدتي وتحليت ببعض المسؤولية!.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...=3912&Rname=35
جريدة الوطن

___________________________

التميمية تويتر


للتواصل مع ادارة المقاطعة



التعديل الأخير تم بواسطة جمرة غضا ; 11-01-2008 الساعة 07:03 PM سبب آخر: اضافة الرابط
جمرة غضا غير متواجد حالياً