عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2007, 09:39 AM   #12
لا للجشع
مقاطع

 
رقـم العضويــة: 29
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 89

افتراضي

الأسرار في التعامل مع ارتفاع الأسعار

يوسف القبلان


ذهبت فرحة ترقية الموظف بخبر زفه إليه مالك العمارة برفع إيجار الشقة، ولخص لنا المبدع الهليل مشكلة رفع إيجارات السكن بدون ضوابط في صورة يظهر فيها المؤجر يبارك للموظف بالترقية ويبلغه برفع الإيجار.
المستأجر لا يشتكي فقط من إيجار السكن بل من أسعار كل الاحتياجات والضروريات فقد أصبح السوق مسرحاً لفوضى في الأسعار يدفع ثمنها المواطن.
وحيث أن المواطن لا يملك القوة الرسمية التي تضبط الأسعار فليس أمامه سوى أن يتجه إلى نفسه وإلى سلوكه الشرائي، وأن يقيم أسلوبه في تأمين احتياجاته وأن يعمل على وضع نظام صارم يكون مرجعاً للسلوك الاستهلاكي.
يبدأ هذا النظام بتصنيف المشتريات إلى مشتريات ضرورية ومشتريات كمالية أو ترفيه.
في نظرية الاحتياجات المشهورة لماسلو يرى أن الإنسان بعد إشباع حاجاته الأساسية يتجه إلى البحث عن المركز الاجتماعي وتحقيق الذات.
فإذا أردنا أن نربط هذه الحاجة بقضية السلوك الاستهلاكي فلابد أن ندخل في موضوع المظاهر وسوف نكتشف أن كثيراً من المشتريات والمصروفات التي ترهق الميزانية تدخل في خانة الترف.
لا أحد يستطيع القول ان السيارة ترف ولكن ما هو نوع السيارة وكم عدد السيارات؟
لا أحد يستطيع أن يقول إن الهاتف الجوال ترف ولكن كم عددها ومتى تتغير وكيف تستخدم؟
لا أحد يقول إن السفر غير مفيد ولكن متى يتم وكيف يتم؟
وفي السياق نفسه يصل الأكل في المطاعم لدى بعض الناس إلى مستوى الضروريات وكذلك إقامة الحفلات بمناسبة وبدون مناسبة.
ان تصاعد أسعار الضروريات والكماليات قد لا نستطيع السيطرة عليه ولكننا بالتأكيد نستطيع السيطرة على سلوكنا وأن نقرر ما هو ضروري وما هو كمالي ولنتذكر أن كثيراً من الكماليات ومظاهر الترف هي مجرد أحلام بالنسبة لكثير من الناس الذين يسعون جاهدين لتأمين لقمة العيش فلعل الموسرين من الناس يشاركون إخوانهم في أساسيات الحياة ويتنازلون - ولو لفترة مؤقتة - عن مظاهر الترف والبذخ وهو ما شجع شركات صناعة الترف على تحويل حياة بعض الناس إلى حياة يسود معظمها الترفيه في حين أن نسبة كبيرة من البشر تعيش تحت وطأة الفقر الدائم. يحضرني في هذا المقام تذكير أنفسنا بأننا قبل أن نشتكي من مذاق الطعام علينا أن نتذكر أن بعض الناس لا يملكون هذا الطعام وقبل أن نشتكي من عدم نظافة المنزل علينا أن نتذكر الناس الذين بلا مسكن.



http://www.alriyadh.com/2007/08/12/article271990.html
لا للجشع غير متواجد حالياً