الخطوط السعودية بين الخبرة والقادمين
الحلقة الأولى ( تذاكر المتقاعدين وحقد القادمين )

أستقر الوضع الذهبي للخطوط السعودية وموظفيها في عهد إدارة الشيخ كامل سندي حتي نهاية العصر الذهبي مع المرحوم الكابتن أحمد مطر .. وكان إستقراره برجاله الذين أنشأوا وحملوا وتحمّلوا العبء حتى باتت الخطوط السعودية ضمن المنافسين .. ومع أول قادم جديد أنكسرت الدعائم وتحطمت خلال فترة قصيرة بالرغم من محاولة رجالها القدامي التماسك والتمسك مع الجديد القادم الذي تثقف بعلم الطيران من رجالها وحاربهم من زاوية فرّق تسود فصار القريب بعيدا وأصبح الهرم قاعدة وزلت قدم الصرح للهاوية.
إن العبء الذي قَدِمَ للسعودية في نهاية الفترة الذهبية بمغادرة الإسم والمعني في كلمة مطر هذا العبء كان ثقلا على الصرح الكبير لأنه معرفته كانت محصورة بمدرجات التدريس بالتنظير بعيدا عن التطبيق .. وجاء معه من المدرجات من يسانده على غير علم ومعرفة فكان الإستعراض الأول أن ضيّقوا الخناق عل موظفي هذه المؤسسة والتي بناها الرجال منذ أجيال مضت في وقت كان القادمون على مقاعد المدارس الإبتدائية وبعضهم لم يتنفس الحياة بعد .. فرفع السعودية رجالها على الأكتاف والشعار فوق الجبين
وتقاعد الأبطال تاركين الحال لمن قدم وليت حظه مال .. وأصبح الأبطال في زاوية التقاعد وهم شرفاء وسعداء .. وتفاجأ الكل عندما رغب الحصول على حقه من التذاكر فوجد الفرق بينه وبين موظف مستجد بشركات الطيران الأخرى أفضل منه حظا .. فموظفوا شركات الطيران الأخرى يحصلون على تذاكر بالسعر المخفض أمام الحاقدين بالخطوط السعودية والذين برمجوا أجهز الأسعار للمتقاعدين بأعلا الأسعار لإياتا وكأنهم ينتقمون .. وتستمر المهزلة أن تجد أسعار تذاكرك المخفضة قريبة من الأسعار للتذاكر النقدية بالسعر العالي لإياتا بينما يستمتع موظفوا شركات الطيران الأخرى برموز تهيْ لهم أسعار مخفضة من الأسعار العادية دون أن تتوفر هذه لدي التذاكر المجانية والمخفضة للمتقاعدين
وصمت الأشراف تاركين لهؤلاء اللهو والتمتع بصرح كان شامخا وأصبح اليوم تتساقط لبناته الواحدة تلو الأخرى .. فشركات الطيران التي كانت تحسدنا فاليوم لا نجدها لأنها أستمرت بالإقلاع وصرحنا المتهالك أعجبه الهبوط
وأخيرا تضحك الماً فقد كان موظف السعودية يحصل على درجة وظيفية واحدة بعد عناء وخبرة .. أما خروجه للعمل في المحطات الخارجية فهذا يحتاج لتمحيص مع خبرة وممارسة ومعرفة حتى يكاد الموظف أن يكون عبقريا لتمثيل السعودية بالخارج .. اليوم نرى من كان على مقاعد الدراسة وقدم لهذا الصرح لم يكتف بإضرار الذين تقاعدوا .. بل جاء بأبنائه ليلتحقوا بالسعودية طالما هو من القياديين وهذا أمر طبيعي لاغبار عليه ولا لوم .. ولكن الإستغراب والإندهاش أن حصل أبنائهم على درجات متلاحقة متسارعة .. وزاد الأمر غرابة أن حصلوا على المباركة والتبريك بالعمل خارج البلاد بمسميات كانت من الصعوبة بمكان واليوم وهم أطفال في أعمار كراسي الإدارة صاروا مدراءا .. إنهم يعملون اليوم في محطات الدلال والمرح والسهرات .. يحضرون لذويهم متى رغبوا على الدرجة الأولى فهم أبناء القياديين القادمين إلى هنا وأبنائهم صاروا هناك .. فأنتظروا غدا ابن الطالب زمان يصير مديرا عاما على كرسي يئن من كثرة الآلام .. وربما يقرر إلغاء التذاكر للمتقاعدين لأن المتقاعدين صمتوا ولم يلتقوا بالجديد الحالي ليجد الحل أو أن هناك من يرد الحق لأصحابه الذين كانوا أسسا ودعائما وبنية تحتية بشرية للسعودية قبل أن يعرفوا هؤلاء معني الطيران

طلال عبدالمحسن النزهة
المدينة المنورة
www.talnuzha.com