لماذا ننظر دائما للسلبيات في كل شيء؟
أنا أعلم يقينا أن هناك من سيغضب مما سأكتب لكنها وجهة نظر و كلمة حق لا أريد أن أكتمها.
حلقة الأمس (بإختصار و رغم أني لم أشاهد إلا نهايتها لكني أقدر أتخيل بدايتها مما قرأت) كانت تنتقد
التشدد المبالغ فيه في الطرفين سواء المتدين أو المتعلمن .. و في الأخير و بعد أن غُصبا على العيش معا بسبب السجن إكتشف كل منهما خطأه في تقييم الأخر و جهله التام بطريقة عيش الأخر.
و هذا بالضبط ما نعانيه في مجتمعنا فقد إنتشر التطرف الزائد في كل شيء و في كل نواحي الحياة , في الدين و في التسيب في الدين أو في التعامل مع الأخرين حسب أصولهم القبلية أو الغير قبلية أو سعودي أو غير سعودي.
الحلقة كانت بإختصار دعوة لنبذ التطرف المقيت في كل نواحي الحياة و العمل على التقارب و التعايش بشكل أفضل بين الناس و التقيد بتعليمات ولي الأمر و قبل ذلك تعليمات الدين التي تنص على أنه لا فرق بين عربي و لا عجمي إلا بالتقوى و قبل ذلك كله النص القرآني الذي يحض الناس على التقارب و التعارف
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (13)سورة الحجرات.
و بعدين ترى مهو كل من ربى لحية متدين .. و تعالوا شوفوا قضايا الفساد في جده و القضاة و كتاب العدل المتورطين فيها .. و العكس صحيح .. مهو كل من حلقها علماني و ليبرالي و بعيد عن الدين .. هناك من حليقي اللحى من تخجل من نفسك إن عرفته و عرفت طريقة حياته .. تجده أول المبادرين للصلاة و أسرع الناس للخير و عيبه الوحيد اللحية.
و كون الفنانين بالغوا في تصوير الأمور فهذه هي طبيعة الفن .. المبالغة في النقد لإظهار الخلل سواء بالشكل الدرامي أو حتى الكوميدي.
إن لم نتمكن من كبح جماح العنصرية سواء كانت قبلية أو وطنية و حتى الطائفية فنحن متجهون لمستقبل مجهول محفوف بمخاطر الإنشقاق و الحرب الأهلية عند أول كارثة تتعرض لها بلادنا (كفانا الله و إياكم شر الكوارث).