مدرسة (توفيق).. الربيعة

حامد الإقبالي
4 ذو الحجة 1434-2013-10-0909:14 PM


من بعد طيب الذكر الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - كنت أعتقد أننا سننتظر طويلاً قبل أن يحلّ علينا وزير آخر بمثل قوته وأمانته ومنجزه الخدمي، فإذا بي أقرأ وأرى قرارات نافذة، وإنجازات يومية متوالية، وذلك منذ عامين لوزير التجارة المبدع توفيق الربيعة.

يتصل به مواطن فيجده قريباً، يشكو إليه آخر عبر (تويتر) فيفزّ له، ويعالج مشكلته، تحترق شركة أو تتضرر فتجده أول المتصلين والمطمئنين على سلامة الأرواح والأموال، تتعثر أخرى فيساندها بالرأي والمشورة؛ لذلك تجده قريباً من الكل وصديقاً للجميع.

لقد أنجز الربيعة عشرات المساهمات العقارية المتعثرة في العديد من المناطق، قد تصل إلى (100) مساهمة، وذلك خلال أشهر من تسلمه العمل، وأعاد مليارات الريالات المجمدة إلى خزائن الناس، ثم أعاد هيبة الشيك، وأعطى للمستثمرين حقوقهم، وحلحل العديد من احتكارات الوكالات العالمية، ولم يكتفِ بذلك بل أعاد الاعتبار للمواطن الذي فقد مكانته في سوق جشعة لا ترحم؛ ليلغى بعدها نظرية (البضاعة لا ترد ولا تستبدل) التي آمن التجار بها كثيراً، وصدقناها مجبرين.. وتأتي الضربة القاضية بإعلانه مؤخراً في الصحف المحلية العديد من المخالفات التجارية لبعض الشركات، ولعل آخرها قضية (مثبت السرعة) في شركة تويوتا، وإلزامها بتركيب أجهزة وقائية لجميع سياراتها.

ومع أن ظروف تعيين الربيعة وزيراً للتجارة في ظل غلاء عالمي، وتدهور لأسعار الريال، إلا أنه استطاع بحنكته وبفكره أن يتجاوز الكثير من المطبات الهوائية؛ فقد كانت له مواقف مصيرية كثيرة، لا أحد ينساها، منها حين ارتفع كيس الأسمنت إلى أسعار خيالية، حين استصدر أمر وقف التصدير حتى اكتفاء السوق المحلي، ثم وجَّه بمراقبة الأسعار وفرض غرامات على المتحايلين والمتعهدين، وأشاع مؤشراً لأسعار السلع الاستهلاكية في المحال الكبيرة، حين طارت الأسعار بعد زيادة الرواتب.

هل معنى هذا أن وزارة التجارة أصبحت (مثالية)؟! لا، ولكنها أضحت اليوم مهيأة أكثر من ذي قبل للاقتراب من خدمة الناس، وتفعيل الغرف التجارية التي تأخذ ولا تعطي، وحاجة المواطنين أكثر إليها من قبل، سواء في التفاعل سواء عبر هاتف الشكاوى، أو زيادة المراقبين، أو التوسع في افتتاح فروع للتجارة في المدن الصغيرة؛ إذ إن تأثيرها يضعف باتجاه الأطراف.

http://sabq.org/Hq1aCd