رغم عدم متابعتي للحلقة الأولى كاملة و الحلقات التالية لم أشاهد أي منها إلا أن ما شاهدته في الحلقة الأولى لا يبرر (في نظري) هذه الهجمة .. و تعليقي التالي ينحصر على الجزئية التي شاهدت في تلك الحلقة.

خلونا نقول إن 50% مما جاء في الحلقة إفتراءات و مبالغات .. الـ 50% الثانية أليست واقع مرير في بلادنا؟

المالكي في سكتم بكتم خصص حلقتين للعنصرية القبلية و 110 و 220 .. و لم يعلق عليها أحد .. فقط لأنه لم يتطرق للمتدينين بشيء.

بدون مبالغة و لا عصبية .. هل كل من ربى لحيته ملتزم ؟؟ .. أليس كل واحد فينا يعرف أكثر من شخص يتخفى بشكل أو بأخر خلف المظهر المتدين .. و ما أكثرهم؟؟

لا ننكر أن هناك تقصير وتجاهل من قبل القائمين على البرنامج لكثير من الأمور خاصة الطائفية منها لكن ذلك لا ينفي واقعية ما تتم مناقشته في بعض الحلقات (بعض الحلقات الأخرى ليست أكثر من تهريج بحت) و لا ننكر أن هناك مخططات تغريبية تخريبية تحاك في الخفاء .. لكن .. هل مجرد الإمتناع عن نقد مخالفات المتدينين أو غيرهم سيمنعها؟.

دعونا نرتقى بتفكيرنا و لغة الحوار لدينا و نحاول إيجاد النقاط الإيجابية في ما نمر به بدلا من البحث الدائم عن السلبيات ..

دعوني أعطيكم مثال على حبنا للسلبيات .. برنامج الشقيري الذي يتحفنا في كل رمضان بعجائب الأمور أملا في تحقيق بعض التغيير في واقعنا المعاصر .. ما رأيكم به؟؟

اليوم تناقشت مع أحدهم بخصوص هذا البرنامج .. أتعرفون وجهة نظره (التي بالمناسبة سمعتها من أكثر من شخص .. سلبي) هذا ما قاله لي : البرنامج يصيبني بالإحباط لأنه يكشف لنا أننا لا نعيش بشكل يتوافق مع سمعة بلادنا كما أنه يفضحنا و يفضح نقاط التقصير في بلادنا أمام الدول الأخرى.

هذا ما استفاده صاحبنا من البرنامج .. لم تتحرك في قلبه الغيرة على وضع بلادنا و لم يستفيد من تجارب الأخرين في تطوير الذات و البلاد و لم يخرج من البرنامج بمعلومات تعينه على تغيير واقعه و تحفزه على تحسين طريقة عمله و تفكيره مما سينعكس حتما على دوره في تنمية مجتمعه و بلده.


نصيحة أخوية من محب .. دعونا ننظر للأمور من منظور أعلى و أوسع .. منظور عقلاني متقبل للنقد و قابل للتغيير .. دعونا ننسى مقولة لحوم العلماء مسمومة التي أكثر ما نسمعها من أشباه العلماء و نادرا ما نسمعها من العلماء أنفسهم و دعونا نتذكر قول أبو بكر و من بعده عمر الفاروق عندما تولوا الخلافة و قالوا للناس "إن أخطأت فقوموني" فقام له بعض الصحابة و بايعوه و وعدوه بتعديل خطأه و لو بحد السيف.

و نحن اليوم نغضب و تثور ثائرتنا لمجرد توجيه النقد لملتحى أو لمقصر ثوبه لمجرد أن ملامح التدين تظهر عليه و نفاجأ بعدها بأنه عكس ما كنا نتوقعه.