السلام عليكم وتحية طيبة للجميع
واعتذر عن الانقطاع الطويل خلال الفترة الماضية نظرا لدواعي السفر والانشغال بالعمل وغير ذلك...
وأعود لكم مرة أخرى وحول موضوع سبق وأن سألني عنه ساهر الطائف، غفر الله لوالده واسكنه فسيح جناته، بشأن مادة الاسبرتام (Aspartame)، وإليكم عددا من المعلومات العلمية حوله:
- فهو أحد المحليات الصناعية، بمعنى أنه لا يوجد على تركيبته في الطبيعة وإنما يتم تصنيعه، ويستخدم في العديد من الأطعمة والمشروبات كالكيك والمشروبات الغازية وبعض أنواع العلك وغيرها كبديل عن السكر، لاحتوائه على نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية، وهو شديد الحلاوة حيث يعادل مستوى الطعم الحالي فيه 200 ضعف نفس الكمية في السكر العادي (سكر المائدة).
- يشار إليه في الأطعمة والمشروبات بعدة أسماء منها الأسبرتام (Aspartame)، أو E951، أو NutraSweet® أو Equal®
- وقد أثار الكثير من الجدل في بداية استخدامه قبل عشرين سنة تقريبا، حيث أشارت بعض الدراسات في ذلك الحين تأثيره على الصحة، وارتباطه بالإصابة ببعض الأورام ومنها أورام سرطانية في المثانة وغيرها.
- إلا أن نتائج الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت مؤخرا أثبتت ، ووفقا للبراهين المتوفرة حتى الآن، أن استخدامها وفق الحد المسموح به يوميا يُعد آمنا، وهذا ما تقوله كل من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ووكالة معايير الأطعمة البريطانية (FSA)، وكذلك منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومعهد السرطان الوطني الأمريكي (NCA)، وكذلك الهيئة الأوروبية لسلامة الأطعمة (EFSA)،غيرها من الهيئات والمنظمات العلمية المعتبرة. علما بأنه يمنع تناوله من قبل المصابين بمرض وراثي يسمى فينايل كيتونوريا (Phenylketonuria)
- علما بأن الحد المسموح بتناوله يوميا من هذه المادة (ADI) يعادل 40 ملجرام لكل كيلو من وزن الجسم.
- ولكن، .. ووفقا لنظرتي وإطلاعي الشخصي (وهنا لا أتحدث بلغة الدراسات والأبحاث) فأعتقد أنه من الضروري الحذر عند استخدام هذه المادة، وتناولها في أضيق الحدود، وعدم الإسراف في تناولها مطلقا.. لعدة اعتبارات، منها أن المادة أصلا لا توجد بشكلها الكيميائي في الطبيعة وهي مصنعة، وبالتالي تغيير لما أوجده الله في الطبيعة من محليات هي أقرب لطبيعة الجسم البشري متى ما تم استهلاكها بطريقة متوازنة وبلا إفراط. كما أن الأبحاث والدراسات علمتنا أن بعض المواد قد لا يبرز خطرها في عقد أو عقدين وقد لا تظهر إلا بعد عدة عقود.. ومن باب الأمانة العلمية فلا بد من الإشارة إلى أن بعض الجهات المعنية بحماية وصحة المستهلك وغيرها تشير إلى وجود تأثير معين من قبل بعض شركات ومصانع الأطعمة والمنتفعين من رواج هذه المادة على بعض المنظمات العلمية، وذلك لضمان عدم تغيير الرأي العلمي حول سلامة تلك المادة.
- وملخص الرسالة عدم الإفراط في تناول مثل تلك الأطعمة والأشربة المحتوية على الاسبرتام، في مقابل ضرورة مراعاة التوازن في تناول الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية وعدم الإفراط في استهلاكها.