ممتاز اخوي عزيز ، انت قمت بما يجب على المستهلك عمله على أكمل وجه - كفيت ووفيت :

- اشتريت منتج فاسد ولاحظته.
- قمت بارسال شكوى الى الجهة المختصه.
- قمت بمتابعة هاتفية وشخصية للموضوع.
- استمريت بالمتابعة .
- قمت باجبار موظفي فرع الوزارة للذهاب للأسواق المعنية لأنهم لا يريدون الذهاب - وبعد ردهم السلبي بل المجرّم قانوناً بقولهم (وش تبي ، تعال خذ فلوسك ).
- لم يستطع موظفي الفرع الحصول على عينة المنتج الفاسد لأنهم كسالى وغير متحمسين ويبون يرجعون لمكاتبهم وسوالفهم بأسرع وقت .
- مسكت الموظفين مع اذانهم واصطحبتهم مرة ثانيه الى داخل السوبرماركت وأريتهم بعيونهم اللي بياكلها دود مثل هاللي موجود بالجبن ، وأخيراً فهموا !
- اقتنعوا اخيراً وبعد 41 يوم بالموضوع وفهموه.

- تم اعداد محضر وتم سحب المنتج من السوق والاتصال بالموزع، طيب هل هذا يكفي؟ طبعاً لا . لأنهم الى هذا الحد لم يعملوا شيئاً من شأنه ردع التجار الآخرين ، وأركز على مفهوم ردع، لأن المرتكز في أي عقوبه دنيويه ، هو الردع ، وهو يعني انه تتم معاقية شخص ما ليرتدع البقية وإلا لاستمرت المخالفات والجرائم بالحدوث المستمر وبلا نهاية في أي مجتمع.

التشهير باسم المحل التجاري في هذه الحالة هو تنبيه للمجتمع بشكل عام بالحذر من شراء مثل هذه المنتجات ، لكن الأهم في الموضوع كله هو أن يرتدع هذا التاجر ويرتدع جميع التجار بعد الاعلان ، وهنا ، وهنا فقط يكون فيه فائدة للمجتمع .

اذا تم الاعلان ، خسر التاجر الكثير من عملائه ، وخسر عدة مئات الألوف من الريالات باليوم الأول، وعدة ملايين بالشهر الأول ومئات الملايين ..... الين يتعدل وضعه .

وارتدع جميع التجار الآخرين فيزيد حرصهم على رقابة ما يعرضون للبيع ، وتزيد كرامة المستهلك وهيبته أمام التجار لأنه في النهايه المستهلك دافع فلوس ، والتاجر يربح فلوس ، لكن المنتج لازم يكون منتج خالي من أي عيب .

لا يمكن لجميع المستهلكين الذين يقدر عددهم ببضع الملايين ، مراقبة جميع المنتجات اللي يقدر عددها بالمليارات ، وتروح أوقات ثمينه في متابعة مليارات الحالات الفردية . والتبليغ والمتابعة يمكن أن يقوم به البعض ويسقط عن الباقين ، يعني مهوب لازم 1000 شخص يشتكون عن نفس الموضوع ، واحد كافي اذا معه دليل . مهوب زي مثلا رئيس جمعية حماية المستهلك، يقول عندي 250 الف شكوى من مواطنين عن موضوع واحد، طيب وش سويت؟؟؟ واحد فقط معه دليل يكفيك !!!!!

الردع كفيل بأن يقوم بهذه المهمه ، معاقبة التاجر والتشهير به بعد تنبيهه مرة واثنين وثلاث سيكون هو الرادع لبقية التجار للانتباه بأن صحة وحياة المستهلك وعائلته مش بعزقه .

قال تعالى ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) وهو يعني مفهوم الردع ، أي عندما تقتص من الجاني ، تكون هناك حياة مستمرة في المجتمع . وبقاء للنفس وصونها لأنه إذا علم القاتل أنه يقتل توقف عن فعايله ، فكان في ذلك حياة للنفوس . فكم من رجل يريد أن يقتل فيمتنع ، مخافة أن يقتل . وكم من تاجر يستمتع ويكسب من وراء الغش ، فيمتنع مخافة التشهير والعقوبة مثل ما تم فعله بغيره .

عمل وزارة التجارة عمل ناقص وسلبي ولن يمنع الآلاف من المنتجات الفاسدة الموجودة حالياً بالاسواق اذا لم يقوموا بفرض عقوبات وتشهير لردع الباقين، اما انت أخوي عزيز فبيض الله وجهك ورايتك بيضاء عقب ما سويت وكثر الله من أمثالك ، والباقي على الجهات المعنية لأن يقوموا بجزء من عملهم الأساسي .

ورغم طول المدة (42 يوم ) تعتبر طويلة في مدينة مثل تبوك ... ما قمت به أخي عزيز في 41 يوم أفضل من ما قام به رئيس جمعية حماية المستهلك في 3 سنين ، اللي رايح وقته بمراقبة ايرادات الجمعية ، و38 الف راتب شهري (على لسان محاميه) غير مكافآت الاجتماعات والمبالغ المقطوعة الأخرى لصاحب بيانات العسل .

تعلم يالحمد من أخونا عزيز.. تعلّم ؟
تعلّم أبسط مفاهيم حماية المستهلك... تعلّم يا دكتور ... تعلّم يا بليد ... تعلّم .