مشروبات الطاقة.. هل تَطِيرُ بك؟
د. عبدالرحمن يحيى القحطاني
كنت قد غردت في حسابي على تويتر، قبل بضعة أشهر، بعدد من المعلومات التوعوية المتعلقة بأضرار مشروبات الطاقة، وقد رأيت مناسبة جمعها وتلخيصها في هذا المقال للاستفادة منها، وخصوصاً مع كثرة الحديث حول هذا الموضوع مؤخراً.
دعونا نُجِب عن هذه الأسئلة: هل مشروبات الطاقة تعطيك أجنحة؟.. أم كلها حركات؟ أم أنها تصيبك بالضرر وأنت تبتسم؟..
تستهدف مشروبات الطاقة المراهقين والشباب من كلا الجنسين؛ لتأثيرها على النشاط النفسي، وزيادة الأداء، كتحسين المزاج وزيادة الانتباه والوظائف العقلية، وتُعد كمنبه مشابه للدواء في تأثيره. وللإفراط في تناولها تأثيرات صحية متعددة، قد لا يعيها الكثير من متعاطيها.
ففي دراسة أسترالية، أثارت الجدل حولها، شملت عينة من 30 شاباً، وُجد أن تناول علبة واحدة من أحد أنواع تلك المشروبات يؤدي إلى تغيُّر في بعض خصائص الدم بعد ساعة من شربها، تشابه ما لدى المصابين بأمراض القلب الوعائية؛ حيث تجعل الدم أكثر لزوجة؛ ما قد يمثل عاملاً للإصابة بالجلطة.
كما تحتوي تلك المشروبات على مادة الكافيين بتركيز يصل إلى ضِعف الموجود في عبوات مشروبات الكولا الغازية، وهي مادة منبهة للأداء البدني والعقلي، وقد يؤدي الإفراط في تناول تلك المادة إلى العصبية والأرق والغثيان لدى البعض.. ويمر الكافيين عبر المشيمة، ويمكن أن يصل لحليب الأم في ثدييها؛ ولهذا لا يُنصح الحوامل والمرضعات بتناوله.
كما يؤدي تناول كميات كبيرة منها إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وكذلك سرعة خفقان القلب، وزيادة ضغط الدم.
أما بالنسبة لمن يتهور ويقدمها لأطفالها فعليه معرفة نتائج بعض الأبحاث الطبية التي تشير إلى أن تناول الطفل علبة واحدة من هذه المشروبات قد يؤدي لزيادة اليقظة، وفرط التهيج، والعصبية والقلق؛ ولهذا يُمنع تناولها لمن هم أقل من 16 سنة.
ومن أضرار مشروبات الطاقة أنها يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم، وزيادة عدد مرات الاستيقاظ أثناءه، وكذلك تأخير فترة الدخول في النوم، كما يمكن أن تسبب الصداع.. وفي المقابل فهي مدرة للبول؛ ولهذا لا ينصح بتناولها أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، بعكس ما تروج له شركاتها.
كما أنها تحتوي على خليط من المواد والمركبات التي لا يُعرف حتى الآن على وجه التحديد الآثار المترتبة على الإفراط في استهلاكها على المدى القريب أو البعيد، هذا عوضاً عن احتوائها على نسبة عالية من السكر، تقارب الموجودة في المشروبات الغازية الأخرى، ومن ثم احتمالية زيادة الوزن والسمنة.
وأمام كل تلك الأضرار فالمؤسف أنه يتم جذب فئات اليافعين والشباب من كلا الجنسين لتعاطي هذه المشروبات من خلال وسائل دعائية، تبثُّ رسائل ماكرة بأنها مشروبات تعطي الحيوية والنشاط والقوة في جو من الإثارة والمتعة والتشويق، والربط بطريقة خفية ومخادعة بينها وبين زيادة القوة الجنسية!! ويتم ذلك في ظل ضَعف الأنظمة الرقابية الإعلامية على مثل هذه الأساليب الدعائية؛ ما أدى إلى ذلك النوع من الترويج غير المنضبط.
وتكمن الخطورة أيضاً فيما أشارت إليه بعض الدراسات من أن تلك الأساليب الترويجية والتسويقية لخصائص كالنشاط والقوة والحيوية قد تؤدي للجوء إلى الأدوية أو المخدرات لاكتساب مثل تلك السمات، وهذا ما يحصل لدى شبابنا الآن من استخدام بعض أنواع الأدوية المحتوية على نسبة عالية من الكافيين ومزجها مع مشروبات الطاقة.
ويجهل البعض أنه يُكتب على عبوات مشروبات الطاقة التحذير الآتي: يجب عدم تناولها من قِبل مرضى القلب، وارتفاع ضغط الدم، والحوامل والمرضعات، والأطفال أقل من 16 سنة، ومرضى السكر، وأثناء ممارسة الرياضة. وكذلك عبارة "تناول أكثر من عبوتين في اليوم قد يؤدي إلى الإضرار بالصحة".
وقد مُنعت تلك المشروبات في بعض الدول، وغيرها يُحصَر بيعها في الصيدليات فقط.
والخلاصة أن هذه المشروبات ذات آثار سلبية على الصحة؛ والأفضل تجنبها نهائياً.
فهل وعينا الضرر؟
المصدر