السببان الأول والثاني للوفاة في العالم.. كم تبعُد عنهما؟!!


د. عبدالرحمن يحيى القحطاني


قد يتبادر للكثير أن الأمراض المعدية تأتي في صدارة مسببات الوفيات في العالم، إلا أن الحقيقة المقلقة والمحزنة - في الوقت ذاته - أن معظم مسببات الوفيات في العالم تحدث نتيجة الأمراض غير المعدية الناجمة عن سلوكيات غير صحية، ويسعى الكثير إلى إلقاء نفسه في أحضانها بإرادته وإصراره!!

نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً إحصائية لأهم عشر مسببات للوفيات في العالم، وأتت أمراض تروية القلب، التي من أهمها النوبة القلبية، في صدارة القائمة؛ إذ تفتك بسبعة ملايين شخص سنوياً في العالم، في حين جاءت السكتة الدماغية في المرتبة الثانية؛ إذ تودي بحياة 6.2 مليون شخص سنوياً.

والسؤال هنا: كم تَبْعُد عن الوقوع في شَرَكِ هذين المرضين؟ الإجابة المؤلمة أن شريحة كبيرة من المجتمع على بُعد قاب قوسين أو أدنى منهما، إن لم يكن منغمساً فيهما!!

فالسمنة التي تُعد أحد أهم عوامل خطورة الإصابة بهذين المرضين تنتشر بمعدل واحد لكل ثلاثة بالغين تقريباً في مجتمعنا، أما ارتفاع الكولسترول والدهون فبمعدل واحد من كل خمسة بالغين تقريباً.

كما يُعد ضَعف تناول الخضار والفواكه من عوامل خطورة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وتصل نسبة ذلك إلى أكثر من 80 % من المجتمع السعودي، ناهيك عن ارتفاع ضغط الدم الذي يُعد من المسببات الرئيسة للعديد من أمراض القلب الوعائية والسكتات؛ إذ يصيب ربع البالغين من المجتمع السعودي.

أضف لذلك أن الخمول البدني، الذي يفتح لك الباب على مصراعيه للدخول في نادي الأمراض المزمنة، ينتشر في مجتمعنا بشكل مخيف، يصل إلى 80 %، بناء على تقديرات منظمة الصحة العالمية.

هذا عدا التدخين وداء السكري الذي يؤدي إهماله إلى الإصابة بتلك الأمراض نتيجة تأثيره على تروية الشرايين والأعصاب.

وفي المقابل، فالحل ميسَّرٌ بين أيدينا لإبعاد أنفسنا عن شبح تلك الأمراض ومضاعفاتها والوفيات الناجمة عنها، ويكمن في التقيد بالقواعد الذهبية الست لتعزيز الصحة!!

القاعدة الأول تشمل الحد بشكل كبير من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والسكريات. أما الثانية فالإكثار من تناول الخضار والفواكه بمعدل خمس حصص يومياً عوضاً عن الأطعمة الغنية بالألياف.

والثالثة ممارسة النشاط البدني لمدة ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً للبالغين، وساعة كاملة يومياً للأطفال.

أما القاعدة الرابعة فالامتناع عن تعاطي التبغ بأشكاله كافة، والخامسة إجراء الفحوصات الدورية للاكتشاف المبكر للأمراض.

كما يجب علينا ألا ننسى القاعدة الذهبية السادسة، التي تتضمن تعزيز الصحة النفسية، والقدرة على التعايش مع الضغوط الحياتية، التي يكمن جزءٌ كبيرٌ منها في الإيمان بالقضاء والقدر، والاطمئنان بذكر الله، والخشوع في أداء الصلوات والعبادات.

دمتم بصحة ومعافاة.

http://sabq.org/Lm1aCd