03-04-2013, 10:18 AM
|
#1
|
الإدارة
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
|
مقالات .. يوميات متقاعد سعودي وأمريكي >> م. طلال القشقري
يوميات متقاعد سعودي وأمريكي
م. طلال القشقري
الأربعاء 03/04/2013
كيف يقضي المتقاعد السعودي والمتقاعد الأمريكي يومهما الطويل؟!
في الغالب، يقضيانه على النحو التالي:
في السابعة صباحا، يُوصّل السعودي أبناءه للمدارس، وربّما أحفاده كذلك، وسط فوضى مرورية، بينما يتريّض الأمريكي في ضاحية جميلة، أو في حديقة تفتح النفس، دون حمْل همّ توصيل أبنائه، إذ يمشون لمدارسهم القريبة، أو تنقلهم إليها حافلات نموذجية!.
في الثامنة صباحاً، يعود السعودي لبيته وأعصابه منهارة من كثرة ما تخاصم مع سائقي السيارات، بينما يستمتع الأمريكي بعد الرياضة بحمّام دافئ وإفطار شهي!.
في التاسعة صباحاً يُصاب السعودي بالإعياء، فيستشفع لنفسه لدى الناس المهمّين لعمل تحاليل طبية شاملة في مستشفى حكومي، لأنه لا يملك تأميناً طبياً، ولأنه لا يُطيق تكلفة المستشفيات الخاصة، بينما يعمل الأمريكي تحاليله في مستشفى متخصّص، مستخدماً بطاقة تأمينه التي تغطّي كافة الأمراض من الزُكام إلى السرطان!.
في العاشرة صباحاً تظهر نتائج التحاليل:
السعودي: سكّر وضغط وقلق نفسي!.
الأمريكي: الصحّة بُمْب!.
في الـ ١١ صباحاً يراجع السعودي الأمانة، فتبلغه بتأخر إعلان منحة أرضه بعد انتظار دام سنوات، ويراجع الصندوق العقاري، فيبلغه بعدم إقرار قرض البناء بعد انتظار دام سنوات، ويراجع بنكه، فيعتذر له عن منحه قرضاً لأنه متقاعد، رِجْل في الدنيا ورِجْل في الآخرة، فيقبع في شقته المستأجرة تحت هوى مالكها، يرفع تكلفة الإيجار وقتما يشاء، بينما الأمريكي قد اشترى منزلاً منذ سنوات بتقسيط مريح، كما اشترى كوخاً ريفياً يسترخي فيه، وقارباً نهرياً يصطاد سمك السلمون به، وعربة فان فيها غرفة نوم وصالون وحمّام، تجوب به طول البلاد وعرضها للترفيه، من ألاسكا شمالاً إلى نيو مكسيكو جنوباً!.
في الـ ١٢ ظهراً تنهار أعصاب السعودي مرة أخرى بسبب توصيلات المدارس، بينما يلعب الأمريكي القولف والبيسبول مع أصدقائه، ويحتسون القهوة الأمريكية الطازجة!.
في الـ ١ ظهراً، يشعر السعودي بالاكتئاب فيُخطّط للسفر للطائف أو لأبها للسياحة وتغيير الجو، فلا يجد حجزاً على خطوط الطيران، ويكتشف أنّ الفنادق فيها أغلى من فنادق ماليزيا وشرم الشيخ، فيلغي خططه ويقبع في بيته، بينما الأمريكي يلتحق بمجموعة سياحية ستسافر لفرنسا وإسبانيا بتكلفة ولا أرخص للمتقاعدين!.
في الثانية ظهراً يكتشف السعودي أنّ راتبه التقاعدي قد أوقفته مؤسسة التقاعد لتحديث بياناته، فتتعطل مصالحه، ويقترض من أصدقائه حتى تتفضّل عليه المؤسسة بإعادة راتبه، بينما الأمريكي قد استلم راتبه كلّه باسم المُواطَنة والقانون!.
في الثالثة ظهراً، يقرّر السعودي أن يبحث عن وظيفة تعينه على تكاليف الحياة، ولو كحارس أمن براتب ١٥٠٠ ريال، بينما الأمريكي يقول: لماذا أبحث عن وظيفة؟ لديّ ما يوفّر لي حياة كريمة بأنظمة تقاعدي، لقد بدأت حياتي الحقيقية بعد التقاعد، وسأستمتع بها إلى آخر لحظة!.
دعوني هنا أنهي المقال، ولا داعي لذكر باقي ساعات اليوم، حفاظاً على مشاعر إخواني المتقاعدين!.
أعانهم الله، فهم أحوج الناس لأنظمة جديدة تُحسّن معيشتهم، فالأنظمة الحالية لم تعد صالحة، لا في المظهر ولا في الجوهر!.
http://www.al-madina.com/node/444217/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A.html
|
|
|
|
|
|
|