إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2012, 08:36 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي تملك البيوت.. أرامكو مثلاً

تملك البيوت.. أرامكو مثلاً



علي الخبتي
2012-05-18 1:58 AM

يقول المثل الشائع "لا تطعمني بل علمني كيف أصطاد"، ولهذا أظن أن الذي أخر موضوع زيادة تملك السعوديين للمنازل هو المحاولات التي تقوم بها الجهات المعنية لإسكان المواطنين، البلديات لمنح الأرضي وبنك التنمية العقاري لمنح القروض وأخيرا وزارة الإسكان، محاولات تلك الجهات لصنع الطعام ووضعه في فم الجائع.. وهذه فكرة ممتازة لكنها صعبة المنال.. لأنها كمن يريد أن يأكل بلقمة كبيرة فغص بها ومات.. ولهذا تأتي تلك المحاولات إما مبتورة أو متأخرة أو قد لا تأتي.

في مجتمعنا أكثر ما يوجد به هو المساحات والأراضي وأغلى ما يوجد به هو المساحات والأراضي وهذه سخرية Irony لا يمكن فهمها.. هذا أولاً. وثانياً: يوجد زوج وزوجة مجموع راتبيهما بين 20 ألف ريال و30 ألفا، ولا يوجد نظام يمكنهما من اجتزاء ثلثه ويمتلكون بموجبه بيتا.. لا تقل لي قروض البنوك فأمرها معروف للجميع، ولا تقل مطوري العقارات الذي يبيعون الـ "دبلكس" ذا الـ300 متر بضعفي قيمته .. هذه ممارسات فيها ما يسمى "عقود الإذعان" التي تمتص دماء المستهلكين.. ثم إننا نسأل لماذا نصر على التمسك بنظام محدد لم يقم بحل الإشكال لسنوات طويلة.. خذ مثلاً بنك التنمية العقاري منذ السبعينيات الميلادية ونظامه جامد، وكأن الذين يعملون فيه بدون حراك.. لكن المهم ليس البحث في الماضي لأنه لا طائل منه ودعونا نركز على المستقبل، ونسأل: لماذا تأخر صدور نظام "الرهن العقاري"؟ ولماذا لا يوجد نظام يمكن الموظف من استقطاع جزء من راتبه وتمليكه منزلا؟ وأقول لكم لماذا لا نأخذ نظام أرامكو لتملك البيوت ونطبقه؟ لماذا لا نجرب؟ لا أقول بإلغاء بنك التنمية العقاري وإلغاء وزارة الإسكان ونظام الإقراض في البنوك بل أقترح إيقافها، وتطبيق نظام أرامكو لتملك البيوت كتجربة لمدة خمس سنوات.. وأرامكو شركة سعودية مرموقة ومعروفة بانضباطها ودقة أدائها وكبر حجم ونوعية ونجاح المشروعات التي تقوم بها في مجالات عديدة.. وللدولة تجارب إيجابية في الاستعانة بها خارج مجال عملها الأساسي.. فتم تكليفها بتأسيس جامعة الملك عبدالله للتقنية في ثول بجدة.. وتمت الاستعانة بها في كارثة سيول جدة، وما الذي يمنع الاستعانة بها في تجربة لها فيها باع طويل لعقود طويلة ونجحت نجاحاً باهراً في ذلك؟

أرامكو تقوم بعمل نوعي في برنامج "تملك البيوت" التي قرأنا عنه ونحن صغار في المرحلة الابتدائية.. أذكر أنه قيل لنا إن هناك فيلما سينمائيا في ساحة كانت معروفة في المدينة التي كنت بها آنذاك.. وكان لدى أرامكو برنامج زيارات لكافة مدن وقرى المملكة قبل عقود.. وكانت تعرض أفلاما عن اكتشاف الزيت وعن الملك عبدالعزيز وجهاده في توحيد المملكة ووزعت علينا ونحن صغار كتبا ومنشورات كان ضمنها كتاب اسمه "برنامج تملك البيوت" أخضر اللون أنيق فيه مهنية عالية في الإعداد.

في هذا البرنامج فكر متقدم. أرامكو تعمل عقوداً للتطوير الأراضي التي تشتريها فيما يخص البنى التحتية والخدمات، وتضع مجموعة من التصاميم والخيارات بجودة عالية لبناء فيلات مميزة تلبي احتياجات الموظف وضمن البيئة السعودية، وبهذا تضمن السكن لجميع موظفيها، ليس في السكن فقط، ولكن في كل مشروع نوعي هام المفترض ألا يتم البدء في اختراع العجلة، فالعجلة مخترعة وموجودة والمفروض البدء من حيث انتهى الآخرون، لأننا بتوجهنا في اختراع عجلة جديدة سنمر بمحطات سلبية كثيرة توقف تقدمنا وتؤخر مشروعاتنا وتطيل معاناتنا.. هناك خبراء يعرفون هذه المحطات ويمكنوننا من تفاديها.. ولهذا يجب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. وزارة الإسكان جديدة وليس لها تجارب، وتعتمد على تجريب خطط تبدو نظرياً فاعلة، وقد تصطدم في التطبيق بمعوقات كبيرة، وهناك مسلمة يجب الأخذ بها وهي إذا أردت التميز فيجب أن تعمل مع المتميزين، قد يقول قائل إن أرامكو توفر السكن لآلاف من الموظفين لكننا نتكلم عن توفير الإسكان لقارة كاملة هي السعودية، وهذه مقولة ليست صحيحة، حتى الذين يقولون إنه يجب عدم مقارنة بلادنا أو مجتمعنا ببلاد متقدمة أخرى أو بمجتمع متقدم آخر، أرى أنها مقولة ليست صحيحة.. صحيح أنه لا يمكن أن نأخذ نظاماً أو مشروعاً أو برنامجاً ناجحاً من مكان ونطبقه بحذافيره في مكان آخر، لكن الأمر فيه تفصيل. فالخبراء يقولون إنه عند النظر إلى أي برنامج ناجح أو مشروع فاعل أو نظام ثبت نجاحه في دولة ما أو شركة ما فإنه يمكن تنفيذ ذلك البرنامج أو المشروع أو النظام في مكان آخر بحيث يمكن تقسيمه إلى أجزاء.. جزء يمكن تطبيقه بالكامل لتطابقه مع الظروف والبيئة الجديدة التي يراد له أن يعمل فيها.. وجزء يمكن تطبيقه مع بعض التعديلات.. وجزء ثالث يتم حذفه لأنه لا يتطابق مع البيئة الجديدة. والذين يتحدثون عن تجارب ناجحة في الغرب مثلاً وتم تطبيقها في الشرق وفشلت هي التجارب التي تؤخذ برمتها Verbatim حرفياً ووضعها في البيئة الجديدة.. ولهذا تفشل فشلاً ذريعاً.. وأذكر أنني قرأت في كتاب قديم للدكتور محمود سفر اسمه "التنمية قضية" عن وفد إندونيسي ذهب إلى ألمانيا وأعجب بنظامها المالي وأراد أن يطبقه بحذافيره في إندونيسيا واستدعوا فريق عمل كبيرا ألمانيا متخصصا صرف وقتا طويلاً ومالاً كثيراً، وعاد يجر أذيال الخيبة والفشل.. هذا بسبب أخذ النظام كما هو وتطبيقه.. ومن هنا تأتي مقولة إنه لا يمكن التقليد.

خلاصة القول أن الإسكان لدينا في المملكة مشكلة مؤرقة ومستمرة لفترة طويلة، ولا يبدو أن لدى وزارة الإسكان ولا بنك التنمية العقاري حلا في الأفق، لهذا أرى أن نستعين بنظام أرامكو لتملك البيوت، ويمكن دراسته وإجراء التعديلات عليه لأننا نظن أنه بحكم وجوده لفترة طويلة في شركة عريقة قد يساعد الوزارة وبنك التنمية العقاري على تجاوز مشكلة الإسكان المزمنة في بلادنا.

http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=10923
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM.