اعترافات تركي السديري
نعم لقد أخطأت في تصوري وتعبيري
تركي عبدالله السديري
ليس هناك أصعب من أن تدرك شخصياً حجم خطئك.. مناقشات الزملاء.. ردود كُتّاب وقراء عبر موقع «الرياض» وعبر العربية نت جعلتني أشعر فعلاً أن خبرة ما يزيد عن الثلاثين عاماً قد تضاءلت فيما لا يزيد عن ثلاثة أشهر، فما كتبته عن لبنان في عدد يوم الثلاثاء الماضي بالتصورات الخاطئة التي تضمنها المقال لو وردت في مقال كاتب آخر وطلب مني أن أجيزه للنشر في «الرياض» لكان المنطق يقضي بأن أرفض نشره فكيف يأتي هذا الخلل الكبير في الرؤية للوضع اللبناني من قبلي..
هذه حقيقة يدركها جميع الزملاء وهي الدافع الأول الذي جعل بعضهم من خارج تحرير «الرياض» يتصل بي مستغرباً ما تم نشره بتوقيعي..
ولعل الأكثر إيضاحاً ما ذكرته في إجاباتي على موقع العربية نت وأيضاً بعض المعلقين الذين خطأوا آرائي البعيدة جداً عن الواقعية..
ألسنا نعيش في عالم عربي كثير النزاعات والمخاطر..؟ إذاً لماذا لا نحاول أن نُعين أي دولة أو مجتمع على بناء وحدته من داخله..
نعم بناء المجتمعات لوجودها الاقتصادي والسياسي هو الأكثر ضماناً لها للحصول على الاستقرار والتوجه نحو تعزيز الوحدة والتضامن، هذا ما كان يجب أن أقوله بحق لبنان، خصوصاً وأنه على وشك إنجاز إعلان حكومته الجديدة..
إن التفاهم المحلي بين كل الفئات هو المطلب الأول والأخير لأي شعب يسعى للابتعاد عن مواقع الاختلاف.. ولعل لبنان الأكثر احتياجاً لذلك، فهو بلد يملك من القدرات الشيء الكثير ولكي تؤدي هذه القدرات دورها في بناء الداخل يجب أن يسود التفاهم كل الواقع اللبناني.. وهو قادر على ذلك بإمكاناته ومواهب مواطنيه التي أعطته بروزاً معروفاً في العديد من خصوصياته..
ولكي تعطي هذه الخصوصيات لمواطنه ما يحتاجه من استقرار فلا بد من أن يفعَّل ذلك التفاهم المحلي بين الجميع..
ليس من الخطأ اعترافي بالخطأ متى وجد، بل من الفضيلة أن أفعل ذلك وأنا قد مارست خطأ في التصور وفي التعبير فكان لا بد من الاعتذار والتصحيح.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سجلكم حافل بالأخطاء ياصحافة الأهواء
|