هب أنك موظفٌ حكومي مسؤول عن حل المشكلات التي تحولُ دون الرقي بمستوى الخدمات التي تقدمها مؤسستك؛ وليس مهماً أن تكون بدرجة وزيرأو رئيس قسم؛ المهم أن تكون لديك القدرة على صُنع الحلول.. فكيف ستتصرف فيما لو واجهتك مشكلات (افتراضية) مثل:
1- (مشكلة التعليم الجامعي) إذا تبين لك أنه غير قادر على تخريج مهندس سعودي واحد يستطيع تصريفَ مياهِ يومٍ ماطرٍ، للمحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم؟.
2- (مشكلة الحَفْر المتكرر في الشوارع العامة) إذا اتضح لك أن ثمة مصلحة في حَفرها ثم ردمها، ثم حفرها ثانية وثالثة وعاشرة ومئة، مع الإبقاء على الشوارع معطوبة، والمشاريع غير مُنجزة؟.
3- (مشكلة استئجار المباني المتهالكة) لاستخدامها كمدارس للأطفال، أو مقار للمحاكم الشرعية، أو مراكز للشرطة، أو غيرها.. وكيف ستتصرف إذا علمت أن ثمة مصلحة في بقائها مستأجرة مدى الحياة؟.
4- (مشكلة تأخر المحاكم في منح الناس صكوكا لأراضيهم) قبل أن يرث الله الأرض ومن عليها؟.
5- (مشكلة توزيع مِنَح الأراضي على الوجهاء وأطفالهم الرّضع) بدلاً من توزيعها على المستحقين الذين لا يملكون نصف متر مربع على الكرة الأرضية؟.
6- (مشكلة عدم وضوح أي عنوان لأي مواطن أو مقيم أو هارب) على الرغم من ملايين الريالات التي أنفقت من أجل ذلك؟.
هذه مجرد افتراضات يمكنك افتراض غيرها، ووضع الحلول لها إن شئت؛ أما إنْ كنت غير قادر، فإنني أقترح عليك أن تُصَرّح للإعلام بأن كل شيء في مؤسستك الحكومية تمام التمام؛ لتضمن بقاءك في مكتبك الفسيح الذي تفوح منه رائحة القهوة العربية، ونكهة الشاي بألوانه الحمراء والخضراء والصفراء، ما لم يقم بزيارتك موظف جديد مسمى وظيفته (مكافح فساد).
بالمناسبة: في البلدان المتقدمة نلاحظ أن مكتب المدير هو أصغر مكتب في المنشأة، وكلما كبُرَت مسؤوليات المدير صَغُرَ مكتبه... هناك يخشى المديرُ المواطنَ أن يحاسبه ويطلب إقالته، وهنا يخشى المواطنُ المديرَ أن يعاقبه ويعطل مصالحه.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleID=5188