بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد..
فمنذ مايقارب 25 سنة (ربع قرن) وأنا أشاهد وأسمع لصوصآ ومفسدين وطغاة وجشعين
ومنافقين يحومون حولنا ويجالسوننا وندخل عليهم ونخرج منهم ونحتاج لهم بعد الله في
قضاء حاجاتنا ولوازمنا وأغلبهم (مع أسف شديد) من أبناء البلد و(أصليين) والبقية من
وافدين لم يسمعوا بدين ولا ملة ولا مبدأ ولم يتربوا عليه، همهم هو كسب المال بأي طريقة مشروعة أو غير مشروعة، لايبالون بحلال ولاحرام يرابون ويغبنون ويطففون ويرفعون
ويخفضون ويمنعون ويقررون بلا خوف من الله ولا رادع من دين أو مبدأ أو ضمير، يعضون
أياد مدت لهم واحتوتهم وقبلت بهم (بفضائحهم ونتانتهم) لايرقبون في مؤمن الآ ولاذمة،
وأنا أتجرع المرارة تلو المرارة والحسرة تتبعها حسرات على ماوصل اليه الحال في بلدي
التي فيها قبلة المسلمين وشعارها " لااله الا الله محمد رسول الله " تحب المساكين وترحم
الضعفاء وتؤوي من لايجد مأوى وتنصف المظلوم وتردع الظالم وتقطع يد السارق.
أصبحنا نشاهد الرشوة جهارآ نهارآ، بل ولا تستطيع أن تأخذ حقك الا برشوة من بيده الأمر
ومن حوله (ولاحول ولاقوة الا بالله) وأصبحت الرشاوى نظامآ متعارفآ عليه عند الكثير.
أمسينا نشاهد ونسمع أهلنا واخوتنا وأصحابنا يأكلون الربا ولايبالون، اما بطريقة بطاقات
الإئتمان أو بقروض ربوية أو في سوق الربا والحرام (الأسهم) ! أو غيره من طرق الحرام.
صحونا على جشع لم يسبق له مثيل (حيث أنه يصدر ممن يفترض أنه مسلم) من تجارنا
المغفلين والمهووسين بالدنيا وزخرفها ممن يمشون على درب وخطا اليهود والنصارى
حذو القذة بالقذة غير مبالين بأرملة أو يتيم ولا ضعيف أو مسكين، ولافقير أو معدم !
يرفعون الأسعار بلمح البصر بحجج واهية كتأثرهم بالخارج، وعندما يسقط الخارج وأسعاره
على مشهد ومرأى الخليقة وهو حجتهم، نجدهم أبطأ من السلحفاة بل أبطأ من الحرباة في خفضها بحجج
أقذر وأفنع ! يكذبون ويدلسون ويلفقون الحجج ولا يشبعون من الكسب الحرام.
وأنا (صاحبكم في بداية الموضوع) ومن ضعف في ايماني عسى الله أن يتغمدني برحمته والمسلمين أجمعين، أقول متى نصر الله ؟! متى يعود الحلال حلالآ والحرام حرامآ ؟!!
متى ينتقم الله من أهل الربا والجشع والظلم والظلمات ؟!! (أستغفرك ربي وأتوب اليك).
حتى جاء نصر الله ووعده الحق لإعادة الناس الى جادة الحق وتأديب اللصوص والمرتزقة
ممن عاثوا في بلادي فسادآ وافسادآ من تجار مواد غذائية ووكلاء سيارات محتكرين لها
وأصحاب العقار المجرمين الذين يبيعون ترابآ وغبارآ بسعر الذهب والياقوت حتى يئس
(الا من رحمة الله) كل من ضربت جذوره في هذه الأرض من مواطنيها وأهلها، عن الحصول
على قطعة أرض يبنيها ليؤوي أهله ويسترهم ويرحمهم من جشع ملاك العقار المؤجرين
الذين أغلبهم أعمى بصر وبصيرة (زادهم الله عمى) ممن لايفهم قول رسولنا الكريم عليه
أفضل الصلاة وأتم التسليم ((رحم الله عبدآ سمحآ اذا باع، سمحآ اذا اشترى، سمحآ اذا
اقتضى)) الحديث.
علمنا ربنا جل وعلا وأخبرنا حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه، أنه لن يفلح عبد محتكر لبضاعة
أو مرابٍ أو مختلس أو سارق أو محتال أو راشٍ أو مرتشٍ أو كاذب أو ظالم أو باغٍ أو مزور
أو آكل للحرام، فهل فهم من يتصف بتلك الصفات أو ممارس لها رسالة رب العالمين في
مايحدث بكرتنا الأرضية، أم يحتاجون لخسف بأسفل سافلين حتى يفيقوا من سكراتهم وغيهم
وأهوائهم وجشعهم وظلمهم لأنفسهم قبل ظلم غيرهم ؟!!
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات حمدآ كثيرآ كثيرآ كما يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه،
وصلاة ربي وسلامه على أفضل وخير خلقه أجمعين حبيبنا وقدوتنا ومعلمنا وشفيعنا محمد
ابن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان الا على الظالمين.
وعلى الباغي تدور الدوائر
26-12-2008, 02:34 AM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
العرض الشجري