أضعف الإيمان - الاستثمار المغشوش
الإثنين, 02 أغسطس 2010
داود الشريان
أصدرت الهيئة السعودية العامة للاستثمار بياناً إنشائياً، حفل بأرقام وهمية، للرد على الحملة الصحافية التي يتبناها عدد كبير من الكتّاب السعوديين ضد سياستها الاستثمارية، والتي أصبحت محلّ شكّ وجدل كبيرين في أوساط رجال الأعمال وبين المواطنين. ومن أغرب ما جاء في بيان الهيئة، أن الاستثمارات الأجنبية الداخلة إلى المملكة فتحت الفرصة أمام الشركات والمؤسسات السعودية لاكتساب خبرات متنوعة والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال الأعمال والخبرات الفنية، وخلقت فرصاً أمام المقاولين السعوديين، وزادت من حجم المشتريات المحلية. وبعد سرد هذه الفوائد قال البيان إن «الهيئة قامت بإيقاف التراخيص للمقيمين بالمملكة وعدم إصدار تراخيص إلا بعد التأكد من الملاءة المالية للمستثمر الأجنبي وطلب موازنات لأخر ثلاث سنوات للمشاريع التي يمتلكها في بلده، وغيرها من الإجراءات لمعالجة أية ثغرات قد تحدث».
إما إن الهيئة تزيف قضية الفوائد التي جلبتها الاستثمارات الاجنبية، وتبالغ في وصفها، أو إنها غير صادقة في قضية وقف التراخيص للمقيمين الذين كانوا يعملون كموظفين عند شركات سعودية، أو يعيشون في البلد بنظام التستر. والأرجح أن الهيئة غير صادقة في الحالين. فكيف يستطيع فرد لا يملك الحد الأدنى من الخبرة نقل الخبرات المتنوعة، وكيف تدعي الهيئة ايقاف الترخيص للمقيمين، وقصر الرخص على من يحقق الشروط، على رغم أن السوق ليس فيها سوى تلك النوعية التي تدعي الهيئة انها اوقفت حصولهم على الرخص، ما هذا التناقض؟
الأكيد أن الهيئة العامة للاستثمار تعمل بلا رقابة، وهي تصدر تقارير تضجّ بالدعاية والتفخيم، وتحمل أرقاماً على طريقة البيع بالجملة. ونحن نريد من الهيئة أن تفصّل لنا هذه الأرقام بالأسماء والجنسيات، نريد أسماء الشركات التي تستثمر في مجالات الصناعة، والمقاولات، وما تسميه القطاع التجاري والأنشطة الأخرى، وما هو المقصود بالأنشطة الأخرى، وكم عدد المستثمرين فيها، ومن هم وما هي جنسياتهم. لا نريد نسباً مثلما فعلت في بيانها الأخير. نحتاج الى قوائم محددة بالاسم وحجم الاستثمار وجنسية المستثمر وخبراته، فضلاً عن أننا نريد أسماء كبار المسؤولين في هيئة الاستثمار، واسماء وظائفهم، وهل هناك اقارب من عائلة واحدة يعملون في الهيئة، واذا كان هذا صحيحاً، كيف أجازت الهيئة لأفراد من عائلة واحدة العمل في مؤسسة تدير ألوف الملايين. نحن بانتظار اجابة من دون دعاية، وأرقام وهمية.
http://international.daralhayat.com/...article/168312