الخضيري : حتى لا نخدع أنفسنا

**جمرة غضا** · 09-03-2012, 08:50 AM

عين المستهلك

حتى لا نخدع أنفسنا

عبدالعزيز الخضيري

يجب أن نتفق أولا على أن المستهلك لدينا هو الحلقة الأضعف، وهو الأكثر إهمالا في المنظومة الاقتصادية، بالرغم من أنه العنصر الأهم من المعادلة الثلاثية التي تتشكل من
(التاجر والمستهلك والأجهزة الحكومية المسؤولة عن جودة السلع أو الخدمة)، فضلا عن أن المستهلك هو حجر الزاوية الرئيس في خلق الطلب في الأسواق، وهو العامل الرئيسي المحرك للاقتصاد.
ولكن في ظل تعدد الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمستهلك والمسؤولة عن حمايته بشكل مباشر أو غير مباشر، وازدواجية وتداخل صلاحياتها، وفي ظل ضعف تنظيم جمعية حماية المستهلك التي لا يخولها بالقيام بدورها في حمايته، وجد المستهلك نفسه يدور في متاهات عديدة ومحبطة، من أهمها عدم معرفته بمرجعيته التي يلجأ إليها بشكواه في حال تعرضه لضرر أو تلاعب أو غش أو تضليل من أجل استرداد حقه.
ومن أجل حل جذري لإيجاد حماية حقيقية للمستهلك، وإيجاد مرجعية واضحة له، لابد من إنشاء جهة حكومية مختصة به (هيئة وطنية) لها جميع الصلاحيات والاختصاصات من تسنين الأنظمة الخاصة بحمايته من إشراف ورقابة ولوائح وعقوبات ويعود إليها كل ما يخص المستهلك من قريب أو بعيد، يساندها في ذلك جمعيات أهلية للمستهلك في كل منطقة من مناطق المملكة ترفع لها تقارير وشكاوى وملاحظات المستهلكين، بدلا من الجمعية اليتيمة الحالية التي لا حول لها ولا قوة في بلد بحجم قارة بأكملها في ظل ضعف قدراتها وانخفاض مؤشر الثقة بها من قبل المستهلكين.
إن وضع حماية المستهلك لدينا حاليا لا يسر عدوا ولا صديقا، باستثناء زمرة من التّجار المستفيدين من غياب الأنظمة وتطبيقها التي ساهمت في زيادة (جلد المستهلك).
http://www.alsharq.net.sa/2012/03/09/156942