كشفت دراسة أجراها باحث سعودي، أن غالبية العصائر والأشربة في السوق المحلية السعودية، هي في الأصل عصائر مركزة أو مساحيق يعاد تكوينها في المصانع المحلية إلى ما يشبه طبيعتها الأصلية من خلال، إضافة الماء بنسب محددة حتى تكون مطابقة للعصير الأصلي، مما ينعكس سلبا على صحة المستهلك على المدى البعيد خاصة عند الأطفال من جراء استخدام المواد الملونة الصناعية والتي يرمز لها برموز لا يفهم مغزاها إلا القليل من المستهلكين.

ومما آثار حفيظة الدكتور إبراهيم الرقيعي أستاذ بحث الغذاء والتغذية المساعد في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، (منفذ الدراسة)، الغش الذي يمارسه منتجو العصائر على حد تعبيره، في ذكرهم على العبوات عبارة «خال من المواد الحافظة أو المواد المضافة»، وهي في الأساس مذكورة في المكونات (ingredients).
وذكر الرقيعي خلال الدراسة «أن السعودية بشكل عام بلد غير زراعي وبالأخص غير منتج للفواكه، وبالرغم من ذلك فإن الفواكه المنتجة محلياً كمياتها قليلة ومحدودة وتباع طازجة ومن غير المجدي اقتصاديا تداولها كعصائر»، السبب الذي على اثره خلصت الدراسة، بأن كل العصائر والأشربة هي في الأصل عصائر مركزة أو مساحيق يعاد تكوينها في المصانع المحلية إلى ما يشبه طبيعتها الأصلية من خلال إضافة الماء بنسب محددة حتى تكون مطابقة للعصير الأصلي.
وأشار إلى أن منتجي هذه العصائر يسعون للربحية والمنافسة في السوق المحلي من خلال، إضافة كمية أكبر من الماء وبالتالي كمية أكبر من السكر وإضافة الملونات الصناعية وفي حالات نادرة بعض الملونات الطبيعية، معتبرا أن المشكلة حيال منتج من هذا النوع ليست فقط في أن المستهلك سيدفع أثماناً مرتفعة مقابل مكونات رخيصة الثمن كالماء والسكر، بل هي أيضاً في دفع مبالغ شراء منتج يمكن أن يكون مصدر خطر على صحة المستهلك.
ويبرز الباحث السعودي الفرق ما بين الأشربة الطبيعية والأشربة الصناعية والعصائر الطبيعية، فيقول «ان شراب الفاكهة الطبيعي هو عصير فاكهة مضاف إليه احدى مواد التحلية المسموح بها وأحد الأحماض العضوية المرخص لها والمعامل بإحدى طرق الحفظ على أن لا تقل نسبة المواد الصلبة الكلية الذائبة عن 55 في المائة، أما الشراب الصناعي، وهو الأكثر انتشارا بالأسواق المحلية وأقلها ثمناً، فهو عبارة عن محلول سكري رائق مضافة إليه مواد مُكسبة للطعم والرائحة واللون بشرط أن تكون هذه المواد من المركبات المسموح بها».
أما في ما يخص عصائر الفاكهة الطبيعية فهي ـ بحسب الرقيعي ـ تمتاز بارتفاع أثمانها مقارنة بما سبق من الأصناف، وهي عبارة عن عصير الفاكهة الناضجة دون أن يضاف إليه أية إضافات أخرى، أو ناتج من تعديل قوام العصير الطبيعي بإضافة محلول سكري بحيث لا تقل نسبة العصير الطبيعي في المنتج النهائي عن 50 في المائة، معتبرا هذا النوع من العصائر الأفضل، لاحتوائه على المواد الطبيعية من البروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف الضرورية والمفيدة لجسم الإنسان.
واعتبرت الدراسة أن تنافس مصنعي الأغذية في تنويع منتجاتهم، سيصب في النهاية في مصلحة المستهلك لأن البقاء والرواج سيكونان للمنتج الأفضل من حيث الجودة والسعر، كما حصرت الدراسة الأضرار التي قد تخلفها بعض هذه الأشربة، حيث بعضها مضر بمرضى السكري ومتبعيّ الحمية الغذائية بقصد تخفيف الوزن، كون المحتوى الرئيسي فيها بعد الماء هو السكر، إضافة إلى الألوان والمواد المنكهة أو حتى الحافظة التي يمكن أن تكون مضرة بصحة المستهلك خاصة لدى الأطفال على المدى البعيد.
وشدد الباحث على ضرورة ذكر الاسم العلمي أو الرمز العلمي للمادة المضافة، حيث ان هناك فئة من المستهلكين لديهم حساسية من بعض المواد المضافة، أما من ناحية ذكر نسبة هذه المواد المضافة فهي عادة ما تكون ضئيلة جداً وليس بالضرورة ذكر نسبتها بقدر ما هو مهم ذكر اسم المادة المضافة، فالمواد المضافة أو المضافات الغذائية بحسب ما ذكر هي أهم المواد المثيرة للجدل من خلال التخوف من تأثيرها على صحة المستهلك. ولم تخف الدراسة ضرورة وجود بعض المضافات، بيد أنها حذرت من البعض الآخر الذي قد يلحق بصحة المستهلك أضرارا متفاوتة، معتبرة أن عبارة «بدون إضافات أو مواد حافظة»، مجانبة للحقيقة، بل هي نوع من أنواع الغش والتدليس في حق المستهلك بحسب ما توصلت إليه الدراسة، مشددة على ضرورة أن يحاسب القانون على هذا التحايل الذي يستغل جهل المستهلك بفحوى العبارة.