الحرب ضد «المخل بالآداب»
لندن: «الشرق الأوسط»
في سبعينات القرن العشرين، انتشرت المجلات والأفلام الإناحية نتيجة الثورة الجنسية في الغرب, وفي الثمانينات مع اختراع الفيديو زادت هذه التجارة بصورة كبيرة، ومع بداية التسعينات ظهرت آلاف من المواقع الإباحية علي الإنترنت وبدأت الكثير من الشركات ببيع الأفلام الإباحية عبر الإنترنت، والآن تعد تجارة الإباحية بملايين الدولارات وتفيد إحصاءات المباحث الفيدرالية الأميركية (fbi) أن تجارة الدعارة هي ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار، حيث إن بأيديهم 85% من أرباح المجلات والأفلام الإباحية.
الولايات المتحدة هي أولى دول العالم في إنتاج المواد الإباحية، فهي تصدر سنويا 150 مجلة من هذه النوع أو 8000 عدد سنويا. وتجارة تأجير الأفلام الإباحية قد زادت من 75 مليون سنة 1985 إلى 665 مليونا سنة 1996، وهنالك في الوقت الحاضر في أميركا وحدها أكثر من 900 دار سينما متخصصة بالأفلام الإباحية وأكثر من 15000 مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام ومجلات إباحية.
إلا أن هناك هيئات اميركية عدة تحارب هذه الظاهرة معتبرة إياها مخلة بالذوق العام ومتعارضة مع الاديان ومسيئة للمرأة، فيما يبذل المسؤولون الاميركيون جهودا جديدة حاليا لتقليص كمية الصور الإباحية التي تستخدم الأطفال عبر الانترنت. ويمثل هذا التوجه تحولا كبيرا في الحرب ضد صور الأطفال الإباحية، اذ تحولت عمليات إغلاق أي موقع انترنتي يعرض هذه المواد مباشرة، او منع الدخول اليه، من يد قوات الأمن الى الشركات المزودة لخدمة الانترنت. وبدأ المسؤولون بتطبيق مبدأ غلق المواقع التي تعرض صور الأطفال لأغراض إباحية، الذي يتضمن ايضا توجيه التهم الجنائية ضدها أو إجراء التحقيقات. وشارك في جهود هذا المشروع عدد من الشركات المزودة لخدمة الانترنت إضافة إلى «المركز القومي للأطفال المفقودين والمستغَلين». وتم الإعلان عنه خلال جلسة استماع خاصة بالكونغرس الشهر الماضي. وأطلق على هذه الحملة اسم «الائتلاف المالي ضد الإباحية الموجهة ضد الأطفال». وتهدف هذه الحملة إلى إزالة الصور الإباحية التي تستهدف الأطفال في الولايات المتحدة قبل انتهاء عام 2008. من جهة ثانية يتم العمل على تخصيص نطاق جديد للمواقع الاباحية بحيث تضاف 3 أحرف «اكس» بالانجليزية الى عناوين المواقع، وهو ما كانت اعلنته المؤسسة الدولية لتخصيص الاسماء والارقام على الانترنت (ايكان)، وستوفر هذه العناوين الجديدة حماية أفضل للاطفال لان المرشحات المثبتة على أجهزة الكمبيوتر سيمكنها بسهولة حجب المواقع التي تنتهي بنطاق ×××.