عندما أود عمل فيديو كليب يشاهده الملايين ، وأحاول جاهداً إيصال رساله يخرج بها من يتمم مشاهدته لهذا الفيديو كليب بحيث يكون الهدف ظاهرياً هو التعاطف والاهتمام و (الفزعة) ، وتكون الرسالة الداخلية فيه والهدف الفعلي هو تهميش قضية الشخص المعني بهذا الفيديو كليب وإطفاء وهج الاهتمام الشعبي به. فلن أستطيع تحقيق هذا العمل بأفضل من الذين قاموا بمونتاج هذا العمل والاشتراك فيه، نا هيك عن الفوائد الاعلانية والاعلامية لشخص هؤلاء المشاركين.
أعطيكم فقط ملامح عامة عن الفيديو واترك ما بقي من سم تم دسه فيها لملاحظاتكم :

1- تم تكرار (حسين) وهو اسم أب اوباما والضغط فيه على الياء بشكل تحس فيه ان بلعوم المتحدث سيخرج من فمه، الهدف الظاهري ان جذورك يا اوباما اسلامية مثلنا ، سامح ولدنا لو سمحت. وهذا غلط فالمفروض البعد كل البعد عن حشر مثل هذا الشئ في مثل هذه القضية . لأن الهدف هو ايصال القضية لهم وليس نحن.

2- عدا الشيخ سلمان العودة (والذي مرت اللعبة حتى عليه) فإن بلد مثل السعودية فيها من المفكرين والأعلام والمشهورين المؤثرين ما يجعل الانسان يستغرب قصر المتحدثين في مثل هذا الكليب على ناس مثل الدخيل والزامل والصفار والتمياط ، ماذا يمثل هؤلاء للمجتمع السعودي او الدولي؟

3- يلاحظ عدم ذكر كلمة (بريئ) في الكليب نهائياً ، وهي من المفترض ان تكون الكلمة السحرية في كل المطالبات دون سواها، في المقابل، ركز الزامل على كلمة العفو (من المعروف ان العفو يكون عن المذنبين فقط) وركز التمياط على التأكيد على ان حميدان التركي هو بنفس الميزان تماماً مع مهربي الاسلحة لاسرائيل ومفجري الطائرات بقوله بعد عرض قائمة بمن سبق العفو عنهم في أمريكا: (من هذا المنطلق نطالب كشعب سعودي النظر بنفس الأمر الى قضية حميدان) وهذا قمة الاجرام والاستغفال على و من نواف التمياط.

4- من عام 1961م الى 2010م لم يجد معد الكليب الا أربع قضايا حصرها بمهربي الاسلحة لاسرائيل ومفجري الطائرات لمقارنتهم بقضية حميدان التركي . وجميع الأشخاص المدانين هم فعلاً قاموا بأعمالهم واعترفوا أو أدينوا بها ، يعني حميدان مثلهم مذنب (وليس بريئ) لأن العفو كما قلنا للمدان وليس للبريئ سبحان الله .

حتى بنت حميدان الصغيرة ما علموها كيف تقول كلام مؤثر، واستبدلوه بكلام لا يعني شئ ولا يوصل رسالة مثل ما كان نصه(ودي أقابل أوباما وأقول له طلع بابا)، وش هالخرابيط؟؟؟ من المفترض أن تقول على سبيل المثال: (الى الرئيس أوباما أرجو أن تعيد النظر في قضية أبي وتحس في ما جرى ويجري لنا من فقدان الأب والأم والعائلة في قضية تم تلفيقها على أبي وهو منها بريئ ) وشوي كلام من اللي يقدر من هو أفضل مني في صياغته .

باختصار الفديو هدفه تهميش قضية حميدان داخل المجتمع السعودي، والمشكلة ان من يعتقد أنه مذنب زادوا ، ومن كان يعتقد ان مذنب أصبح يشعر بأن ذنبه كان أكبر من ما كان يتوقع ، خاصة بعد مقارنته بحالات العفو السابقة للرؤساء الأمريكيين ، اللي بحث فيها معد الكليب جيداً ليستخلص منها أقذر قضايا الاجرام السياسي والعسكري في أمريكا.

في النهاية المبتعثين يجب أن لا يصروا على الاستمرار في شئ تم تحذيرهم فيه من قبل مخابرات الدولة التي يعيشون بها عدة مرات . مهما كانت الأسباب ، خاصة لمن هم هناك على تأشيرات دراسية وليسوا مقيمين ومواطنين من نفس البلد .