العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > المُقاطعة الاقتصاديَّة سلاحٌ قوي وفعَّال ومؤثِّر،فما هي مهمات المقاطعة الاقتصادية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-2011, 05:56 PM   #1
احمد المديني
مقاطع نشيط
 
الصورة الرمزية احمد المديني
 
رقـم العضويــة: 12089
تاريخ التسجيل: May 2009
المشـــاركـات: 420

Question المُقاطعة الاقتصاديَّة سلاحٌ قوي وفعَّال ومؤثِّر،فما هي مهمات المقاطعة الاقتصادية

مهمات المقاطعة الاقتصادية

محمود محمد الزاهد

المُقاطعة الاقتصاديَّة سلاحٌ قوي وفعَّال ومؤثِّر، وهو وسيلةٌ مشروعة للمسلمين؛ للذَّود عن عقيدتِهم ورُموزهم ومقدَّساتهم، ولتفعيل هذه المقاطعة وتَقْوية أثَرِها يَحْسن أن ننتبَّه إلى أمور:

التركيز: إذْ ينبغي أن نركِّز جهودنا نحو هدفٍ واقعي، وألاَّ نستجيب لدعواتٍ تشتِّت جهودَنا؛ مثل: قاطعوا فلانًا، ثم آخَر، ثم ثالثًا... فلا نستطيع التأثير القويَّ الموحَّد، بل نركِّز على هدفٍ واحد، وربَّما ركَّزنا أكثر على شركةٍ بعينها، أو مُنتج بعينه، حتَّى نستطيع إقصاءها وهزيمتها، ونكون بذلك أحرَزْنا ثقلاً يردع بعد ذلك أيَّ مجترئ بمجرَّد التلويح والتهديد.



الثِّقة بالنَّفس: أي الثِّقة بأنَّنا أصحاب تأثيرٍ حقيقي، وقادرون على رَدْع المُجْرِم أيًّا كان حجمه، وأنَّنا لا ننتظر منه أن يعترف لنا بذلك، فنحن على ثقةٍ بأنَّنا قادرون على إضراره، ولا يزعجنا أن يظهر يومًا ما ضاحكًا، متظاهِرًا بأنَّه لم يكترث بكلِّ ما صنع تُجاهه، فهذه طبيعة الموقف، وسواء جاء الاعتراف في آخِر المطاف أو لَم يَجِئ فلا يهمُّنا؛ إذْ إنَّنا ندرك مقوِّماتنا، ونَعْلم قدراتنا، ولنا العِبْرة بموقف الصَّحابي الجليل "ثمامة بن أثال" سيِّد قومه، حينما وقف في وجه قريش معلِنًا عن إيمانه، متحدِّيًا لهم بكل قوة وثقة: (( ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حِنْطة حتَّى يأذن فيها النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم ))؛ "صحيح البخاري".



اليقين بأنَّ النصر والظَّفر من عند الله: هذه عقيدة أهل الإسلام بأنَّ الله هو النَّاصر والمُعِين على النَّصر، وأنَّه من يَنْصُره الله فلا غالب له، وأنَّ أسباب الظفر والنَّصر مهما توفَّرَت فهي تفتقر إلى توفيق الله، ومهما تضاءَلَتْ فهي بتأييدٍ من الله تغيِّر الواقع، وتَقْلب موازين الأمور، وأنَّه إذا شاء جعل جهْدَ المقل والعمل اليسير - بحوله وقوَّتِه - كثيرًا وافرًا مؤثِّرًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17].... الآية.



وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نُصِرتُ بالرُّعب مسيرة شهر))؛ أخرجه البخاريُّ ومسلم.



فدلَّ هذا على أنَّ العمل المقدور القليلَ قد يصير كثيرًا مؤثِّرًا بحول الله وقوته، والمطلوب من الإنسان بذْلُ وسْعِه، ومُواصلة عمله فقط، والله بيده مقاليدُ الأمور، كالزَّارع يبذر البَذْرة، ويَسْقيها ويتعاهَدُها، لكن خروجها زرعًا فثمرة وحَبًّا، فهذا ليس بمقدوره معرفتُه، ولا تحديده؛ كمًّا ولا كيفًا، فهو موكولٌ لمن يَقْدر عليه، الذي بيدِه تقدير المقادير، وتدبير الأمور.



تجديد المُقاطعة: أيْ تحفيز الناس، وتَذْكيرهم بشكلٍ دوري على ضرورة المُقاطعة وأهدافها ووسائلها؛ إذْ لا بدَّ من ضخِّ الطاقة باستمرار؛ لتجديد عزائم المقاطعة في أواصِرالمُجتمع المُقاطع.



الحرب الإعلاميَّة: بمعنى قَطْع الطَّريق على المقاطع أن يتَّخِذ بعض الحِيَل للمحافظة على توازُنِه واستعادة قوَّتِه، ويتمُّ ذلك بتحليل الاحتمالات للإجراءات التي يمكن أن يتَّخِذَها، ثم نَشْر الوعي عن طريق الرسائل الإعلاميَّة المعدَّة بدقَّة لإفشال حِيَلِه المتوقَّعة.



مثلاً: احتمال أن يقوم المُقاطع بتوزيع المنتج مجانًا، إذًا يجب أن يكون هناك ضربة استباقيَّة عن طريق رسالة توعويَّة تحفيزيَّة وشعارات مختصَرة رنَّانة، تفيد أنَّ سبب المقاطعة أغلى عندنا من الفلوس، والمُقاطعة ستستمرُّ حتى لو وُزِّع المنتج مجانًا.. وهكذا.



التنوُّع في وسائل المُقاطعة والدعاية:

فمن المهامِّ المؤثِّرة جدًّا في موضوع المُقاطعة اختيار الوسائل المناسبة، وتجهيز الرَّسائل الإعلانيَّة، ورسائل الهواتف المتحرِّكة، والرسائل البريديَّة الإلكترونيَّة، والحملات على المواقع الاجتماعيَّة والمنتديات الحواريَّة، ومجموعات الصَّداقة وغيرها، كما لا ننسى أثر الملصقات الحائطيَّة.



المضيُّ قُدمًا وعدم الالتفات إلى الوراء:

فإننا إذا عزَمْنا الأمر على المُقاطعة فلْنَتوكَّل على الله، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وعلينا ألاَّ نلتفت للدعوات المُخزِّلة عن ذلك، المُضْعِفة للأثر، والمذبذِبَة للقُوَى، اللهمَّ إلاَّ إن كانت مَفْسدة محقَّقة اجتمع على إدراكها العُقَلاء من الناس وأُولو الرأي فيهم، فساعتها نتَّخِذ موقفًا (تكتيكيًّا) بحسب الحال، أما اختلاف الآراء والأَذْواق فيَجْعلنا نمشي خطوةً للأمام، وخطواتٍ للخلف؛ فهذا من الآفات التي ينبغي التخلُّص منها، والتربية على ضدِّها.



تصعيد المُقاطعة: وهذا القرار بِتَصعيد المُقاطعة ينبغي أن نُحْسِن اختيار الوقت المناسب له، ويكون ذلك تحديدًا عقب تحقيق الأهداف المرحليَّة للمقاطعة، والوصول إلى مرحلةٍ ما من الإضرار بالمُقاطَع، ومن ثَمَّ يُمْكِن حينئذٍ توسيع دائرة المُقاطعة، وتصعيد حملَتِها على أنحاء عدَّة، بلا من المنحى المختار الأوَّل.



ومِمَّا يجب الالتفات إليه: أنَّ حملة التصعيد يجب أن يُصاحبها حملةُ تنشيط، والتعريف بالأثر المرحليِّ، وخسائر الخَصْم إن أمكن؛ لضخِّ طاقة جديدةٍ تضمن تَقْوية عزائم المُقاطعين، ولا يَنْبغي التصعيد ابتداءً في حملة المقاطعة، بل التركيز يكون أولاً، والتصعيد يكون تاليًا بحسب المتغيِّرات.



الاستفادة من التَّجارِب السابقة: لا بُدَّ من إلقاء نظرةٍ متأنِّية على التَّجارب التي خاضَتْها الأُمَّة في هذا المَجال سابقًا، والاستفادة من هذه التَّجارب، وتوجيه جماهير المُقاطِعين في ضوء هذه الحصيلة من الخبرات، فمثلاً عند مُقاطعة المنتجات الدنماركية حصل نوعُ تفتيتٍ للمقاطعة حين قامت إحدى الشركات الدنماركيَّة بمساعي الاعتذار للأمَّة، وتحسين العلاقات كمناورةٍ سريعة لتقليل الآثار الاقتصاديَّة، التي ألحقَتْ بهم الكثيرَ من الأضرار، وبالرغم من أنَّها كانت محاولاتٍ غير مقبولة، واعتذارًا واهيًا هزيلاً؛ فقد قَبِله البعضُ، وإذا بنا نجد المنتجات الدنماركيَّة فاضت مرَّة أخرى في المتاجر، وانسحب فريقٌ من المقاطعة، مع ضَعْف التوعية، والنَّقص الشديد في الرَّسائل الإعلامية المضادَّة، أفقد المقاطعةَ قوَّتَها، وأدَّى إلى تراخي الكثير، وتوالي الانسحاب.



فالاستفادة من تجارب الماضي، والقدرة على التحليل والاستنتاج، وتكوين الخبرات التراكميَّة، والتوجيه المتوازن الواعي، كلُّ ذلك من الضَّروريات التي تحتاجها الأمَّة في معركتها مع خصومها.



إنهاء المقاطعة: ينبغي أن يكون قرارُ إنهاء المقاطعة مبنيًّا على تراجعٍ ملموس من جهة الخَصْم، وتلبية حقيقيَّة لمطالب المقاطِعين، ولا يكفي لإنهاء المقاطعة تقديم أيِّ اعتذار، فهذا مما لا نَأْبه له، ولا نحتَفِل به.



وأخيرًا:

فإنَّ هذه الأمة أمَّةٌ حافلة بالمقوِّمات والطاقات، ولدَيْها الكثير من القُدرات التي تمكِّنها من مُجابَهة أعدائها، والتصدِّي لهم، والوقوف أمام مُحاولاتهم المستمرَّة لإهدار الكرامة، والنَّيل من رموز هذه الأمَّة، فالأمة الإسلاميَّة أمة عزيزة، وستظلُّ ما دامت تتمسَّكُ بدينها وثوابتِها، وتُوظِّف طاقتها، وتُحافظ على مقدَّراتِها من الإهدار والإذلال والإهمال.

___________________________

علمتني الحياة..
إنني إذا كنت أريد الراحة في الحياة..يجب أن اعتني بصحتي
وإذا كنت أريد السعادة يجب أن اعتني بأخلاقي وشكلي
وأنني إذا كنت أريد الخلود في الحياة يجب أن اعتني بعقلي
وأنني إذا كنت أريد كل ذلك يجب أن اعتني أولا...بديني
احمد المديني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 AM.