ماذا يأكل ذوو الدخل المحدود؟
حسن الحارثي
2012/10/4
بعد يومين فقط من تصريح وزير الزراعة الشهير والشفاف، وقوله إن مواطني الدخل المتوسط لم يعد بإمكانهم شراء اللحوم لارتفاع أسعارها، خرجت إلى العلن الدعوات إلى مقاطعة الدجاج، ويبدو أنها ردة فعل على التصريح، فأسعار الدجاج في ارتفاع منذ فترة طويلة ولم يحدث ذلك فجأة.
جاءت المقاطعة قوية وصاخبة، والمؤشرات تقول إنها تسجل نجاحا كبيرا، ولو على مستوى ترسيخ ثقافة المقاطعة، حتى لو لم يرضخ تجار الدواجن ويتراجعون عن رفع الأسعار، لكن السؤال يبقى، ماذا بقي لذوي الدخل المحدود ليأكلوه، مع ارتفاع سعر الدجاج، وبقاء اللحوم بالنسبة لهم كالحلم؟.
بعيدا عن التفاصيل الاقتصادية لسوق الأغذية، التي تعيش حالة من الغليان بين التاجر الذي يطلب الدعم الحكومي والمواطن صاحب الدخل المتوسط الذي أعيته الأسعار والثقافة الاستهلاكية العشوائية، أين يعيش مواطنو الدخل المحدود؟، إنهم حتما خارج كل المعادلات.
وحتى الطبقة المتوسطة، ستحتاج إلى وقت قصير لتصطف إلى جانب الطبقة المعدومة، في حال تواصل جنون الأسعار في الغذاء والمسكن والملبس، وتبقى المشكلة في انعدام المبادرات والحلول، والاكتفاء بمد يد العون الفردي والمساعدات والتبرعات الخيرية، التي تأتي بعد الطلب والتسول.
المعطيات تؤكد أننا مقبولون على أزمات معيشية كبيرة، سيكون لها بالغ الأثر في تغيير التركيبة الاقتصادية والاجتماعية، وربما تمتد إلى أبعاد أخرى، فالرغيف أغلى من القلب.
اليوم نقاطع الدجاج، بعد أن قاطعنا اللحم عنوة وقسرا، وغدا سنقاطع الجبنة والزيتون، وربما يأتي اليوم الذي نقاطع فيه الماء، وحتى لا تتواصل المقاطعات يجب أن يتحرك الساكن لاحتواء أزمة الغذاء التي أطلت برأسها وأقسمت أن لا تبرح حتى يتبين القلب الأبيض من الأسود.
http://www.alsharq.net.sa/2012/10/04/517945