المتسللون للداخل.. هجرة جماعية أم تهاون أمني
عمالة مجهولة تعمل في العديد من المهن المختلفة والضحية المواطن
عمالة وافدة قبض عليها
جازان - محمد مجيري وأنور خواجي
ان خطر المجهولين داء يجب ان يستأصل وظاهرة لها ما لها من مخاطر وما من أحد ينكر ما يسببونه من مخاطر اثناء قيامهم باعمال تعرض المواطن وممتلكاته للخطر والمشكلة التي تتربع على هرم هذا الداء هو التعاطف الذي نلمسه من مجتمعنا والتقريب الذي يجدونه منا.. نعم هم جاؤوا لطلب الرزق ومنهم من لا يصدر منهم ما يعكر صفو حياتنا، لكن الشر من أكثرهم عام، فلهذا لا بد من وقفة صادقة لا تقبل النقاش لحل هذه المعضلة "الرياض" قامت بعدد من اللقاءات مع عدد من العمالة المجهولة التي تعمل داخل المنطقة ليتحدثوا عن مغامراتهم في الوصول إلى داخل الوطن وأماكن عملهم والاجرة التي يعملون بها في اليوم، كما التقت كذلك شريحة من المواطنين ليتحدثوا عن المشاكل التي تواجههم اثناء تشغيلهم عمالة مجهولة سواء في بناء المساكن أو في العمل في المزارع أو في المحلات التجارية وغيرها، وكذلك مناقشة الآثار الأمني والاقتصادي والاجتماعي على المنطقة من جراء تواجد هذه العمالة المخالفة لأنظمة الاقامة والعمل.
حسن المعاملة من المواطن تدفعنا للعمل في السعودية
التقت "الرياض" عدداً من العمالة المجهولة التي تمارس العمل في محافظة بيش ومنهم المخالف لانظمة الاقامة والعمل ويسمى عفيف أحمد وهو يمني الجنسية والذي أكد ان حسن المعاملة من قبل المواطنين ساعدت في سفره من اليمن إلى السعودية للعمل في بناء المساكن وخاصة في اعمال النجارة والتي تدر عليه دخلاً لا بأس به، ويضيف بانه تعرض للقبض في أكثر من مرة من قبل الجهات الأمنية والتي قامت بايقافه لمدة يومين ومن ثم ترحيله لبلده، ويؤكد في حديثه ونظراً لقرب الحدود السعودية اليمنية وبالاخص في منطقة جازان فانه يعود خلال اليوم الثاني وهكذا تستمر رحلة البحث عن لقمة العيش، كما يؤكد ذلك المقيم اليمني بصفة غير نظامية والذي يسمى نفسه عبدالله حسن ويعمل في احدى المزارع في محافظة بيش منذ أكثر من ست سنوات ويضيف انه عند ما وجد حسن المعاملة والاجرة المناسبة استمر في العمل طيلة هذه المدة والتي لم يتعرض فيها للقبض من الجهات المسؤولة عن متابعة العمالة المخالفة وهذا يساعد على قدوم العمالة المخالفة بشكل أكبر.
ويضيف العامل اليمني أحمد عبدالله والذي يعمل حداداً منذ أكثر من عشرين سنة في منطقة جازان في مجال المباني السكنية والتي تؤمن له دخلا طيباً ورغم طول هذه المدة للعمل في السعودية الا انه لم يفكر في الاقامة بصورة نظامية وذلك كما يقول لانه لا يتعرض للمضايقة من أي احد حتى الجهات الأمنية لا تقوم بحملات قبض على العمالة المخالفة الا عندما تكون هنالك قضية تستدعي هذه الحملة، وهذا امر يعرفه جميع المخالفين لانظمة الاقامة والعمل والأمر لا يستدعي إلى الخوف، كما انه في حالة القبض عليّ فان ذلك لا يؤثر على نفسيتي فالعملية كلها يوم سجن واليوم الآخر ترحيل للحدود وأعود خلال يومين من الترحيل فالأمر لا يشكل خطورة علينا كمجهولين. ويتحدث البناء اليمني شعيب والمقيم بصفة غير نظامية منذ أكثرمن عشر سنوات ويقول لقد ساهمت في بناء العديد من المباني السكنية في المحافظة والجميع يعرفني حتى انني اصبحت لا اخاف من الدوريات الأمنية وذلك لكثرة المجهولين في المحافظة مما جعل الجهات الأمنية تقوم بحملات مباغتة تلقي القبض على المئات من هذه العمالة التي تعود معظمها خلال اسبوع من ترحيلها وهذا يصيب القائمين على هذه الحملات بالاحباط. كما يتحدث كذلك العامل عزي عياش والذي يعمل بصفة غير نظامية منذ أكثر من أربع سنوات في تربية المواشي وذلك بتقديم الاعلاف والماء لها مقابل اجر شهري 300ريال مقابل تأمين السكن والطعام له من قبل صاحب المزرعة التي يعمل بها، ويضيف بانه عندما يذهب للاجازة فانه يحضر شخص مجهول يعمل بدله في العمل خلال فترة الاجازة القصيرة التي يذهب فيها إلى اليمن ثم يعود لمزاولة عمله دون احساس بأي خوف وذلك لانني عندما يتم القبض عليّ فانه يقدم لي الاكل والشراب حتى يتم ترحيلي لبلدي وهذا شيء يشكرون عليه ويزيدنا اصراراً في المجيء للسعودية.
21-02-2008, 10:19 PM
العرض الشجري