العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > ترشيد أو مقاطعة… الأمر بين يديك!

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2009, 12:27 PM   #1
جمرة غضا
التميمية
المراقب العام
 
الصورة الرمزية جمرة غضا
 
رقـم العضويــة: 715
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: محفر تمر سكري
المشـــاركـات: 40,561
Twitter

افتراضي ترشيد أو مقاطعة… الأمر بين يديك!

ترشيد أو مقاطعة… الأمر بين يديك!
الدكتور مازن مرجي

معروف بأن التاجر والصانع والمزارع ومقدمي الخدمات على انواعها يمثلون بصورة رئيسية جانب العرض في معادلة العرض والطلب التي تحكم اصول التعامل والتبادل التجاري والخدمي في الاسواق المفتوحة والتي تتيح حرية كافية لانسياب السلع والخدمات وبالتالي يتوفر فيها حد معقول من التنافسية بين المنتجين ومقدمي الخدمة بعضهم البعض من جهة وبين المستهلكين ومتلقي الخدمة من الجهة المقابلة والتي بناء على اليات السوق هذه, يتم تحديد السعر النهائي للسلعة او المنتج او الخدمة المقدمة.

معروف ايضا بأن المشتري او المستهلك او متلقي الخدمة يمثل في المقابل جانب الطلب, وفي ظروف يتوافر فيها مرونة وتنافس حر في السوق, يكون من البديهي أن تكون العلاقة ما بين الطلب والعرض هي علاقة تنافسية, يسعى فيها كل طرف الى الحصول على السعر الامثل الذي يكون لصالحه ويخدمه, فالعارض ( البائع ) يسعى خلف اعلى الاسعار وبالتالي تحقيق اقصى قدر من الارباح, اما الشاري ( المستهلك) فيسعى ليحصل على اقل الاسعار الممكنة وبالتالي تخفيض التكلفة علية لاقصى حد ممكن فيحقق وفرا لنفسه.

اما في حالات الاحتكار والتي تقوم بتعطيل آلية التنافس الحر وتخلق خللا هاما في آلية العرض والطلب والذي يكون في العادة لصالح العارض ( البائع ), فيقع المشتري (المستهلك) فريسة طمع او جشع البائع الذي يتحكم في السلعة او الخدمة ويقوم بتحديد السعر الذي يرغب فيه, وهذا ينطبق حاليا على سلع وخدمات كثيرة في الاردن وعدد كبير من الدول النامية منها والمتقدمة على حد سواء.

فإذا كانت ممارسة عمليات الاحتكار موجود والت قد تكون نتيجة لعدم وجود حرية سوق حقيقية او بسبب وجود الفساد او النقص في التشريعات والتعليمات التي تمنعه وتمنع الممارسات الاخرى الشبيهة به مثل تركز الثروة او تركز القوة الاقتصادية في قطاع ما بيد جهة واحدة او عدد محدود من العارضين, إذا كانت هذه الممارسات موجود وهي التي تمثل السلاح الفعال الذي يستخدمه التاجر والمصنع والمسوق ومقدم الخدمة, فما هو السلاح الذي يمكن للمشتري ( المستهلك ) أن يستخدمة بفاعلية لمواجهة احتكار او جشع او طمع غريمه العارض ( البائع )؟.

أنه ببساطة شديدة يتمثل بقدرة المشتري ( المستهلك ) على الاستخدام الامثل لما يحمل في محفظته من نقود ( قروش ) وبالتالي قدرته على الحصول على اقصى ما يستطيع الوصول اليه من سلع وخدمات مقابل الوحدة الواحدة من نقوده ( الدينار مثلا ), ولكي يكون قادرا على تحقيق ذلك, فلا بد أن يكون هذا المستهلك واعيا تماما للقيمة الحقيقية التي يمثلها ديناره في عين ” قبيله ” التاجر او البائع او مزود الخدمة الذي هو بالتأكيد لا يهمه شكل او طول او لون عيون زبونه, بقدر ما يهمه القرش او الدينار في جيب هذا الزبون والذي يسعى بكل طاقاته لاخراجه بسرعة من جيبه.

نعم حجم او مقدار ما لديك من نقود كمستهلك, يحدد قيمتك او قيمة الاهتمام بك من قبل العارض ( البائع ), كما يحدد مستوى السعر الذي سيحاول أن يدفعك الى اخراجه من جيبك لصالحه, وكلما كنت متهافتا ( لحوح بطلبك ) كلما كان البائع اكثر تمكنا وقدرة على التحكم بتصرفك الاستهلاكي, بغض النظر عن قيمة ثروتك, وبالتالي القدرة على توجيه سلوكك الاستهلاكي دون ارادتك الحرة او قدرتك على المفاوضة.

لكن إذا استطعت ايه المستهلك المحدود الامكانات أن تكون واعيا لقيمة ما لديك, ومدى تهافت هذا البائع على اخذ ما لديك من مال, عرفت نقطة ضعفه, الا وهي حاجته لك ولنقودك التي تساوي او حتى تفوق حاجتك الى سلعته او خدمته, وبمعنى آخر, إنه كلما امتنعت وتمنعت ( تدللت ) عن الشراء, او كلما قللت من تهافتك واهتمامك واظهار لاهفتك على اقرانك من المستهلكين, بسرعة الشراء وبأي ثمن, كلما كنت قادرا على اخضاع البائع المحتاج لمشترياتك, لارادتك ورغباتك أنت, وليس العكس.

إن سلاح ترشيد الاستهلاك او مقاطعة سلعة او خدمة ما, هو قرار حكيم من جانبك ايه المستهلك وهو سلاحك الحقيقي الذي سيوصلك الى الحصول على ما تحتاجه من سلع وخدمات وبالسعر الذي تعتقد أنه عادل ومناسب لك. إن انقطاعك عن اكل اللحم او الدجاج لمدة اسبوع او اكثر لن يميتك جوعا , وإن تقليلك من استخدام الرز ولو بنسبة الربع خلال اشهر, لن يجعل معدتك خاوية تماما, كما أن تخفيفك من لعب دور حاتم الطائي الفائق الكرم ولهثك خلف المظاهر الكاذبة في المناسبات والمواسم التي لا تنتهي, لن يجعلك تبدو كبخيل من بخلاء الجاحظ, وليكن , فمن يهمه في هذه الايام الصعبة ( القشرة ) ما يقوله الاخرون. لا احد .

قاطع التاجر الذي لا يعجبك سعره او شكل “كشرته” , فأنت من يحمل النقود حتى وإن كانت قليلة, وقلل من كل سلعة حتى الاساسية منها, فاختصارك للنفقات أنت وملايين المستهلكين, مهما كان ضئيلا, هو بالتأكيد ما سيجعل بضاعة المحتكرين والجشعين تبور تماما حتى ” يرعوي ” فيخفض اسعاره, ونصيحة اخيرة, لا تنتظر أن يعلق غيرك من المستهلكين الجرس, لان غيرك في الحقيقة ينظر اليك وينتظر بك لتعلقه, فتحرك, فالدينار في جيبك, لإاعرف كيف تستخدمة لمنفعتك, فلا تخرجه الا لما يخدمك ويحقق مصلحتك.

___________________________

التميمية تويتر


للتواصل مع ادارة المقاطعة


جمرة غضا غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM.