العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > هَذا البَكَّاش وإلَّا بَلاش ..! >> أحمد عبد الرحمن العرفج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-2012, 02:43 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي هَذا البَكَّاش وإلَّا بَلاش ..! >> أحمد عبد الرحمن العرفج

هَذا البَكَّاش وإلَّا بَلاش ..!

أحمد عبد الرحمن العرفج
الأحد 15/01/2012



فِي مُجتمعنا نَماذج مِن النَّاس تَلبس ثَوب العِلْم، وتَتفنّن في التَّظاهر بمَظهر الاطّلاع الوَاسِع، والمَعرفة الكَبيرة، هَذا الصّنف أُسمّيه «البَكّاش» أو «الفقّاع»، مِن كَثرة البَكَش والفَقع؛ والتي تَعني الكَذِب، أو عَلى الأقَل اخترَاع درَاسات ومَقولات؛ لَيس لَها وجود أصلاً..

وسأحكي لَكم قصّة تَشرح مَا أنَا بصَدده مِن فِكرة..!

كَان لِي قَريب مِن هَذا النّوع؛ الذي يُمكن تَسميته «البكّاش» أو «الفقّاع»، وكَان يُمارس مَعي هَذا البَكَش، ومَع الأسَف استمرّ سِنين وهو يَضحك عَليَّ في تَمظهرَاته وأقوَاله، فمَثلاً إذَا ذَهبتُ إليهِ في البَيت؛ قَدَّم لِي مَشروب «الميراندا»، وإذَا اعتذرتُ بأنَّني لا أُحبّ «الميراندا»، يَردُّ عَليَّ مُباشرة بطَريقة عِلميّة قَائلاً: يَا رَجُل كَيف تَترك «الميراندا»..؟ ألا تَعلم أنَّ هُناك درَاسة أُجريت عَلى أطفَال بريطَانيا، أثبَتَت أنَّ شُرب علبة «ميراندا» كُلّ يَوم؛ يُشعل أربعين خليّة مِن خَلايا التَّفكير في العَقل، ومَع الأسَف كُنتُ سَاذجاً، وأُصدِّق هَذه المَقولات بسُرعة، وأمضيتُ سَنوات وأنَا أشرَب «الميراندا» عَلى أمَل أن تَعمل تلك الأربعين خَليّة، ولَكن بَعد سنين اتّضح أنَّ غَبائي مَردّه إلى «الميراندات» التي تزيدني تَبلّداً..!

ومِن قصَص قَريبي هَذا أنَّه يَمشي في الظَّهيرة، ويَطلب منِّي أن أذهب مَعه، فإذَا قُلتُ إنَّ الظَّهيرة مُضرّة، يَردُّ عَليَّ مُباشرة قَائلاً: هَذا لَيس صَحيحاً، فقَد أثبَتَت دِراسة أُجريت عَلى العُمَّال في شَمال الخرطوم –حيثُ يَمرّ خطّ الاستوَاء- تُفيد بأنَّ التَّعرُّض لأشعة الشّمس لمُدّة سَاعة في الظّهيرة تَقي مِن السَّرطان، وتزيد مِن فحُولة الرَّجُل..!

ومِن حِيَل قَريبي أيضاً، أنَّه يُسخّر كُلّ هَذه الأكَاذيب لصَالحه، فمَثلاً إذَا كَان يُريد طعَاماً مُعيّناً -وليَكن مَثلاً مَكرونة «الاسباقيتي»- يُقنعني بها مُباشرة، بحيثُ يَقول: ألا تَعلم أنَّ المَكرونة «الاسباقيتي» أُجريت عَليها دِرَاسة في جزيرة «لامبيدوزا» الإيطالية..؟ حيثُ أثبَتَت الدّراسة أنَّها تُنظِّم ضَربات القَلب، وتُحافظ عَلى البَشرَة، وتدرُّ البول..!

وقَد كَان قَريبي هَذا بَارعاً في اخترَاع الأكَاذيب، وتَأليف الحِكم الصِّينيّة، وابتدَاع الدِّراسَات الوَهميّة، التي يَبتكرها في نَفس اللحظة، فمَثلاً مَرَّة أرَاد منِّي أن أُساعده في حَمل كَراتين «تفاح وبرتقال»، فطَلَب منِّي أن أحمل «التفاح»، وعِندَما حَاولتُ التَّنصُّل مِنه، قَال لِي: يَا رَجُل احمِل «التفاح»، أمَا عَلمتَ أنَّ أهل الصّين كَانوا يَقيسون رجُولة الرَّجُل بمقدَار مَا يَحمله مِن الأثقَال..؟ كَما أنَّهم يَتفاءلون بحَمل «التفاح»، ويَعتبرونه دَليل خَير، ويَتفاءلون –أيضاً- بلَونه الاحمر ومَذاقه السُّكري.

حَسناً.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، تَأمّلوا حَولكم، وشَاهدوا وسَائل إعلَامكم، القَديم مِنها والجَديد، ستَرون أنَّ أمثَال قَريبي بالألُوف، ومَع الأسَف أنَّ حقُوق الطَّبع لَم تَكن مَحفوظة لقَريبي، الذي أشهدُ لله أنَّه كَان مَوهوباً بَارعاً في تَسويق أفكَاره وتَطويعها، ليَجعلها تَصبُّ في مَصالحه الشَّخصيّة ومَنافعه الذَّاتيّة..!!!

http://www.al-madina.com/node/351685
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 AM.