العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > هذا الفساد اللي يصحي من النوم !

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2012, 10:51 PM   #1
لا تكونوا كالخيــاش
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 410
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 7
Twitter

افتراضي هذا الفساد اللي يصحي من النوم !

-

هذا الفساد اللي يصحي من النوم !
استيقظت صباحاً وأنا أدندن بهذا الشطر ..
وهو تحريف وسرقة لشطر من قصيدة غبية لرشيد الزلامي ..
هذا الكلام اللي يصحي من النوم ::: لاجاك ديانك وقال انت باير !
.
.
ولأن سيرة " الديان " في الشطر الآخر من البيت سيرة غير عطرة ، وليست خياراً جيداً لبدء اليوم فقد تناسيته ، ووجدتني أغني للفساد !
والفساد خير ما يستهل به الصباح ، وقد كان الفساد في أزمنة مضت كائن ليلي ، تقتله الشمس ، أما الآن فإنه قد هادن الشمس ، وأصبح ضوءها يزيده نشاطاً وإصراراً ورغبة في البقاء !
ومنذ مدة ليست بالقصيرة ورغبة جامحة ترادوني عن كسلي في أن أصبح فاسداً يشار إليه بالبنان !
وكنت أود أن أقول في السطر أعلاه أن هذه الرغبة تراودني عن ضميري ، لولا أني أعلم أن مسألة الضمير هذه مسألة نسبية ، لا يُعتد بها كثيراً ، والحديث عن الضمير فيه غيبة لاتجوز شرعاً ..
تماما كما يقال الآن بأنه لايجوز شرعاً الخروج على ولي الأمر معمر القذافي إلاّ إلى المقبرة ، إن وجدت !

ومع احساسي بأني لن أوفق كثيراً في هذه المهمة النبيلة التي أنتدب نفسي لها ، إلا أني أطمع في شرف المحاولة ، والأمر يحتاج إلى جَلد وصبر ..
قال لي الناصحون :
يجب أن تسقي طموحك من ماء وجهك ، لأن عرق الجبين مالح لا يصلح لسقيا الطموح !

ولكنهم قالوا لي أيضاً أن الذكاء شرط اساسي ، وأجد صعوبة في تخيل أن لدي مثل هذه الموهبة ، لايمكن أن أكون ذكياً بما يكفي وأنا الذي لم أفهم لمدة تقترب من أربعين عاماً أن القبول في الدنيا والآخرة ليس له شروط إلاّ ما دار في فلك ( لا تدخن وقصر ثيابك ولا تستمع للغناء ) وفيما عدا ذلك فأنت حر فيما تفعل !
ومن باب الانصاف فلم يقل أحد مثل هذا الأمر صراحة ، ولكنه قيل تلميحاً ، لم يفهمه إلا الأذكياء الذين لا أنتمي لهم !
هل لاحظتم ماذا قلت في السطر السابق ؟!
لقد تحدثت عن الإنصاف ، وهذا يعني أني لازلت أجد صعوبة في التأقلم مع وضعي الجديد الذي أريد أن أكونه !

هم لم يقولوا لا تفعلوا إلا هذا ، ولكنهم لم يحدثونا إلا عنه !
سمعت خطباً ومحاضرات عن التائبين ، الذين كفوا عن سماع الأغاني ، عن الذين تركوا التدخين ، عن الذين أطلقوا لحاهم واصبح لهم سمت الملتزمين ، رأيت أعواداً تكسر ، واشرطة تحرق ، رأيت حتى لاعبي كرة قدم تائبين !
لكن لم يسبق أن رأيت أو سمعت شيخاً يأتي في محاضرته بفاسد سابق أو وزير معتزل أو لص عقار أو هامور أسهم ، أو حتى صحفي أو كاتب قرر التوبة عن الكذب !

المشائخ الأفاضل الذين ذهبوا إلى ليبيا وتونس قبل الأحداث الأخيرة ثم عادوا ليصوروا لنا هذين البلدين على أنهما فرعين للجنة في الأرض ، وأن زين العابدين والقذافي منحوسين لأنهما ولدا بعد أن انقطع الوحي وختم الرسل بمحمد عليه الصلاة والسلام وإلا لكانا نبيين مرسلين يأتيهما الوحي حتى عن طريق الإيميل !
عادوا للظهور مجدداً بعد هذه الأحداث ليقولوا لنا أنهما فاسقين مجرمين ولولا أنهم متأكدون من تاريخ ولادتهما لقالوا أن أي منهما قد يكون أبليس نفسه الذي عصى أمر به ورفض السجود لآدم !
إن السؤال المصيري والجوهري الذي يطرح نفسه على هؤلاء المشائخ الأفاضل حفظهم الله هو : ( وش تحسون فيه بارك الله فيكم ؟ )
حاولت أن أتصل بأحدهم لأسأله هذا السؤال ، وأنا واثق أني سأستمتع وأنا أستمع إلى إجابته ، ولكني لم أوفق في الاتصال ، ولذلك فإني أخترع الإجابات ..
تخيلت أنه رد علي وسألته : وش تحس فيه يا شيخ ؟
وتخيلت أنه أجابني بنبرة غاضبة : هذه إشاعة مغرضة من قال لك أني أحس ؟!
وتخيلت أنه سيسترسل وسينتهي به الحديث عن الإحساس على أنه من أبوب الفساد ومدعاة للاختلاط المحرم !

لايهم ..
أريد أن أصبح فاسداً والسلام ، فهذا من طاعة ولي الأمر التي نؤمر بها صباح مساء !
كل ماحولي يقول لي كن فاسدا ترى الوجود جميلا ..
وأنا أحاول ، ولكني أعجز حتى اللحظة في معرفة الباب الذي سأدخل منه دخول الفاسدين !
أتعاطف كثيراً مع فضيلة الشيخ العادل معالي وزير العدل السابق ورئيس مجلس الشورى الحالي ، وحفيد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ، بحكم أني ساصبح زميلاً له في المستقبل القريب ، فالكثير يتحدث عنه باشياء لا تليق مع أنه لم يرتكب جرماً ..
كل ما في الأمر أن فضيلته أراد الحصول على شهادة جامعية لابنته من الجامعة الأمريكية في بيروت معتمدة من وزارة التعليم العالي وهذا حق من حقوقه ، صحيح أن ابنته لم تدخل هذه الجامعة الفاسقة ولم تدرس بها ، ولكن هذا الأمر التافه يجب ألّا يكون سبباً في الامتعاض من معاليه حفظه الله ..
يكفي أن ابنته تربت في كنفه المبارك ، وهذا يعادل كل شهادات الدنيا ، سواء من الجامعة الأمريكية في بيروت أو الجامعة الفنزولية في زامبيا !
مسألة التزوير البسيطة هذه يجب ألا تشغلنا كثيراً عن ما يحاك ضد الأمة وضد وحدة هذا البلد المبارك ، وكون معاليه رئيساً حالياً لمجلس الشورى الذي يفترض أنه الرقيب والمحاسب ، أو وزيراً سابقاً للعدل الذي يفترض أنه المسؤول عن إعطاء كل ذي حق حقه ، لا يعني أن نحرمه حقه الشرعي في أن يكون فاسداً !
من حق كل مواطن أن يكون يكون فاسداً فالدين لله والفساد للجميع !
تفهمنا لموقفه النبيل ، يجعلنا نفهم حقيقة ما حدث في جدة وما يحدث في غيرها بشكل أفضل ، يجعلنا نؤمن أن ما حدث في جدة هو عقاب من الله سبحانه على ما يحدث فيها من فساد أخلاقي وانتشار للمنكرات بين المواطنين في الأحياء التي جرفتها السيول ، لأن مسائل مثل الفساد المالي والسرقات والإهمال وخيانة الأمانة ليست أشياء مهمة وهي موجودة في كل مكان ولله الحمد فلماذا لم يغرق إلا جدة !
بل إن أحياء جدة التي يقيم فيها أغلب المتهمين في الكارثة لم تتعرض لسوء ولله الحمد والمنة !
الجريمة ليست سوى خروج على النسق العام للمجتمع ، وهذا يعني أن أكبر جريمة قد يرتكبها مسؤول حالياً هي أن يكون له ضمير يعمل بشكل جيد ،
فالضمير الجيد ليس أكثر من شهادة سوء سيرة وسلوك !
والذين تتزين الصفحات الأولى في الصحف الرسمية بصورهم يعلمون أن الأمر ليس سوى خطأ فني في إخراج الصحيفة ، فلا فرق بين من يتربع فيها وأولئك الذين يقفون بلا " بشوت " في صفحة الجرائم !
وبالمناسبة وقبل أن أنسى قاتل الله النسيان : معالي الوزير والشيخ الفاضل .. وش تحس فيه ؟
.
.
ثم أما بعد :
فتمضي بي الأيام ..
يسرقني الوقت كما يفعل كل شيء آخر ..
ويترهل وجه أحلامي ،
وأنا أنا ..
أحدث نفسي بالفساد ..
وأحب الفاسدين ولست منهم ـ على الأقل حتى هذه اللحظة ـ !





سهيل اليماني


http://goo.gl/6dla9
لا تكونوا كالخيــاش غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 PM.