العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > مقالات .. سرطان للبيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2011, 02:19 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقالات .. سرطان للبيع

سرطان للبيع


كلمة الاقتصادية

.. وهل معقول أن هناك مَن يبيع السرطان؟ وإذا كان هذا معقولاً .. فهل هناك مَن يشتريه؟! ولِمَ لا؟!

إذا كانت هيئة الغذاء والدواء قد شهرت بمنتجات مصنع واحد دفع إلى سوقنا المحلية بـ 38 منتجاً ضارة وبعضها مسرطنة، وإذا كانت المختبرات قد كشفت عمّا نسبته 10 في المائة من الملابس القادمة لسوقنا تحوي مواد مسرطنة، وأن ذلك ناجم عن أن 80 في المائة من العاملين في تجارة المنسوجات في جدة وحدها يعملون بالتستر، وإذا أضفنا إلى ذلك وقائع كثيرة تحدثت عنها صحافتنا عن أطعمة فاسدة ولحوم وغيرها وتزوير في تواريخ الصلاحية، ومصانع عشوائية تديرها وتعمل فيها عمالة وافدة تنتج الحلوى والمخللات وغيرهما من المأكولات التي توزع على البقالات، فالأمر حقيقة يشبه تجارة لبيع السرطان أو آفات صحية أخرى، وأن مَن يشتري هو المستهلك المغدور، علاوة على استلاب أموال الناس بالباطل.

ما من سبيل للجم هذا التعدي الشنيع على حرمة الإنسان في هذا البلد وعلى سلامة التسوّق فيه سوى حملات من الجهات المعنية في ''التجارة'' و''الصحة'' و''البلديات'' وجمعية حماية حقوق المستهلك وهيئة الغذاء والدواء، وأن تكون هذه الحملات مكثفة مستنفرة شاملة مناطق المملكة قاصيها ودانيها، داخل المدن والقرى وعلى قوارع الطرق السريعة والبرية ومحطات الوقود، إلى جانب حملات مماثلة لأسواق التجزئة والجملة حيثما كانت لمعاينة المنسوجات والمعدات والأجهزة وكل ما يعج به سوقنا من رديء ومغشوش أو مقلد أو منتج بدائي في استراحة أو في بيت خرب.

هناك قرابة عشرة ملايين وافد، بينهم نسبة عالية من متدنيي التعليم أو فاقديه تماماً، هؤلاء لا يتورع بعضهم تحت بريق المال من أن يشارك في صناعة السرطان أو أشباهه، كما أن ثمة مواطنين ممن يعملون في قطاع التجارة قد لا يتورعون عن الانسياق وراء الكسب المادي حتى بما هو سيئ ومضر أو خطير، وحتماً فإنه حين يفلت من منافذ الجمارك ببضائعه المضرة مرة ومرتين تتكون لديه القناعة بأنه آمن في كسب وفير عن طريق جلب بضائع لا تكلفه إلا زهيد المال فيما هي لا تصلح للاستهلاك الآدمي مادة أو أداة، وبالتالي يثابر على درب صناعة السرطان أو أضرار أخرى ويغوي غيره ويغر به لكي يفعل فعلته، فهكذا يتوالد المفسدون.

إن الرهان المطلق على يقظة الضمير أو على احترام القيم والأخلاق رهان يؤدي إلى التهلكة في النفس والنفيس، كما أن الرهان على أن مجرد النشر عن المخالفات المضبوطة في الصحف ووسائل الإعلام والتشهير سيقضي على هذه الجنايات.. رهان خاسر إلى حد كبير، وإن أدّى دوره التوعوي لعموم الناس وقرع في الآذان جرس التنبه لمخاطر ما في السوق، إلا أن التعويل على ذلك فقط قد يمنح المتلاعبين بصحة الناس فرصة التحوط وتغيير أساليب تدليسهم وتسويقهم عدا كون التوعية والتشهير دون متابعة ورصد لما في سوقنا المحلي لن يؤديا إلى اجتثاث هذه الممارسات الشنيعة من جذورها.

إن الأمر يتطلب إجراءَين حاسمين متلازمين، الأول: رقابة صارمة على منافذ الاستيراد من المنشأ وحتى موانئنا البحرية والبرية، وإن تلك هي الوسيلة الناجعة لقطع دابر نفاذ هذا التلوّث الخطير لسوقنا التجاري، أما الآخر فهو تكثيف حملات فرق الرقابة والمعاينة بوتيرة مستمرة شاملة يمكن أن نقول عنها حالة استنفار وطني لحماية الوطن من المتاجرين بسلامة أهله الصحية وبعافية اقتصاده على حد سواء!!

http://www.aleqt.com/2011/01/10/article_489535.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM.