“إن شاء الله تطيح على رؤوسكم” !! >> د. ماجد عساس

abuhisham · 02-07-2012, 10:22 AM

“إن شاء الله تطيح على رؤوسكم” !!

د. ماجد عساس
الإثنين 02/07/2012

قرأت في احدى الصحف عن شكوى عدد من المواطنين في حي الجنادرية شرق الرياض من تبدد حلمهم بامتلاك مسكن (غيرهم لم يأتي دورهم في الحلم بعد) وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من شرائهم فللا كانوا يمنون النفس أن تكون (فله شمعه منوره) وذلك عبر قروض بنكية من أحد المستثمرين (الله يعطيه على قدر نيته) ، إلا أنهم فوجئوا بوجود تصدعات وتشققات في الأسقف ( تحصل في أحسن العمائر) وسقوط بعض جزئيات الواجهة الخارجية لمنازلهم (فرصة عين الحسود لاتجد طريق اليهم) وانخفاض للمستوى في الأرض (ننصح السكان تخفيف أوزانهم)، ووجود تسريبات في المياه وتماسات في الكهرباء ( مخطط نموذجي مزود بالخدمات) ، بالإضافة أن كل فلتين يجمعهما خزان مياه واحد (لحمة اجتماعية لم تحدث من قبل) ، و صرف صحي واحد (معا في الحلوة والمرة ) ، فضلا عن أن الخزان منشأ من جدار أسمنتي وليس خرسانيا مما تسبب في تسرب المياه إلى الأرض (هي فله أم خرابه ) .

وذكر أحد المتضررين للصحيفة (إن صدق) أنه حينما تمت مخاطبة المستثمر لتعويضهم عن الأضرار التي نتجت، كان رد المستثمر» إن شاء الله تطيح على رؤوسكم « ( شين وقوي عين ) وقال المتضرر أنه رفع قضية على المالك منذ سنتين ( أمامك مشوار طويل ) ومنذ ذلك الوقت لم يحضر الشخص لمقابلة القاضي ( لم تأت يا متضرر بجديد ) وأنه يتخلف عن الموعد ومن ثم تتأجل القضية إلى موعد آخر يمتد لستة أشهر( كلاكيت مليون مرة) ومن نفس العينة.

القضية السابق ذكرها تعكس واقعا مرا نعيشه ، ذهب ضحيته مواطنون أبرياء ، لكنها ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة ، لأن هناك العديد من القصص المؤلمة التي لم يصل صوت ضحاياها للرأي العام بعد ، إما لعدم إتاحة الفرصة لهم أو لكون صوتهم غيبه الموت للأبد دون أن يتحصلوا على حقوقهم في الدنيا ، وإذا كان موضوع الغش والخداع متوقعا حدوثه في أي مجتمع لأن النفس البشرية (أمارة بالسوء) فان طرق ووسائل المعالجة المتبعة هي من شجع أمثال هؤلاء على التمادي في ظلمهم ، إلا أن الجديد في هذا الموضوع هو دخول مصطلح (الوقاحة) مع (الغش) ليكونا (دويتو) فريدا من نوعه لا يليق إلا بعينة من البشر نزعت الرحمة من قلوبهم .

http://www.al-madina.com/node/387524