العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > سكان يقرّرون هجر "العروس" إلى الأبد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-2011, 12:49 PM   #1
azeez55
مقاطع

 
رقـم العضويــة: 8968
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشـــاركـات: 127

افتراضي سكان يقرّرون هجر "العروس" إلى الأبد

سكان يقرّرون هجر "العروس" إلى الأبد




سبق: يجهز أبو عبدالله حقائبه مغادراً منزله في حي التوفيق في مدينة جدة بعد إصرار زوجته على ترك المدينة حالما ينتهي ابنهما الأكبر من آخر اختبار له ووصول قرار خطاب نقله من عمله إلى العاصمة الرياض، لتوافر وسائل العيش والسلامة فيها.

أبو عبدالله وزوجته مدفوعان لهذا القرار رغماً عنهما، بعد تكرار مآسي الأمطار التي هطلت على جدة في أقل من شهر وتسببها في أضرار بالغة في ممتلكات الناس وأرواحهم، وختمها «الأربعاء المشئوم» الماضي، مع تعثر واضح لمسؤولي المدينة في إيجاد وتأمين سبل العيش الآمن لسكان العروس.

وأسرة أبو عبدالله ليست الوحيدة التي قررت الهجرة من هذه المدينة الحزينة، فمحمد العاني الذي تزوج قبل ستة أشهر واستأجر شقة في حي النخيل اضطر إلى تبديل أثاث منزله بعد أول غيمة حملت أمطار الشهر الماضي، لكنه بعد هجوم سيول «الأربعاء الجديد» قرر مغادرة المدينة نهائياً.

ووفقا لتقرير أعده الزميل عبدالهادي صالح ونشرته "الحياة"، يقول العاني: «تزوجت حتى أستقر فإذا بي أواجه مصيراً مجهولاً فرضه علي المسؤولون عن سلامة وأمن مدينة جدة، مضيفاً: «لا اخفي عليكم سراً أنني لم أهنأ براحة أسرية كنت أتوقعها بعد زواجي، فمنزلي الذي أثثته باكراً استبدلت نصفه بعد دخول السيول علينا وسيارتي التي اشتريتها جديدة بالأقساط تخلخلت بسبب الشوارع المعطوبة». ويتساءل بأسى «ماذا بقي»؟

علامات الاستفهام والتعجب التي انطبعت على ملامح العاني استقرت في جبين فواز التركي الذي كان سعيداً بتعيينه في وظيفة حكومية في مدينة جدة، إلا أنه لم يهنأ طويلاً بهذه السعادة.

مؤكداً ذلك بقوله: «فرحت كثيراً بتعييني في جدة وكنت أرسم مستقبلاً وطموحات قد توفرها لي هذه المدينة بالذات، فإذا بي أفاجأ وفي أقل من عام بصدمات كبيرة فمياه الصرف الصحي اقتلعت الشوارع وأتلفت أرصفة العبور قبل أن تؤذي أنوف السكان وصحتهم، والبعوض بدأ ينهش أجساد السكان، وإدارة المرور تطالب الناس بالانضباط والطرق سيئة ومخلخلة والخطة المرورية لسير المركبات عشوائية ومرتجلة، والناس تحاول المحافظة على سياراتها باللجوء إلى طرق محسنة في مسار آخر فإذا بهم يقعون فريسة في مصيدة نظام ساهر، ثم يحمل المرور المواطن بالتقصير والمخالفة، وزاد: «أضف إلى ذلك انقطاع الكهرباء من حين إلى آخر، من دون اعتذار أو أسف من الشركة»، متسائلاً في الوقت ذاته «هل هذه مدينة عصرية وحضارية؟!

ويؤكد المواطن عبدالله قاسم أن المسؤولين عن مدينة جدة «سيكررون وعودهم لنا بسرعة إنجاز المشاريع وإصلاح ما تضرر وإعادة الجمال إلى جسد العروس كما يدعون بعد كل حدث. ويسأل قاسم بغضب: «كم من السنوات سنحتاج إلى رؤية هذه المشاريع التي تمكّن المدينة من مواجهة كوارث الأمطار والصرف الصحي وسواهما؟ ثم يقرر: «سأترك ذلك لأحفادي والقي بهذه الأحلام جانباً وأتقدم بطلب نقل إلى مدينة أخرى وأغادر».

كل من شاهد كارثة «الأربعاء الجديد» أيقن أن هذه المدينة لم تعد صالحة للسكن ولا للعيش بكرامة واطمئنان، فالسيول حاصرت الناس في أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، والروائح الكريهة عمت أجواء المدينة وامتلأت رئات السكان بالميكروبات والجراثيم، ولا تزال أمانة جدة منذ كارثة «الأربعاء الأسود» الذي ارتبط في أذهان الناس بالمصائب والمآسي والتشــــاؤم، تصرّ على إهمالها من دون عقــــاب رادع يراه الناس ويشعرون به في من تسبب في انهيار العروس وتصدع جسدها في عزّ شبابها، فكان الحل الأخير لسكان المدينة هو قرار الهجرة من المدينة نهائياً إلى مكان آخر يحفظ لهم أمنهم ويستر على ما بقي من حياتهم على هذه الأرض.


azeez55 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 AM.