ثقافة المستهلك والغش التجاري ( 1-3)


محمود محمد ابوطالب
ذات يوم كنت اتحدث مع احد التجار الذين يبيعون مبرد المحرك (ماء اللديتر) وكنت يومها اعد دراسة جدوى اقتصادية عن مبرد المحرك (ماء اللديتر) لماذا لاتضعون مواصفات المنتج على الجالون ؟ قال لى يامحمود لا تفتح علينا الأبواب المغلقة دعنا نسترزق , قمت يومها بإرسال مجموعة من العينات جمعتها من السوق الى معمل تحليل فى بريطانيا مرفقا معها المواصفات القياسية لمطابقتها ، جاءت النتيجة تفاوت المواصفات بين عينة واخرى لكن الجميع لم يطبق المواصفات .ماعدا عينة واحدة من مبرد المحرك كانت مستوردة من الولايات المتحدة وتحمل اسم شركة مشهورة لها وكيل فى المملكة ,وكان سعرها هو الأغلى من بين العينات .
من هنا تبدو اهمية ثقافة المستهلك والتي تلعب دورا كبيرا فى مكافحة الغش التجارى ، فكلما زاد وعى المستهلك بالمنتج الذى يستخدمه كلما قلت فرص الضحك عليه وبيعه بضائع مغشوشة تسلب ماله وتضر بصحته وبممتلكاته . والعكس صحيح .
فى السوق يوجد عددا كبيرا من المنتجات المغشوسة وتباع دون ان يتنبه المستهلك الى خطورتها فيشتريها وعند الإستعمال يظهر الضرر من آثار الغش التجارى . وبعضها يؤدى الى كوارث عند الإستعمال .
لماذا الغش التجارى ؟
الفرق بين المنتجات الأصلية والمقلدة فى الواقع هو كبير من حيث الجودة وطول العمر ودرجة الأمان عند الإستخدام .المنتجات الأصلية تتمتع بجودة عالية ، تعمر طويلا ، وتتمتع بدرجة امان عالية ، بعكس المنتجات المقلدة فهى ذات جودة منخفضة ، عمرها قصير ، وينتج ضررا بالغا عند استعمالها بعضها يسبب كوارث مثل قماش فرامل السيارات ، اوخسائر فى الأموال مثل مبرد المحرك (ماء اللديتر ).
السلع الأصلية بطبيعة الحال أغلى من السلع المقلدة . ونتيجة لرخص السلعة المقلدة فإن المستهلك يقبل عليها ويشتريها دون ان يتنبه الى التبعات السيئة نتيجة الإستعمال .
دور المواصفات القياسية :
دور المواصفات هو توعية وحماية المستهلك من الغش التجارى .وقد بلغ عدد المواصفات القياسية السعودية المعتمدة حتى الآن والصادرة عن هيئة المواصفات والمقاييس (11016) مواصفـة. فى مختلف المجالات .
لماذا لا تطبق المواصفات ؟
فى تقديري أن هناك ثلاثة أسباب لعدم تطبيق المواصفات :
اولا : غياب ثقافة المستهلك بالمواصفات عامل اساسى فى عدم تطبيق المواصفات ، لانه الوحيد المستهدف من اصدار المواصفات ، ولوعلم المستهلك بالمواصفات لاستطاع التمييز بين الجيد والرديء من السلع المعروضة فى السوق .
ثانيا : عدم التزام المتعاملين فى السوق من الصناع والتجار بالمواصفات لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المستهلك .
ثالثا : ضعف وغياب اجهزة الرقابة على المنتجات فى المنافذ البرية والبحرية والجوية . وفى داخل الأسواق المحلية ايضا .

http://www.aleqt.com/2009/12/19/article_318885.html