العودة   منتدى مقاطعة > ملتقى الأعضاء العام > المناقشات العامة > إلى «ستيفن كوفي».. صاحب العادات السبع «الحسنة»: عاداتنا السبع «المتخلفة»..كيف نغيرها؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-2011, 05:07 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي إلى «ستيفن كوفي».. صاحب العادات السبع «الحسنة»: عاداتنا السبع «المتخلفة»..كيف نغيرها؟

إلى «ستيفن كوفي».. صاحب العادات السبع «الحسنة»:

عاداتنا السبع «المتخلفة» .. كيف نغيرها ؟

(1 من 3)





بندر بن عبد العزيز الضبعان
كاتب ومتخصص في إدارة الموارد البشرية.


ها نحن قد التأم شملنا وعدنا بعد الصيف ورمضان والعيد..

عدنا و''الصدمة الحضارية'' تستقبلنا.. تتربص بنا منذ تلاوتنا لدعاء السفر، بترديدنا لعبارة ''كآبة المنظر''.. تلك الكآبة المتجسدة في مطاراتنا الباهتة .. في البشر المتدافعين في الصالات.. في الوجوه ''المشهبة'' التي تستقبلك عند مدخل المطار: ''تكسي يا الأخو..''.

انتهز عودتكم إلى الوطن والروتين وأسألكم وكل ''صناع القرار'' في الجهات المعنية بالسلوك : وزارة الداخلية ، وزارة التربية والتعليم ، وزارة الثقافة والإعلام ، الهيئة العامة للسياحة والآثار ، هيئة حقوق الإنسان ، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

كم عاما نحتاج لكي نتحضر ونتحلى باللباقة والنظام والتنظيم واحترام الوقت؟ 100عام ..أم أكثر؟ ما الذي يدفعنا إلى التحول فجأة إلى ''مؤدبين'' في الخارج ، وما نلبث إلا أن ننتكس إلى سابق عهدنا ونلغي كل قواعد الأدب والاحترام حالما نعود إلى الوطن؟ هل السلوك ''موجات'' يلتقطها دماغك بحسب البلد الذي تنزل فيه، كما يلتقط جوالك ''شبكة الاتصالات'' التي تغطي البلد الذي هبطت على أرضه؟ أم أن السلوك ''هرمونات'' يفرزها جسدك حسب الموقع الجغرافي؟

أسئلة أطرحها .. وأنا لا أزال أعاني – كحال المصفوعين منكم - من ''الصدمة الحضارية'' التي لفحتني منذ عودتنا إلى الديار. فبعد أن جربنا فوائد السفر ''السبع'' - شرقا أو غربا- ولمسنا التعامل الراقي لدى أجناس أخرى من البشر تختلف عن ''الجنس البشري'' في مجتمعنا، شعوب تتعامل بقيم الإسلام رغم أنها لا تدين بالرسالة المحمدية.

لقد كان علية القوم في الماضي يعهدون بتربية أبنائهم إلى ''المؤدبين''. كان ''المؤدب'' (بكسر الدال) خبيرا في التربية والسلوك يعلم الفتى الآداب العامة وأصول التعامل. جاءت المدارس لكن افتقرت مناهجها إلى تعليم أبنائنا وبناتنا قواعد السلوك وأصول التعامل. ''مناهج'' التعليم للأسف مشغولة بالحشو والتلقين بين الضروري وغير الضروري. لم نتعلم من معظم ''المناهج'' العادات أو السلوكيات الحسنة. تعلمناها من أهالينا ومعلمينا الواعين. تعلمت من أبي – رحمه الله - وأمي ومعلمي – حفظهما الله - قيما نبيلة وعادات حسنة تضبط سلوكي وتصرفاتي أمام الله والبشر. لكن هل كل الأهالي والمعلمون.. ''واعون''؟

وعلى ذكر المدارس، فقد شهدت مدارسنا قبل سنوات برنامجا غير مألوف عليها هو ''برنامج التربية السياحية المدرسية'' (ابتسم). وكان البرنامج الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم يهدف إلى إعداد جيل يحمل مفاهيم وممارسات إيجابية يحث على حسن المعاملة. لا أدري .. إلى أي مدى حقق برنامج ''ابتسم'' من نجاح؟

لكني أقر وأعترف بكل حسرة أن ''المشكلات السلوكية'' التي يعاني منها أفراد كثر في المجتمع السعودي تنوء بحملها وزارة التربية وهيئة السياحة وكافة الجهات الحكومية. فنحن نحتاج إلى ألف برنامج من نوع ''ابتسم''، ومن نوع ''تهذب'' ، ومن نوع ''احترم نفسك'' .. برامج ''عامة وشاملة'' تسعفنا في ''إعادة برمجة'' أدمغتنا ثقافيا وسلوكيا ، تكفل لنا حضاريا التعامل مع بعضنا البعض قبل أن نفكر في استقبال أي سائح ..

إننا نحتاج إلى مبادرة ''شعبية'' للتغيير تؤدي بنا إلى ''صحوة سلوكية'' نستعيد فيها مكانتنا المفقودة بين الأمم المتحضرة .. فمقعد ''خير أمة'' لا يزال شاغرا..


عادات ''ستيفن'' السبع


تعرف ''العادة'' بأنها نمط معين من السلوك يمارسها الفرد بانتظام. قد تكون عادة حسنة أو سيئة. وثمة فرق بين العادة والتقليد. فالحضور في الموعد المحدد عادة (حسنة) ، فيما إكرام الضيف تقليد (حسن). إذن، يتضح أن العادة ترتبط بالروتين اليومي، فيما يرتبط التقليد بالمناسبات.

أما ''ستيفن كوفي''، فقد علمنا سبع عادات حسنة اتخذناها نبراسا للنجاح في العمل والحياة. فقد غير ذلك الخبير الأمريكي في الإدارة والسلوك حياة أكثر من 15 مليون شخص – أنا واحد منهم -قرأوا كتابه الشهير ''العادات السبع للناس الأكثر فعالية''، الذي صدر عام 1989م.

بفضل ذلك الكتاب، اكتسبت كغيري سبع عادات حسنة: (1) كن مبادراً (2) ابدأ والغاية في ذهنك (3) ابدأ بالأهم قبل المهم (4) فكر بالخير للجميع ''الفوز المشترك'' (5) افهم أولا، لكي يفهمك الآخرون (6) تكاتف مع الآخرين (7) اشحن نفسك بالطاقات المختلفة ''اشحذ المنشار''.

لن أخوض في تفاصيل هذه العادات. فأنا أنصحكم بقراءة الكتاب الذي أعيد قراءته كلما تعرضت إلى ''صدمة حضارية''، ففيه خير مواساة في زمن أضحى فيه ''التخلف'' سلوكا عاديا.

''ستيفن'' بدأ من أمريكا وعلمنا عادات إيجابية. ترى لو بدأ حياته من السعودية، لربما كانت له طريقة أخرى في معالجة العادات. لربما علمنا كيف نقلع عن عاداتنا السبع السيئة التي مثلناها في سبع بالونات (الشكل 1) ، وتعد جزءا لا يتجزأ من تخلفنا العربي.

أما أنا فسأمثل ''المصدومين حضاريا''، وأدخل على ''ستيفن كوفي'' (78 عاما) في مكتبه في الجامعة. أقبل رأسه الهرم توقيرا. إذ تعلمت من والديّ ومن معلمي أن أحترم الكبير وأعطف على الصغير. سأقف أمامه وأرمي عليه ''عقالي''، وأصرخ صرخة تهز الحرم الجامعي: ''داخلن على الله ثم عليك.. يا طويل العمر''. أناول يمينه معروضا فيه شكواي وإليه المشتكى: علمتنا سبع عادات حسان.. علمنا بحق ربي وربك كيف نتخلص من عاداتنا السبع غير الحسان:

1. الفوضوية
2. انعدام اللباقة
3. عدم احترام الوقت
4. النقد غير البناء
5. الكسل والسلبية
6. الفضول
7. إهمال السلامة

.. غدا نستكمل الجزء الثاني..

http://www.aleqt.com/2011/09/05/article_576599.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 05:11 AM   #2
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

إلى «ستيفن كوفي».. صاحب العادات السبع «الحسنة»:

عاداتنا السبع «المتخلفة» .. كيف نغيرها؟
(2 من 3)


بندر بن عبد العزيز الضبعان

عزيزي ستيفن..

العادة الأولى: الفوضوية
من أهم مظاهر ''فوضويتنا'' أننا لا نحب النظام ولا التنظيم. نعيش على البركة. بل نكاد نكون الشعب الوحيد في العالم الذي يتباهى بالفوضوية والاستهتار ومخالفة النظام معتقدين أنها دليل ''قوة''. حتى المقيمين الأجانب تطبعوا بفوضويتنا وعاداتنا!
نقطع إشارة المرور على مرأى من رجل المرور الذي سلبناه الاحترام والهيبة. ندخن تحت لوحة ''ممنوع التدخين''. ولا يحلو لنا ركن السيارة إلا عند ''ممنوع الوقوف'' و''مواقف المعوقين''. تسأل عن السبب، يقولون لك: ''لا أحد يلتزم بالنظام، فلماذا ألتزم به!''. فيا له من عذر أقبح من ذنب!

وبدلا من أن نلتزم بالنظام ونتبع التعليمات، نشغل أنفسنا في كيفية مخالفة النظام والتحايل عليه. ألا ترى إلى الذين يخربون ''ساهر''، وإلى الذين يهربون ويتداولون الأجهزة التي تنبههم إلى مواقع كاميراته؟

لا نحب الإعداد ولا الاستعداد. ننام طوال العام ثم نصحو في اللحظة الأخيرة. وكم نقدس هذه اللحظة. نكتشف أن غدا هو موعد سفرنا، فنبحث عن ''واسطة'' تسرع تجديد جوازاتنا. وعن واسطة لتجديد رخصة السياقة. وعن ''ألف'' واسطة لحجز تذاكر الطيران. وما إن تثبت ''رؤية الهلال''، إلا ويتدافع الناس مذعورين إلى الأسواق لشراء مستلزمات رمضان أو ملابس العيد!

لسنا منظمين. نكره الوقوف في الطوابير. لا أدري إن كان ذلك ''عقدة نفسية'' بسبب ''حوادث'' طابور المقصف المدرسي! وإذا أكرمنا الله ووقفنا في الطابور، فإننا نقف بطريقة فوضوية في طابور أسميه ''الطابور المحقاني'' (نسبة إلى المحقان أي ''القمع''). طابور بامتداد نحيف يأخذ في التوسع كلما اقتربت من شباك الموظف. عندئذ تبدأ معارك الوصول إلى يده الكريمة. الغلبة فيها لصاحب الذراع الأقوى واللسان الأطول. وألا أن ''النظاميين'' هم الخاسرون..

العادة الثانية: انعدام اللباقة
نحن شعب ُجبل البعض منه على الفظاظة والصلافة والجلافة و''الدفاشة''، حيث يفتقر إلى اللباقة والتهذيب والبشاشة والمعاملة الحسنة. لا نجامل ولا نهتم بالذوق العام أو مشاعر الآخرين. نلوم دوما بيئتنا الصحراوية والجبلية ومناخنا القاسي في أنها وراء تشكل سلوكياتنا الفظة. مع العلم أن المناخ والبيئة لم يؤثرا في بقية جيراننا الخليجيين، فنحن وإياهم في ''البر والحر'' سواء!

يندرج ضمن ''الفظاظة'' أنك قلما تجد أحدنا مبتسما أو بشوشا. كل الوجوه ''مكفهرة''. وإن ألقيت عليها السلام، فهي ترد عليك من طرف الأنف. لو تفحصت وثائق الهوية الخاصة بنا، فستجد أن ''العلامة الفارقة'' ليست ''ندبة'' في الوجه، وإنما وجها ''عبوسا قمطريرا''. فلا أحد يستجيب لمطالب المصور الذي ُبحّ صوته من كثرة قول (Say cheese)!

من فظاظتنا، تسفيه الطفل واحتقار أسئلته البريئة. نرتكب بحقه جرائم الإخراس (أسكت.. أنت ما تفهم.. فشلتنا). يفقد الطفل ثقته بنفسه ويبدأ بقضم أظافره. يصاب بالتأتأة والعقد النفسية. يكره أهله ومدرسته. ثم نبحث عمن يداويه من العين والسحر. يتحول الطفل المقموع إلى نسخة مكررة من بقية الأقران، بعد أن شاركنا عمدا في مجزرة استئصال نبوغه ومواهبه الكامنة!

من مظاهر ''التخلف'': إلقاء المهملات في الشوارع والمتنزهات والشواطئ، وعدم تنظيف الطاولة بعد الأكل في مطاعم الوجبات السريعة، والبصق على الأرض، وعدم مسك الباب للداخلين إن كنت خارجا، واستخدام مفتاح السيارة لـ ''تنظيف الأذن''، واللجوء إلى حك الـ (...) في الأماكن العامة، والخروج بملابس النوم (أو السروال والفانيلة)، والتنابز بالألفاظ البذيئة، والتشنج عند النقاش والسواقة.. ويا لكثرة ''الشواهد'' وقلة ''أدبنا'' فيها..

العادة الثالثة: عدم احترام الوقت
نحن نتأخر عن الدوام، ونتأخر عن حضور اجتماعات العمل ومناسبات الأسرة. لا نلتزم بالوقت ولا نحترمه. نحب التسويف والتأجيل وتضييع الوقت. نهدر وقت العمل ''الثمين'' في الإفطار الجماعي، ثم مناقشة نتائج مباريات الأمس، وحال سوق الأسهم اليوم، ثم نبدأ بالتدخين، وبعدها ندخل لنتوضأ بـ ''الحركة البطيئة''. ونعود أخيرا إلى مكاتبنا لنواصل مشروعات النميمة والغيبة وبث الشائعات قبل التوقيع بالانصراف!

ورغم أننا لا نهتم بالوقت، ترانا دائما متوترين، وعلى ''عجلة'' من أمرنا. نسابق السيارات، فتظن أن أحدنا يهرع لحالة طارئة، لنكتشف أنه يريد الحظوة بجلسة مع ''شلة الاستراحة''!

نحن مراوغون عند تحديد مواعيدنا. نفتقر إلى الدقة. لو قررنا اللقاء، سنحدد لك موعدا ''بعد'' صلاة العشاء (فترة تمتد إلى ما قبل أذان الفجر = ثمان ساعات تقريبا)، وما عليك إلا أن تنتظرنا. وإن قلنا لك ربع ساعة ونكون عندك، فاعلم أنها أربعة أرباع. لن تجد من يحدد لك موعدا بالساعة والدقائق رغم ''الماركات'' التي ترتديها معاصمنا!

العادة الرابعة: النقد غير البناء
عزيزي ستيفن..
نتلذذ بالنقد ''غير البناء'' ونشعر بنشوة عند ''العذربة'' (إظهار العذاريب = العيوب). فمن ''زين'' طبائعنا أنه لا شيء يعجبنا. نستمتع بإظهار العيوب بسبب وبدون سبب لمجرد أن نبين للآخرين أننا نفهم. تجد أن الواحد منا ''يعذرب'' في فلان من الناس ويحتقره ويقلل من شأنه. تجد الواحد منا ''يعذرب'' في سلعة أو خدمة رغم أنه يستعملها يوميا، ولا أحد يرغمه على استعمالها، وبإمكانه البحث عن خيارات أخرى.

ننسى أن لكل شيء في الدنيا محاسن ومساوئ. نتجاهل الجانب الآخر: المحاسن، ونركز دوما على المساوئ. مع العلم أن العقل يقول إذا ''طغت'' محاسن الشيء على مساوئه فعليك باختياره. لكننا للأسف نحب إظهار ''عذاريب'' الآخرين، والاحتفاء بهزائمهم، والتشفي بفضائحهم، ولا نبالي بإنجازاتهم أو نجاحاتهم. فهل هذا ''حسد وغيرة'' أم ''جهل'' أم هما معا؟

.. غدا نستكمل الجزء الثالث..

http://www.aleqt.com/2011/09/07/article_577444.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 05:15 AM   #3
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

إلى «ستيفن كوفي».. صاحب العادات السبع «الحسنة»:

عاداتنا السبع «المتخلفة».. كيف نغيرها؟
(3 من 3)


بندر بن عبد العزيز الضبعان


عزيزي ستيفن..

العادة الخامسة: الكسل والسلبية (اللا فعل)
نحن متقاعسون. سلبيون. خاملون. لا نحب تحريك الساكن. لا نحب المبادرات. نمشي بمحاذاة الحائط وندعو الله الستر. لا نحب تجربة الجديد. ترهبنا الأمور غير المألوفة. ُيسرق بيت جارنا أو سيارته، فلا يبادر أحد بالمساعدة. ماسورة الحي تنفجر وتتسرب منها المياه، فلا يبادر أحد بالإبلاغ. مخلفات البناء ترمى أمامنا، فلا يتصدى لها أحد. لقد حفزت سلبيتنا ''العمالة'' على التمادي في الغي وعاثت في البلد فسادا.

نحن كسالى. عجّازون. اتكاليون. لا نعتمد على أنفسنا، ونعتمد على غيرنا في أبسط الأمور. نتصل على الكهربائي ليأتي ويغير ''اللمبة''. يخرج من منزلنا فرحا يعد أجره، ويقول في نفسه: ''نفر سعودي.. فلوس كتير.. مخ ما فيه..''!

وصل بنا الكسل إلى أن نقود سياراتنا إلى المسجد المجاور. ووصل بنا ''العجز'' أن نبحث عن محال توفر خدمة السيارات (drive-through)، لتخفف علينا من ضغوط الحياة!

العادة السادسة: الفضول
نبيح لأنفسنا الدخول إلى ''حرمات'' الناس. نحب أن نعرف أدق التفاصيل عنهم، بينما ''نتحفظ'' على الكشف عن تفاصيلنا الشخصية والعائلية مهما كانت ''تافهة''، ولا تمس ''الأمن القومي'' لذواتنا.

إذا درست في الجامعة، يسألونك متى تتخرج؟ إذا تخرجت، يسألونك متى تعمل؟ إذا عملت، يسألونك متى تتزوج؟ إذا تزوجت، يسألونك متى تنجب؟ وإذا لم تنجب، يتساءلون: العلة منك وإلا من زوجتك؟!

.. قمة الفضول!

تترقى أو ''تتثبت'' بعد سنوات من الانتظار القاتل، وبدلا من أن يبارك لك، يبادرك بسؤال: ''هاه.. كم وصل راتبك الحين؟''.

تقف أمام ''الصراف'' مستمتعا بخلوة شرعية مع نفسك، وفجأة تجد خمسة دخلوا عليك بدون استئذان، وأخذوا يتطلعون في الشاشة لمعرفة رصيدك رغم محاولاتك في سترها عن أعينهم.

تتناقش مع زوجتك في السيارة، فتجد أن حركة المرور قد تعطلت والكل يبحلق فيكما، حتى صاحب السيارة التي أمامك لم تسلم من نظراته عبر المرآة المعلقة.. ''خير إن شاء الله.. سلامات؟؟''.

تفتح بابك الكبير لتخرج سيارتك، فتجد أن كل من يمر من أمام منزلكم لا بد أن يلوي عنقه 360 درجة لكي يشاهد أدق التفاصيل.. ''ما ودك تقلط؟''.

تعود من صلاة الفجر، وتفاجأ بأن أحد جيرانك ينبش بعصاه قمامتكم الصفراء. ''وش تدور.. يا أخ العرب؟ أسلحة دمار شامل؟''.

يقع حادث مروري، فيتجمهر الناس أمام الضحايا، وبدلا من أن يهبوا لإسعاف المصابين والمصابات، يبحلقون في ''العورات المكشوفة''، ويلتقطون بجوالاتهم مشاهد يتسابقون على بثها في ''يوتيوب''.. الله لا يبلانا.

عيب يا جماعة.. دعونا نرتقي ونترك الفضول واللقافة والبحلقة. دعونا نغض من أبصارنا ونحترم خصوصية الآخرين فلا نحشر أنوفنا فيما لا يعنينا. فنحن ''بشر'' لنا دائرة من الخصوصية يجب أن تحترم مهما كان حجم الاختلاف.

العادة السابعة: إهمال السلامة
نحن لا نراعي متطلبات السلامة لا في المنزل ولا العمل ولا الشارع. ومرة أخرى، نعيش متكلين على بركة الله. لا نأخذ بأسباب السلامة والوقاية. نستخدم المقعد بدلا من السلم، والسكين بدلا من المفك، وحضن الأم بدلا من مقعد الطفل، والشبشب بدلا من المبيد الحشري. نهمل في أدنى متطلبات السلامة ونستبعد وقوع الحوادث. عبارتنا الشهيرة: ''لا توسوس.. ما جايك إلا العافية''. وتنقلب العافية إلى سقم أو مصيبة، فنترحم على الضحايا من جراء إصابات العمل وحوادث المرور والغرق والحريق والاختناق وتنظيف الخزانات!

يسافر البعض منا عبر البر، ويأخذ معه ''ترامس'' الشاي وأكياس ''الفصفص''، دون أن يفحص السيارة. ينطلق وهو قد نسى العدة والعجلة الإضافية وسلك الاشتراك. يكتشف في وسط ''الدهناء'' أن الوقود قد نضب، وزيت المحرك قد اسود ورجع إلى أصله ''بترول''، وفحمات المكابح لم تغير منذ أن ابتاع والده السيارة. يقضي الليل ''يأن'' برفقة الذئاب وقشور الفصفص والترامس الفارغة ولا تنقصه سوى ''ربابة''!


وردنا من ''ستيفن'' البيان التالي..

عزيزي بندر..

أشكرك وأشكر كل السعوديين الذين قرأوا كتابي فاتبعوا عاداتي الحسنة. لستم وحدكم من يعاني ''الصدمات الحضارية''. لقد كنا نحن الأمريكيين في عصر من العصور شعبا فظ التعامل، مهاجرين بلا هوية. هربنا/طردنا/ تغربنا عن أوطاننا الأصلية. لكننا امتلكنا الإرادة. وظهر من بيننا قادة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ساقونا طوعا وقسرا إلى التغيير الإيجابي.

إنني متفائل حتى في أحلك ساعات الظلام. فالشعوب لا تحتاج إلى ''تسونامي'' يجرفها أو ''قنبلة نووية'' تبيدها عن بكرة أبيها لكي تتحرك نحو التغيير. أنتم قادرون على إحداث التغيير الإيجابي، والتحول من ممارسة العادات السيئة إلى ممارسة العادات الحسنة.

يلزمكم برنامج تدريبي ''تهذيبي'' ضخم، بل برامج ''كبرى'' في كل مهارات التطوير السلوكي (soft skills) تنظم في دورات متكررة، ويدعى لها كل أبناء وبنات بلدكم. على أن تعقد هذه البرامج ليس في قاعات تدريب ''فندقية''، بل في ''ملاعب دولية'' نحشركم فيها، وتنفذ بشراكة من جميع جهاتكم المعنية بالسلوك والثقافة.

يجب أن تتضافر كل المساعي لإحداث تغيير إيجابي في ثقافتكم أيها السعوديون، وإزالة ''عوالق'' التخلف السلوكي. ابدأوا بدوائركم الصغيرة. ابدأوا من الداخل إلى الخارج. من البيت والعمل والحي. دوائر صغيرة يبدأ منها التغيير. تتشابك هذه الدوائر وتتداخل، فتتغير معها أنت وأهلك.. وكل من هم في محيطك.. فيتغير المجتمع السعودي بكامله..

لا ينقصكم إلا الإصرار والعزيمة والرغبة والقدرة على فعل التغيير الإيجابي.

لذا، لا تقسو على نفسك أو تحمل هموما في صدرك، ولا تطأطئ ''رأسك'' من الحسرة والتفكير..

عزيزي بندر..

ارفع رأسك.. أنت ''سعودي''..!

http://www.aleqt.com/2011/09/08/article_577778.html
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM.