العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > غلاء الأسعار والمعالجة الموضوعية >> حمد عبد الرحمن المانع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-2012, 10:01 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي غلاء الأسعار والمعالجة الموضوعية >> حمد عبد الرحمن المانع

غلاء الأسعار والمعالجة الموضوعية


حمد عبد الرحمن المانع

حمد عبد الرحمن المانع


لأول مرة في حياتي تلسع يدي طماطة اقصد جمرة وفقاً للصندوق الصغير الملتهب الذي يضم بين جنباته الحبات الحمراء التي اصابها اعصار تسونامي الأسعار، ففي حين ان موجات الغلاء وبكل أسف تعرف طريقها جيدا ولا تضل الطريق فإن موجات الرخص هي التي ضلت الطريق بل إنّها اصبحت بدون تردد، غير أنّ الملاحظ في الموجة الأخيرة هي القفزة غير المعتادة، فالغلاء نسبياً أمر لا مفر منه قياساً للمؤثرات ووفقاً للقوة الاستهلاكية، وليست الشرائية ولن أخوض في تحليل اقتصادي ينبني على فرضيات قد تخطئ وقد تصيب، وهي على كل حال توقعات في ضوء المعطيات شأنها بذلك شأن الأرصاد الجوية وامل ان لا تكون على غرار نشرة الأحوال الجوية قبل عقدين اذ بالمذيع يقول ويكون الجو غائما جزئيا، وستنزل حبيبات صغيرة من المطر إلاّ أنّ المطر نزل وأوشك أن يغرق الرياض وماجاورها، وحينما تحتضن كيسة ليمون أبو زهيرة وتطبطب عليها فان هذا حتماً لم يأت من فراغ ولا تستطيع أن تطبق عليه المثل القائل: (من تغلى يخلى لو هو بالحيل غالي) ، أدرك بأنّ تغيير النمط الاستهلاكي هو أحد الحلول وهو امر ليس بالأمر الهين لا سيما وأن الشهية لا تتعامل مع الحرمان بقياس العقل بل بقياس العاطفة،الا ان الوعي الاستهلاكي بمفهومه الشامل من شأنه علاج كثير من الأمور ، الإتزان في هذه الناحية من الأهمية بمكان وهو أن توائم بين الحاجة ومقدار هذه الحاجة وهذه المسألة تقديرية، وهناك حتماً ما يفيض ولكن بنسبة معقولة، قد تصل إلى الربع كحد أعلى وليس إلى الضعف ، ومن النصائح التي قد تفيد فيما يخص الإستهلاك هي عدم اصطحاب الأطفال عند التسوق لأن تفكير الطفل يشبه تفكير رجل صائم في عز الصيف داخل سوبر ماركت ، وفيما تواصل الأسعار التهابها الحاد وقدر لك ان تتوقف في أحد المطاعم لتناول وجبة خفيفة تفاجأ بالفاتورة . فيقف بعض من شعر رأسك لقيمتها المرتفعة وتسأله عن الفاتورة ولماذا الأسعار غالية ، فيبادرك بالجواب السريع والجاهز لا تنسى الإيجار والموقع حتى وإن كان (بقلعة وادرين ) ولا تقف المشكلة عند هذا الموقع المتواري عن الأنظار والسعر الملتهب بل تتعداه إلى افتقاره أيضاً للنظافة حتى اذا تصارعت مصارينك مع بعضها البعض مصارعة رباعية تبعاً لوضعك البائس وكيف أصبحت فريسة لفراغ الأمانة من محتواها ، فإنك حتماً ستهرع إلى أقرب مستوصف ليستقبلك الطبيب ويرمقك من خلف نظارته السميكة ليضع السماعة على بطنك ويمررها على اجزاء جسمك وعيناك لا تغادر عيونه . ليشير بعمل تحليل وبعد إجراء التحاليل اللازمة وغير اللازمة ويصف لك الدواء فتهمّ بالخرج من المستوصف مروراً بطبيعة الحال بالاستقبال ليستقبلك الموظف والابتسامة لا تغادر محياه ليهتز جيبك نتيجة لعاصفة كمبيوترية مدوية ليقف ما بقي من شعر رأسك فتسأل عن سبب هذه القيمة المرتفعة لتجد الإجابة نفسها الإيجار ولا تنسى الموقع حتى وإن كان في أحد الدواعيس وبالكاد يرى ، وإذا كان لك موعد مع طبيب اسنان عفواً اقصد (مليونير) فاستعن بالله وتوجه إلى اقرب شركة مقاولات.

إذن الكرة في ملعب ملاك العقار وإن كانوا هم الآخرون لا يخفون أنينهم من هذا الغلاء مع أن جزءا من الحل في متناول أيديهم ، إذ إن صاحب المستوصف والمطعم والمشغل والمدارس يعزو سبب ارتفاع أسعاره إلى الإيجار العالي ويرفق معها الكلمة المتداولة دائماً وهي الموقع ، المشكلة الحقيقية لا تحتاج إلى مجهر ليتم التعرف عليها وهي في المباني الخالية والتي لم تؤجر بسبب تعنت بعض المُلاك وإصرارهم على فرض سعر معين بمعزل عن عامل العرض والطلب أضف إلى ذلك صعوبة فرض مقاييس دقيقة لتحديد قيمة الإيجار بقدر ماهي تقديرية ، ان ابداء قدر من المرونة من لدن ملاك العقار ضرورة حتمية وسيسهم بفاعلية في تحقيق أكبر قدر من التوازن والعائد بطبيعة الحال سيصب في مصلحة الجميع بما فيهم الملاك أنفسهم لأن الأسعار ستنخفض تباعاً طالما انتفت مبررات ارتفاعها ،

قال احد الشعراء
عرفت تويجراً قد راح يشكو
من التجار طرق الاحتكار
فلما صار مثلهمو كبيراً
له عشرون حانوتاً ودار
مشى في ركبهم بل راح يشكو
هبوطاً في البضائع والاجار
هو الإنسان لا يرضيه حال
ولو ملك الجبال من النظار


abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM.